لايف ستايل
موقع كل يوم -ال عربية
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
مما لا شكّ فيه أن الماء أساس الحياة وعنصر لا يمكن للجسم الاستغناء عنه. فهو يحافظ على درجة الحرارة، ويشارك في عملية الهضم، ويساعد على نقل المغذيات والتخلص من الفضلات. لكن كما أن قلّة شرب الماء تسبّب الجفاف وما يرافقه من مضاعفات، فإن الإفراط في تناوله أيضاً قد يحمل أخطار صحية لا يستهان بها. فهل يمكن أن يصبح الماء عاملاً مضراً عندما نستهلكه بكمّيات تفوق حاجة أجسامنا؟
الإفراط في شرب الماء
عندما يتجاوز الإنسان قدرة الكلى على التخلّص من السوائل، يتراكم الماء في الجسم بشكل غير طبيعي. هذه الحالة تعرف بفرط الترطيب أو فرط المَيَوية، حيث يزداد حجم الماء داخل الدم على حساب تركيز الأملاح. والنتيجة المباشرة لذلك هي انخفاض مستوى الصوديوم في الدم، وهي حالة طبية يطلق عليها 'نقص صوديوم الدم'، قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة إذا لم تُعالج.
تأثيره على الجسم
مع انخفاض الصوديوم، يتسرّب الماء إلى داخل الخلايا لتتعادل نسبة التركيز بين داخلها وخارجها. هذا التسرّب يؤدي إلى انتفاخ الخلايا، وهو أمر تزداد خطورته عندما يحدث في الدماغ، حيث يؤدي تورّم الخلايا العصبية إلى ضغط داخل الجمجمة، ما يسبب صداعاً وتشوّشاً وربما أعراضاً عصبية أكثر خطورة مثل التشنّجات أو فقدان الوعي. كما أن القلب والرئتين قد يتأثران بزيادة السوائل، خصوصاً عند وجود أمراض مزمنة تحدّ من قدرة الجسم على التوازن.
الأعراض والفئات الأكثر عرضة
من أبرز العلامات التي قد تشير إلى شرب الماء بكميات تفوق الحاجة شعور بالغثيان والدوار، مصحوب بصداع مستمر أو ضعف في التركيز. وقد يلاحظ البعض تورماً في اليدين أو القدمين أو الوجه، إلى جانب شعور غير معتاد بالتعب والإرهاق. وفي بعض الحالات الشديدة قد تظهر تشنجات عضلية أو اضطرابات عصبية تتطلب تدخلاً طبياً سريعاً.
تزداد احتمالية مواجهة هذه المشكلة عند الأشخاص الذين يمارسون نشاطات بدنية شاقة ويشربون كميات كبيرة من الماء لتعويض التعرّق من دون تناول الأملاح. كما يُعتبر مرضى الكلى والقلب والكبد أكثر حساسية لتأثير الماء الزائد بسبب ضعف قدرتهم على التخلص منه. حتى بعض الأدوية قد تزيد من خطورة احتباس السوائل، مما يجعل هذه الفئات بحاجة أكبر لمراقبة استهلاكها اليومي من الماء.