اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٣ أيلول ٢٠٢٥
وجه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان رسالة إلى اللبنانيين بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف بدأها بحمد الله على نعمه وإرسال نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى والحق المبين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله سيد الخلق أجمعين صاحب المقام المحمود والحوض المورود والشفاعة العظمى وطلب الصلاة والسلام عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين واستشهد بآيات من القرآن الكريم التي تصف مهمة النبي من التشهد والبشارة والإنذار والدعوة إلى الله والتوكل عليه ودعا اللبنانيين والمسلمين عمومًا إلى التأمل في النور الذي أضاء على مكة والجزيرة والعالم عبر مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في زمن الجاهلية الذي كان مليئًا بالظلم والتفاوت الطبقي والعبودية والغزو والاضطراب وتحدث عن طفولة النبي اليتيم وشبابه ودعوته للسلام والإصلاح التي اعتبرها امتدادًا لدعوات الأنبياء جميعًا مشيرًا إلى قوله تعالى في سورة هود بأن هدف النبي هو الإصلاح كما ذكر مواقف النبي الإنسانية منها حلف الفضول لرعاية المظلومين وإصلاحه لوضع الحجر الأسود في الكعبة واهتمامه بالفقراء والعبيد الذين كانوا أغلب من انضموا لدعوته في بداياتها كما استعرض صفات النبي التي ذكرتها سورة الضحى مثل رعايته لليتيم والسائل والحديث عن نعمة الله عليه
وأشار إلى حنانه ورعايته لأسرته وذكر أنه ظل يزور قبر أمه ويدعو لها وعاش مع زوجته خديجة زهاء عشرين عامًا والتي كانت أول من آمن به ورزقه الله منها ولدا كما أكد أنه بعد هجرتهم من مكة لم يحمل حقدًا أو ينتقم بل أمر المهاجرين أن يذهبوا أحرارًا عند الفتح وأنه كان دائم اختيار الأسهل في الأمور مستشهداً بقوله تعالى في سورة الانشراح بأن مع العسر يسراً وأن ذكرى مولد النبي وبعثته وهجرته هي ذكرى للفضائل الإنسانية السامية التي يجب أن يتحلى بها الأفراد والمجتمعات
وشدد على أن الإيمان مسؤولية فردية وجماعية وأن الدين يقوم على القيم الكبرى والأخلاق المستنيرة مستشهداً بقول الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم أنه على خلق عظيم وأن الدين واحد في قيمه وأخلاقه والناس إخوة وأن النبي محمد هو خاتم الأنبياء الذي أكمل بناء الرسالات السابقة
وفي رسالته تطرق إلى الأوضاع العربية الراهنة معتبراً أنها من أصعب ما مر به العالم العربي خاصة مذبحة غزة التي تستمر منذ عامين والاعتداءات على أهل الضفة والقدس والمسجد الأقصى متابعًا الجهود العربية المبذولة لوقف الحرب والعودة إلى حل الدولتين وناقدًا للصراخ والتشهير الذي لا يؤدي إلى حل واصفًا إياه بأنه مضيعة للطاقة ومضر
وأكد على أهمية استكمال عقد المؤسسات الدستورية في لبنان وسط الأزمات الحالية مؤكداً الاتفاق على استعادة الدولة ومؤسساتها وجيشها وسلاحها والعمل على إصلاحات جذرية كانت تنتظر منذ سنوات وطالب بحصر السلاح بيد الدولة ورفض وجود جيشين أو ميليشيات مسلحة التي تعطل قيام الدولة الحقيقية مشيرًا إلى أن تحالف السلاح والفساد لم يعد مقبولاً وأن لبنان لا يمكن أن يستمر بحالته الراهنة إلا كبقايا احتفالية فقط
ودعا إلى تجنب التشاتم والتخوين في الخلافات السياسية وأكد على ضرورة بقاء قرار السلم والحرب بيد الدولة ومؤسساتها المختصة ورفض الاتهامات الموجهة لكبار المسؤولين معتبرًا أنها غير مقبولة مهما كانت الأسباب داعياً إلى الوقوف في وجه من يسعون لعزل طوائف معينة لصالح أجندات داخلية وخارجية ودعا إلى اعتماد سياسة الحكمة والعدل والمنطق في معالجة القضايا الوطنية متطلعا إلى مستقبل أفضل يبنى على الثقة والعمل معًا لبناء لبنان جديد
وختم مفتي الجمهورية رسالته بالدعوة لأن تكون ذكرى المولد النبوي الشريف مناسبة لتعزيز الوحدة والسلام وصنع التغيير المنشود في لبنان ليس فقط في ملف السلاح بل في مكافحة الفساد وبناء مستقبل جديد داعياً إلى الاستحثاث والتقدير والتقويم الصحيح مع استشهاد بآيات قرآنية تبين صفات المؤمنين وفضلهم مؤكداً صدق الله العظيم