اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٣ أيلول ٢٠٢٥
بيروت - ناجي شربل وأحمد عزالدين
تشهد الساحة السياسية اللبنانية حركة اتصالات ديبلوماسية، وزيارة موفدين ومواكبة وتقديم جرعات إلى الحكومة اللبنانية، بالتزامن مع مناقشة خطة حصر السلاح بيد الجيش اللبناني، في مواجهة الاعتراضات والعراقيل التي تقف في طريق هذه المحطة التاريخية.
وعبرت القيادات اللبنانية الرسمية والسياسية عن الارتياح الكبير لمواقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الداعمة لسياسة الدولة، بإعلانه ان السلاح الفلسطيني الموجود في لبنان منذ العام 1969 قد انتهى دوره، وان السلطة الفلسطينية تقف خلف الدولة اللبنانية في بسط سيادتها على كامل أراضيها.
وفي وقت ترتفع وتيرة الاتصالات على مختلف المستويات للوصول إلى جلسة مجلس الوزراء المقررة الجمعة في أجواء هادئة بعيدا من التشنج، يتوقع ان تشهد بيروت حركة من كل من الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس رفقة قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال مايكل كوريلا، وتلتقي فقط مسؤولين أمنيين، وحامل الملف اللبناني من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، موفده الشخصي جان إيف لودريان، مع مواكبة عربية نشطة لعدد من السفراء برزت خلال الأيام الماضية. وتهدف هذه الحركة إلى دعم السلطة اللبنانية في النهج الذي ارتضته ببسط سلطتها على جميع الأراضي اللبنانية تنفيذا للاتفاقات الدولية والقرارات اللبنانية في هذا المجال.
ويتوقع ان يناقش لودريان مع المسؤولين الظروف الملائمة لعقد مؤتمر دعم إعمار لبنان بعدما جرى تأجيله مرات عدة، وسط تمسك فرنسي بعقده قبل نهاية السنة، على الرغم من اعتراض بعض العواصم التي ترى ان حصوله يجب أن يكون مسبوقا بخطوات ميدانية في موضوع بسط سلطة الدولة وسحب السلاح، الأمر الذي يحفز على تقديم هذا الدعم.
وقال مصدر رسمي لـ «الأنباء» إن الموقفين الفرنسي والأميركي يتقاطعان على دعم الحكومة اللبنانية والوقوف إلى جانبها في خطة الجيش لجمع السلاح، غير أن الفرنسي يتجاوز الموقف الأميركي بالمطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف العدوان المستمر وشبه اليومي من قبل جيشها، الأمر الذي يشكل الأرضية لتنفيذ قرارات الحكومة، فيما تكتنف الموقف الأميركي بعض الضبابية بشأن الانسحاب الإسرائيلي، مع تجنب اتخاذ موقف حازم في هذا المجال».
وأضاف المصدر: «ستعرض خطة الجيش المهمة من مختلف جوانبها، ان لجهة الإمكانات اللوجستية أو المعوقات الميدانية التي تعترض ذلك، مع التأكيد على ان التنفيذ هو قرار سياسي من الحكومة قبل ان يكون إجرائيا، والتشديد على الابتعاد عن أي صدام».
وأشار المصدر «إلى ان قرارات الحكومة ستنفذ، وان فرضت المعطيات الميدانية بعض التأخير مع استمرار الرفض الإسرائيلي للتجاوب مع المطلب الدولي بوقف العدوان والانسحاب من الأراضي المحتلة». وشدد على ان «ولادة السيادة الكاملة ستتحقق ولو كانت قيصرية».
وعلمت «الأنباء» أن من بين الأفكار التي طرحها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لتنفيس الاحتقان، ذهاب الوزراء الشيعة إلى جلسة مجلس الوزراء والنقاش في مضمون الورقة اللبنانية - الأميركية، ومن ثم اعتبارها غير جديرة بالتطبيق وبالتالي إسقاطها. إلا أن هذا الطرح ردت عليه أوساط رئيس الحكومة نواف سلام بالقول إنه غير واقعي أبدا. وينطلق رئيس الحكومة في مواقفه من ضرورة المضي في ملاقاة المجتمع الدولي الراغب بمساعدة لبنان، ويرى مع رئيس الجمهورية انه على لبنان عدم تفويت الفرصة والخروج من دائرة الاهتمام الدولية، والإفادة من الاحتضان العربي في جعل لبنان في قلب المعادلة الدولية. ويصر رئيسا الجمهورية والحكومة على تكريس قيام الدولة القادرة على القيام بشؤونها كافة من دون وصاية خارجية، أو شراكة داخلية من بوابة عسكرية في قرار السلم والحرب. ويكرران أمام مراجعيهما في خطوات تتعلق بالمضي في تطبيق قرارات الحكومة، ان الدولة القوية القادرة، هي الضمانة لكل مكونات أبنائها، وان أي مجموعة لا تستطيع بمفردها القيام بالدور المنوط بالدولة، ويعددان تجارب عدة انتهت إلى نتائج غير جيدة في تاريخ لبنان الحديث.
