اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٤ أب ٢٠٢٥
{*ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيسَ عَلَينا فِي الأُمِّيّينَ سَبيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ* }آل عمران75
*إسرائيل الكبرى*
في قلب محرقة غزة، حيث تختلط الدماء بالغيم، وتتصارع الشمس مع دخان الإبادة الجماعية، يولد صراع لا يشبه أي صراع آخر. تصعيد متواصل، أرض تهتز، ووجوه شعوب مأسورة بين القداسة المزيفة والحق المسلوب. تصريحات النتن ياهو عن 'إسرائيل الكبرى' ليست كلمات عابرة. إنها صرخة عقيدة، مشروع توسعي يعلن أن الأرض لنا وحدنا، وأن 'الأغيار' مجرد أدوات أو عقبات، كما جاء في القرآن: 'لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ'.
القدس، حائط البراق، شقوقه المليئة بالأوراق العنصرية، الهواء الذي يحمل الدعاء كصرخة صامتة. المكان يتحول إلى مسرح للسلطة الإلهية؛ السياسة تصبح دينًا، الدم يُقدّس، والمقاومة الفلسطينية تُجرّم. مفارقة صارخة: الاحتلال يحصل على شرعية دولية، بينما دفاع الإنسان عن أرضه يصبح إرهابًا.
في الظلال، الصهيونية المسيحية تتحرك. اليمين الإنجيلي يرى أن معارك (إسرائيل) ضد العرب وإيران هي مقدمة لنهاية الزمان، وعودة المسيح. الأرض ليست وطنًا لشعب، بل لوحة نبوءة، تُعاد فيها التمثيلات التاريخية، من نقل السفارة إلى القدس، إلى الاعتراف بالجولان، لتصبح السياسة مسرحًا مقدسًا، والدم الفلسطيني ثمنًا زائفًا للخلاص.
(إسرائيل) اليوم ليست دولة، بل مستعمرة توراتية أميركية. دعم لا ينقطع، جسر جوي دائم، وعنف محمي. عقلية الصراع الأبدي تمنعها من السلام، والتحالف هشّ، وأي زلزال في المشروع الأميركي قد يقذفها في هاوية وجودية.
نحن، الفلسطينيون المهجرون، نقاوم المحتل دفاعًا عن الحق، لا عن نبوءة. القدس على المحك، حيث يتجمع المتطرفون لهدم الأقصى وبناء الهيكل الثالث. العقيدة أداة حرب، الإيمان سيف يقطع الأرض من جذورها. وفي الداخل، 'ناطوري كارتا' والحريديم الأرثوذكس يعارضون الدولة، مستحضرين 'لعنة العقد الثامن'، لتظل هشاشة الكيان مطبوعة في وجدانهم.
تصريحات النتن ياهو تؤكد: الاحتلال لا يعترف بالحدود، واتفاقات السلام معه مؤقتة. التحرك العربي الشعبي العاجل، نشر الخرائط، توضيح مفهوم 'إسرائيل الكبرى'، دعم المقاومة، ووقف الحرب على غزة، هي خط الدفاع الأول.
وسط هذا السواد، ينبثق الأمل. يقظة الشعوب، وحدة الصف الإسلامي والمسيحي المستنير، أرضية إنسانية تقدم الإنسان فوق أي نبوءة، والعدل فوق الانتقام، والسلام فوق الفوضى المؤدلجة. أمام أساطير الدم، تبقى قداسة الإنسان السلاح الأعظم، النبراس الذي يعيد للمنطقة إنسانيتها، ويذكّر: التاريخ لا يُبنى بالدم، بل بالحكمة، الصبر، والوحدة، والعمل من أجل غد أفضل.
الحق يبقى شامخًا، الإنسان يظل محور الحياة والعدالة. فوق كل عقيدة مزيفة، يقف الإنسان، حاملاً إرادته، صامدًا، متمسكًا بالقداسة الحقيقية: حياة الإنسان وكرامته.