اخبار فلسطين
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
قال الصحفي الإسرائيلي باراك سيري، إن 'هناك شخص واحد يخشاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حقا، ولهذا السبب تم تحديد الاتفاق على 'خطة ترامب' للسلام بغزة في هذا التاريخ بالذات'.
وفي مقال نشره موقع 'واللا' العبري، قال باراك سيري، الذي عمل سابقا كمستشار إعلامي للعديد من الوزراء الإسرائيليين البارزين: 'في النهاية، كل شيء سيتوقف على بند الرهائن. هذا هو جوهر الاتفاق، وما تبقى أقل أهمية. إذا قالت حماس 'نعم' وأفرجت عن جميع الرهائن، فستنتهي الحرب بعد عامين وسيخرج الجيش الإسرائيلي من القطاع. وإذا رفضت حماس، فنحن أمام فيلم دموي سيء، لا يعلم إلا الله متى سينتهي'.
ويرى سيري أنه 'حتى قبل رد حماس، يجب أن نقول: خطة ترامب ممتاز لإسرائيل. الرهائن يعودون إلى الديار، حماس لا تسيطر على القطاع، ومجلس سلام برئاسة ترامب سيدير غزة بالتعاون مع توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق. سيتمكن مسلحو 'حماس' من إلقاء أسلحتهم والحصول على عفو أو مغادرة قطاع غزة. وسيتم تدمير جميع البنى التحتية لحماس، وفي مقدمتها الأنفاق الرهيبة، وسيطلق سراح مئات المسلحين القتلة، وستنقل الإدارة المدنية إلى مجموعة من الموظفين الفلسطينيين'، لافتا إلى 'إعلان البيت الأبيض أنه سينتظر رد حماس في الأيام القليلة المقبلة فقط، وإذا كان الرد سلبيا 'افعلوا ما تريدون بحماس'، كما وعد ترامب نتنياهو.
ووفقا للمستشار السابق، 'تم بلورة هذا الاتفاق والتسريع به وفقا للجدول الزمني لـ'لجنة جائزة نوبل للسلام'. فترامب، الرئيس الأكثر غرابة في تاريخ الولايات المتحدة، يتوق للحصول على جائزة نوبل للسلام في مبنى بلدية أوسلو بالنرويج. يحلم بذلك، ويتحدث عنه منذ سنوات، ويزعم أنه كان يستحقها بالفعل في ولايته السابقة 'لكن بعض الليبراليين منعوني من ذلك'.
هذا الشغف الكبير لدى ترامب للفوز بالاعتراف الكبير، بالجائزة الكبرى، مثل رئيس آخر يكرهه وحرص بالأمس على تسميته 'باراك حسين أوباما'، هو الذي دفع بخطة غزة إلى الأمام'.
وجاء في المقال: 'في الأسبوع المقبل، سيتم إغلاق قائمة المرشحين للجائزة. وتم تحديد الجداول الزمنية لخطة غزة بناء على هذا التاريخ. نتنياهو كان يعلم ذلك، وإذا كان هناك شخص واحد في العالم يخشاه نتنياهو، وبالتأكيد يخشى إفساد فرحته، فهو الرئيس ترامب. بالمناسبة، من استمع جيدا للوزير رون ديرمر قبل شهرين، أدرك أن الأمور ستتجه نحو هذا التاريخ'.
ويقول المستشار باراك سيري 'عمل ترامب بجد. أدخل اللاعبين المهمين لديه في سر الأمر، وعلى رأسهم قطر وتركيا، وهما دولتان معاديتان لإسرائيل بشكل واضح وداعمتان لحماس بشكل واضح. في اللحظة التي تم فيها تجنيد هاتين الدولتين للاتفاق، أدرك ترامب أنه أبرم صفقة. صفقة من النوع الذي يحبه. لأنه إذا لم يكن لدى حماس قطر وتركيا، فلن يمتلك شيئا في الواقع. أما مع مصر، فكان الأمر أسهل على ترامب. فهي ملتزمة بالاتفاق، ولديها مصلحة عليا في إنهاء الحرب وتحقيق الهدوء على حدودها'، وفق وصفه وتعبيره.