في المواقف، دعا رئيس الجمهورية العماد جوزف عون جميع اللبنانيين إلى مشاركته في بناء «هذا الوطن الذي لا بديل لنا عنه». وقال أمام وفد من المجلس الجديد لجامعة الروح القدس الكسليك، برئاسة رئيس الجامعة الأب جوزف مكرزل: «أعلنت مرارا أني لم آت لأشتغل سياسة بل لأبني مع اللبنانيين من جديد». وأضاف: «لا نريد الشعبوية ولا الغوغائية ولا الشعارات الزائفة، نريد ان نحمي لبنان وندفع إلى قيام الدولة من جديد بكل مؤسساتها السياسية والأمنية والقضائية والإدارية، ونطوي صفحة الماضي المؤلم ونفتح صفحة المستقبل، مستخلصين العبر من الأخطاء التي ارتكبت بحق الدولة».
وشدد الرئيس عون على انه يتفهم هموم اللبنانيين وقلقهم ويدرك حجم معاناتهم. وطمأنهم إلى «أننا أمام فرصة لا نريد ان تضيع في غياهب الأنانية والمصالح الذاتية والحسابات الطائفية أو المذهبية أو الحزبية. ان هذه الفرصة يمكن ان تضع لبنان على بر الأمان وتحمي وطننا من شظايا البركان المتفجر في المنطقة، ولا بد من التضامن الوطني للوصول إلى حماية لبنان». وقال: «ان يدي بيد جميع اللبنانيين لمواجهة التحدي الذي قبلته يوم انتخبت رئيسا للجمهورية. ويهمنا ان نبني وطنا يواكب التطور، لذلك آليت على نفسي ان أعمل لأعيد إلى لبنان مجده وتألقه. ولن يتحقق ذلك إذا لم يؤمن اللبنانيون بوطنهم ويعملون على تجاوز كل المصالح الضيقة بهدف التركيز على المصلحة الوطنية العليا».
وعلى خط اقتصادي إنمائي متصل بتشغيل مطار القليعات في شمال لبنان والعمل الجاري على تلزيم مشروع تأهيله قبل نهاية عمر الحكومة، علمت «الأنباء» أن وفدا من الهيئات الاقتصادية سيقوم بجولة في المطار الجمعة المقبل بمعية وزير الأشغال والنقل فايز رسامني الذي أخذ على عاتقه عملية تشغيله.
وسيطلع الوفد على ما بلغته الدراسات في هذا المجال، وما إذا كانت هناك من عوائق أمام الشروع في عملية التلزيم ومتى سيتم ذلك.
والجدير بالذكر أن الهيئات الاقتصادية تطالب منذ خمس عشرة سنة بمطار ثان في لبنان، مقترحة اعتماد مطار القليعات ومركزة على فوائده السياحية والتجارية وفي مجال النقل الجوي.
وفي الشمال أيضا، نفذ عمال بلدية طرابلس اعتصاما عند مستديرة ساحة عبدالحميد كرامي، في الموقع الذي قضى فيه العامل في البلدية عبد الخالق علاف. وشارك نائب رئيس بلدية طرابلس خالد كبارة ممثلا رئيس المجلس البلدي عبدالحميد كريمة ورئيس اتحاد نقابات العمال المستخدمين في لبنان الشمالي شادي السيد.
وتحدث نقيب عمال البلدية عمر دلال عن «ضرورة مسارعة القضاء إلى فتح تحقيق في حادثة وفاة العلاف، والكشف عن المعطيات التي أودت بحياته لجهة الإهمال من قبل الجهات التي لم تراع السلامة العامة في التمديدات الكهربائية في المنطقة، الأمر الذي عرض العامل عبدالخالق للموت كما يعرض سائر المواطنين للخطر». وطالب بلدية طرابلس بـ «ضرورة حسن التعاطي مع هذا الموضوع واتخاذ إجراءات تؤدي في النهاية إلى إحقاق الحق عدليا وعلى الأرض، وتوظيف أحد أفراد عائلة الفقيد في البلدية».