اخبار سوريا
موقع كل يوم -سناك سوري
نشر بتاريخ: ١ تموز ٢٠٢٥
كشف تحقيق استقصائي أجرته وكالة 'رويترز' للأنباء، عن وقوع مجازر واسعة النطاق في منطقة الساحل السوري بين 7 و9 آذار 2025، راح ضحيتها 1479 شخصاً، بينهم نساء وأطفال وعائلات بأكملها، في أكثر من 40 موقعاً شهدت أعمال قتل ونهب وفوضى.
ووفقاً للتحقيق، فإن تلك الهجمات جاءت في سياق انتقامي، وسط حالة من الانفلات الأمني، بعد ربط سكان الساحل السوري لفترة طويلة بنظام بشار الأسد، وتتبع التحقيق تسلسل القيادة وصولاً إلى عناصر مقربين من قادة سوريا الجدد.
وقالت 'رويترز' إنها تحدثت مع أكثر من 200 من ذوي الضحايا، سواء عبر الهاتف أو خلال زيارات ميدانية، بالإضافة إلى 40 مسؤولاً أمنياً ومقاتلين وشخصيات حكومية ومحققين ووسطاء عيّنتهم السلطات، كما جمعت الوكالة قوائم بأسماء الضحايا، معظمها مكتوبة بخط اليد من عائلاتهم وزعماء محليين، وفحصت رسائل متبادلة على تطبيق 'تلغرام' أنشأها مسؤول في وزارة الدفاع لتنسيق العمليات، إلى جانب عشرات مقاطع الفيديو وصور من كاميرات مراقبة، ووثقت وجود مقابر جماعية.
محافظ طرطوس: تعرّضوا للظلم تماما كسائر الشعب السوري عموماً في عهد الأسد، وهم بحاجة للامان وهذا واجبنا كحكومة وسنعمل على تحقيقه.
خلص التحقيق إلى أن خمس مجموعات رئيسية شاركت في عمليات القتل التي طالت بلدات وأحياء في الساحل، والتي تعرضت لهجمات متزامنة من عدة جهات خلال الأيام الثلاثة المذكورة، وهذه الجهات هي، الفرقة 400، لواء عثمان، وبحسب التحقيق، تورطت هذه المجموعات في عمليات قتل داخل عشرة مواقع، قُتل فيها نحو 900 شخص.
ووفقاً لشهادات عناصر ومصادر استخباراتية، فإن الفرقة 400 انتقلت إلى مناطق ساحلية بعد سقوط النظام السابق، وأقامت مقرها في الأكاديمية البحرية السورية.
كذلك هناك فصائل مدعومة من تركيا، تشمل فرقة السلطان سليمان شاه وفرقة الحمزة، المنضويتين ضمن الجيش الوطني السوري، وأفاد التحقيق بمسؤوليتهما عن عمليات قتل في ثمانية مواقع، أسفرت عن مقتل ما يقرب من 700 شخص/ وذكرت 'رويترز' أن أحد عناصر الفرقة كتب على صفحته في 'فيسبوك': «اغلقوا الكاميرات واقتلوا كل ذكر منهم، إنما دمهم دم خنزير نتن».
إضافة إلى فصائل أخرى مثل منها جيش الإسلام، جيش الأحرار وجيش العزة، والتي تواجدت بحسب التقرير في أربعة مواقع على الأقل، قتل فيها نحو 350 شخصاً.
وضمّت المجازر أيضاً عناصر من الحزب الإسلامي التركستاني ومقاتلين من أوزبكستان والشيشان وبعض الجنسيات العربية، وأشار التحقيق إلى مشاركتهم في ستة مواقع قُتل فيها قرابة 500 شخص.
جمعت 'رويترز' صوراً للضحايا ومواقع المقابر الجماعية، وحددت مواقعها الجغرافية، كما تحقق فريقها من القوائم من خلال نشطاء محليين ومنصات إلكترونية ومصادر في الخارج لهم تواصل مع الأهالي في المناطق المتضررة.
ونقلت رويترز في تقريرها تصريح المتحدث باسم لجنة التحقيق في أحداث العنف بالساحل، 'ياسر الفرحان'، الذي قال إنهم سيسلمون النتائج للرئيس 'أحمد الشرع' خلال أسبوعين، وأضاف: «نحن غير قادرين على تقديم أي ردود قبل الانتهاء من هذه العملية احتراما لنزاهة الحقيقة، أتوقع أن تجدوا النتائج مفيدة، وأنها تكشف الحقيقة»، ناصحاً الوكالة بعدم نشر نتائجها قبل صدور تقرير اللجنة.
بدورها نقلت عن محافظ 'طرطوس'، 'أحمد الشامي'، قوله إن سكان الساحل ليسوا مستدفين، مقراً بوقوع انتهاكات بحق أهله، وقدر عدد الضحايا بنحو 350 شخصاً، الأمر الذي يتوافق مع نتائج رويترز أيضاً كما ذكرت.
وأضاف 'الشامي' أن «أهالي الساحل ليسوا مدرجين على أي قائمة، سوداء أو حمراء أو خضراء، هم غير مجرمون وليسوا مُستهدفين بالانتقام، لقد تعرّضوا للظلم تماما كسائر الشعب السوري عموماً في عهد الأسد، وهم بحاجة للامان وهذا واجبنا كحكومة وسنعمل على تحقيقه».
وفي ختام تقريرها ذكرت رويترز أنها توصلت لنتيجة مفادها أن عمليات القتل في الساحل مستمرة على اليوم.