اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٣ أيلول ٢٠٢٥
أقامت بلدة فيطرون احتفالاً تكريمياً مميزاً للعلامة الراحل الأباتي جبرايل القرداحي، برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبمبادرة من الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الأباتي إدمون رزق وبلدية فيطرون، وذلك في باحة دير مار ضومط في فيطرون. حضر الحفل عدد من الشخصيات السياسية والروحية والاجتماعية، من بينهم النائب شوقي دكاش، وقائمقام كسروان بالإنابة ستريدا نبهان، ورئيس اتحاد بلديات كسروان الفتوح إلياس بعينو، ورئيسة المؤسسة المارونية للانتشار روز شويري، والوزيران السابقان جورج قرداحي وجان ولويس قرداحي، إلى جانب رئيس بلدية فيطرون المهندس رامي رزق وفاعليات محلية.
افتتح الاحتفال بالنشيد الوطني وكلمات ترحيبية وأشادت، حيث شدّد رئيس دير مار ضومط الأب المدبر جان مارون الهاشم على أهمية التاريخ والوفاء لتاريخه، مشيراً إلى أن من لا تاريخ له لا حاضر مشرق له ولا مستقبل. بدوره، أكد الأباتي إدمون رزق أن تكريم الأباتي القرداحي هو تكريم لمسيرة طويلة من رجالات الرهبنة المارونية المريمية الذين قدموا حياتهم في خدمة الحقيقة والمعرفة والقداسة، معبراً عن فخره بالرهبانية التي أنجبت علماء كبار حملوا مشاعل العلم والإيمان وعملوا من أجل الإنسان والكنيسة.
كما أشار رئيس بلدية فيطرون المهندس رامي رزق إلى أن تكريم القرداحي ليس مجرد مبادرة بل تأكيد على أن المعرفة رسالة والإيمان فعل رجاء، لافتاً إلى أنه ترك إرثاً ثقافياً غنياً من خلال معجمه القيم 'اللباب' باللغتين السريانية والعربية، وأعماله المتعددة في اللغة السريانية التي ساهمت في الحفاظ على ذاكرة التراث والكنيسة.
وفي كلمة باسم العائلة، استعرض الوزير السابق جورج قرداحي مسيرة المكرّم العلمية والإنسانية، مبرزاً كيف انكبّ القرداحي على دراسة اللغة السريانية وأصبح مرجعها الأهم، وقدّم كنوزاً لا تحصى من المؤلفات التي تُعد مرجعاً لا غنى عنه للباحثين في التراث السرياني واللغات الشرقية.
أما البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، فقد أكد في كلمته على مكانة الأباتي جبرايل القرداحي كواحد من أبرز رواد العلم والإيمان في الرهبانية المارونية المريمية، مشيراً إلى أن إرثه العلمي والثقافي، والذي تضمن مؤلفات مهمة في النحو والصرف والسريانية، يضيء حاضر الكنيسة ويوجه مستقبلها، كما أكد أن تكريمه واجب وطني وكنسي يكرم من خلاله لبنان ورهبانيته وتراثه.
واختتم الاحتفال بكشف الستار عن نصب تذكاري للعلامة الراحل نحته الفنان سامر عطالله مع نجله، وزراعة شجرة أرز باسمه في باحة الدير، كما تم عرض فيلمين وثائقيين عن حياة القرداحي والبطريرك الراعي، في مشهدٍ تجسد فيه الوفاء والتقدير لعالم ترك إرثاً خالداً في الثقافة والإيمان.
وقد استقبل أهالي فيطرون البطريرك الراعي بحفاوة بالغة عند مدخل البلدة، مع الزغاريد والهتافات، معبرين عن اعتزازهم برموزهم وتراثهم.