اخبار لبنان
موقع كل يوم -أي أم ليبانون
نشر بتاريخ: ٣ أيلول ٢٠٢٥
كتبت لارا يزبك في 'نداء الوطن':
يتحضّر 'الثنائي' لجلسة 5 أيلول الوزارية، ويضع نصب عينيه هدفًا واحدًا: تعطيل مفاعيل قرارات جلستي 5 و 7 آب، بالمباشر، من خلال الدفع نحو التخلّي عنها والإعلان أن لبنان بات في حلّ من الورقة التي أقرّها، أو بصورة غير مباشرة عبر إحالة هذه القضية الملتهبة إلى طاولة حوار اقترحَ رئيسُ مجلس النواب نبيه بري، عقدَها، لتكون في الواقع، مقبرةً للخطوة السيادية التي أتت متأخّرة 35 عامًا وانتظرها اللبنانيون لعقود.
الساحة ليست سائبة
لكنّ الساحة الحكومية ليست 'سائبة'، بحسب ما تقول مصادر وزارية سيادية لـ 'نداء الوطن'. فالفريق السيادي في الحكومة بالمرصاد، ويتحضّر للدفاع بشراسة عن القرارات التي اتُخذت منذ شهر بالتمام والكمال.
فالتراجع أو التردّد اليوم، هما 'الخطيئة الكبرى' الحقيقية. لماذا؟ أوّلًا، لأن اللبنانيين والعالم، تبدّلت نظرتهم إلى لبنان 180 درجة بعد القرارات الجريئة الحازمة سياديًا التي اتخذتها الحكومة، وصدَّقوا للمرة الأولى منذ 'الطائف'، أنّ الحكم عازمٌ على بناء دولة فعلية. وثانيًا، لأنّ حصر السلاح، مفتاحُ استعادة الثقة المحلية والدولية، وكلمةُ السرّ التي ستفتح أبوابَ الدعم الخارجي للبلاد واقتصادها المنهك وجيشها وأرضها المحروقة المدمّرة بفعل حرب الإسناد.
رسالة سلبية
من هنا، فإنّ إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، من خلال الرضوخ لابتزاز 'حزب اللّه' وتهويله بالشارع والحرب الأهلية، أو من خلال مسايرة عروضِ الحوار 'الملغومة'، مستحيلة وممنوعة، لأنها سترسل رسالة بالغة السلبية للبنانيين وللمجتمع الدولي، وستشكّل انتكاسة معنوية لمؤيّدي مشروع الدولة وانتصارًا للدويلة، كما أنها ستوقف الاندفاعةَ العربية والخليجية والأوروبية نحو لبنان، من دون أن ننسى أنها ستعطي إسرائيل الذريعة التي تنتظرها، لتصويب مدافعها وطائراتها مجدّدًا نحو لبنان لإنهاء 'حزب اللّه' العسكري بنفسها، وتدمير ما تبقّى من بنى تحتية ومرافق وطرقات في لبنان.
إصرار على إقرار الخطة
نعم، الجلسة بهذه الأهمية وترتدي طابعًا مفصليًا مصيريًا، تتابع المصادر، وتقول: 'نحن لسنا في وارد أي صدام أو مواجهة مع أحد في الحكومة، إلّا أننا سنتمسّك بضرورة إكمال قطار بسطِ السيادة طريقَه، بحيث يبلغ محطتَه الثانية المتمثلة بمناقشة خطة الجيش، والأهمّ، إقرارها، على أن تكون عملية حصر السلاح أُنجزت ضمن المهلة التي حدّدتها الحكومة اللبنانية'. وتضيف: 'التنسيق قائم بين الفريق الحكومي الذي دفع نحو مقرّرات جلستي مطلع آب، من أجل منع أي مماطلة أو تسويف في إقرار الخطة، والتصدّي لإفراغها من مضمونها أو تسطيحها من قِبل الثنائي الذي يريد مثلًا تحريرَها مِن المهل الزمنية. فهذه الورقة، يجب أن تكون صلبة و 'مبكّلة' إذ ستُضاف إلى قرار حصر السلاح، وتشكّل سلاحًا جديدًا تضمّه الدبلوماسيةُ اللبنانية إلى ترسانتها لمقارعة إسرائيل وإحراجها، وتعزيز موقف بيروت أمام الوسطاء وعلى رأسهم الأميركيون'.
ثمن التراخي باهظ
'الأفضل أن تُقَرّ الخطّة الجمعة بالإجماع، لكن إذا قرّر بعض الوزراء الاعتراض أو الانسحاب، فهذا حقّهم. المهمّ أن يستمرّ العمل والحسم الوزاريان بالوتيرة نفسها، بعيدًا من التمييع والرمادية، وهذا ما سنحرص عليه'، تقول المصادر التي ختمت قائلة: 'فلنجرّب هذه الوسيلة، لتحرير لبنان وإعادة إعماره، خاصة أننا جرّبنا الطرقَ الأخرى، ولم تعد علينا إلّا بالوبال والخراب والاحتلال، ولتبقَ في بالنا دائمًا تجاربُ الماضي المُرّة، ففي كل مرّة أحجمت الدولة و 'الشرعية' عن لعب دورهما 'سياديًا'، دَفَع لبنان كلّه، لا طائفة أو منطقة واحدة، باهظًا، ثمنَ هذا التراخي'.