زيارتان فرنسية وأميركية إلى لبنان… لودريان وأورتاغوس لتعزيز دعم الجيش وخطة حصرية السلاح

في ظلّ تصاعد الاهتمام الدولي بالوضع اللبناني، يترقّب لبنان خلال الأيام المقبلة سلسلة زيارات دبلوماسية وأمنية بارزة تحمل رسائل سياسية ودعمًا مشروطًا بمسارات داخلية محددة. وتأتي في مقدّمتها زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، في أعقاب نجاح باريس في تأمين التمديد لقوات اليونيفيل، وسط تركيز خاص على الخطة التي سيعرضها الجيش اللبناني على مجلس الوزراء لحصر السلاح بيد الدولة، وما ستقرره الحكومة في هذا الإطار.

وتزداد أهمية زيارة لودريان مع إعلان باريس التحضير لمؤتمرين دوليين لدعم لبنان: الأول لإعادة الإعمار، والثاني لتعزيز قدرات الجيش اللبناني، في وقتٍ تتساءل فيه أوساط مراقبة عن مدى تجاوب المجتمع الدولي مع هذه المبادرة الفرنسية.

وفي موازاة هذا الحراك، يستعد لبنان أيضًا لاستقبال المسؤولة الأميركية مورغان أورتاغوس، يرافقها قائد القيادة الوسطى الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، في زيارة ذات طابع أمني – عسكري، تتناول الوضع الجنوبي وخطة الجيش لجمع السلاح، إلى جانب البحث في دعم المؤسسة العسكرية لتمكينها من تنفيذ المهام الملقاة على عاتقها في المرحلة المقبلة.

وفي التفاصيل، ينتظر لبنان الزيارة القريبة للوردريان، والتي تأتي بعد إقرار مجلس الأمن الدولي التمديد لقوات اليونيفيل، والجهود التي بذلتها باريس لتحقيق التمديد لمرة أخيرة. وما يحمله الموفد الفرنسي يحظى بأهمية كبرى، إذ تتوقف تفاصيل ما سيناقش، بمنحى معيّن، على ما سيصدر عن الحكومة بما يتعلق بالخطة التي سيقدمها الجيش اللبناني الى مجلس الوزراء حول حصر السلاح، حسبما علّقت مصادر للأنباء.

من ناحية أخرى، الإعلان عن التحضير لمؤتمرَيْن سيَدعو الرئيس الفرنسي إلى عقدِهما، أحدهما مخصص لإعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي في لبنان، والآخر لدعم الجيش، وذلك بحسب ما صرّح به السفير الفرنسي في بيروت، هيرفيه ماغرو.

وفي هذا السياق، سألت مصادر مراقبة عبر 'الأنباء'، هل سيلاقي المجتمع الدولي والدول الكبرى ما تصبو اليه فرنسا، وإنجاح المؤتمرين، لا سيما لجهة دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته، ليتمكن من تنفيذ أي خطة لحصر السلاح على كامل الأراضي اللبنانية؟

كما سألت المصادر عينها عن مصير ملف إعادة إعمار القرى الحدودية، في أعقاب ما تمّ الإعلان عنه مؤخرًا بإنشاء مشروع اقتصادي استثماري… كيف ستُعالج كل هذه المسائل؟ وبالتأكيد ستلقى رفضًا شعبيًا، وكذلك من جهات سياسية ذات صلة.

وفي سياق متصل، أفادت 'النهار' بأن لودريان والمسوؤل عن تنظيم المؤتمر الاقتصادي لدعم لبنان جاك دو لاجوجي سيزوران بيروت يومي 10 و11 أيلول.

وقال مصدر فرنسي رفيع لـ'النهار' إن الحكومة اللبنانية والرئيس اللبناني اتخذا قرارات شجاعة وينبغي دعمهما وتنظيم المؤتمر لدعم لبنان. كما سيتوجه لودريان أيضًا إلى السعودية.

أورتاغوس في لبنان الأحد المقبل

وعلمت صحيفة 'اللواء' من مصادر رسمية أن أورتاغوس ستزور لبنان الأحد المقبل ومعها قائد القيادة الوسطى الأميركية للجيش الاميركي الجنرال مايكل كوريللا، لكن زيارتها ستكون ذات طابع أمني حيث تلتقي قائد الجيش وقيادات أمنية أخرى وأعضاء اللجنة الخماسية لمراقبة وقف اطلاق النار (ميكانيزم) لمواكبة خطة الجيش لجمع السلاح والوضع الجنوبي، والبحث في احتياجات الجيش ليتمكن من مواصلة مهامه الضخمة.

وحسب المصادر لم تطلب أورتاغوس حتى يوم أمس، مواعيد مع الرؤساء المسؤولين السياسيين. لكنّها قد تطلب لاحقًا، حسب المعلومات.