وأردف باراك سيري: 'القطريون، وهم ليسوا ساذجين، طالبوا بـاعتذار علني من نتنياهو بشأن محاولة الاغتيال الفاشلة لقيادة حماس في بالدوحة. بالمناسبة، طلبوا هذا الاعتذار بعد أيام قليلة من محاولة الاغتيال، كشرط للعودة إلى موقع الوسيط. طلب ترامب الاعتذار من نتنياهو، ووافق نتنياهو. دون إطلاع أعضاء حكومته المصغرة (الكابينت)، ودون إطلاع أي شخص في إسرائيل. إنه لا يرى أعضاء حكومته شيئا يذكر. وبعد أن نشر البيت الأبيض اعتذار نتنياهو لرئيس الوزراء القطري، محمد آل ثاني، بدا سموتريتش متألما وغاضبا كما لم يُسمع منذ فترة طويلة: 'الاعتذار المتملق لدولة داعمة للإرهاب هو عار'، وتابع: اليوم هو الذكرى السنوية لاتفاق ميونيخ الذي وقع في 29 سبتمبر 1938. وكما كان الحال آنذاك، يتردد صدى مقولة تشرشل: كان بإمكان إنجلترا الاختيار بين العار والحرب، فاختارت العار، ولذلك ستحصل على الحرب'، حسب قوله.
وختم سيري مقاله بالقول: 'اعترف نتنياهو لرئيس الوزراء القطري بأنه أخطأ عندما نفذ محاولة الاغتيال، وأعرب عن أسفه لإضراره بالسيادة القطرية، وأعلن أنه التزم أمام رئيس الولايات المتحدة بأنه لن يفعل ذلك مرة أخرى. شتان ما بين هذا الاعتذار وكلمات التباهي والغطرسة التي قالها في خطابه في متحف التسامح بالقدس مساء يوم محاولة الاغتيال بمناسبة عيد الاستقلال الأمريكي. حينها تفاخر نتنياهو قائلاً: 'انتهت الأيام التي يتمتع فيها قادة الإرهاب بالحصانة في أي مكان. لن أسمح للمتوّرطين في قتل شعبنا بالتمتع بالحصانة'. ورغم هذه الكلمات، سيتمكن مسلحو حماس من التجول بحرية وسعادة في جميع أنحاء قطر، وهناك التزام من نتنياهو بعدم المساس بهم هناك مجددا'.
وحظيت 'خطة ترامب' المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ ما يقرب من عامين بدعم الكثير من الدول، بينها دول عربية وإسلامية. وجاء في بنودها الـ20، أنه 'إذا وافق الطرفان على هذا المقترح، ستتوقف الحرب فورا. ستنسحب القوات الإسرائيلية إلى الخط المتفق عليه تمهيدا لإطلاق سراح الرهائن. خلال هذه الفترة، ستتوقف جميع العمليات العسكرية، بما في ذلك القصف الجوي والمدفعي، وستظل خطوط القتال مجمّدة حتى استيفاء شروط الانسحاب المرحلي الكامل'.
وأوردت الخطة أنه 'في غضون 72 ساعة من قبول إسرائيل العلني لهذا الاتفاق، سيُعاد جميع الرهائن، أحياء وأمواتا'، وأنه 'بعد إطلاق سراح جميع الرهائن، ستفرج إسرائيل عن 250 أسيرا محكوما بالمؤبد، بالإضافة إلى 1700 معتقل من غزة اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر 2023، بمن فيهم جميع النساء والأطفال المحتجزين في هذا السياق. وبالنسبة لكل رهينة إسرائيلي يُعاد جثمانه، ستُفرج إسرائيل عن جثامين 15 فلسطينيا من غزة'، موضحة أنه 'بعد إعادة جميع الرهائن، سيُمنح عفواً أعضاء حماس الذين يلتزمون بالتعايش السلمي والتخلي عن السلاح. أما من يرغب من عناصر حماس في مغادرة غزة فسيؤمن لهم مرور آمن إلى دول تستقبلهم'.
كما ورد فيها: 'توافق حماس والفصائل الأخرى على عدم المشاركة في حكم غزة بأي شكل، مباشر أو غير مباشر. وسيُدمر كل البنية التحتية العسكرية والهجومية، بما في ذلك الأنفاق ومصانع السلاح، ولن يُعاد بناؤها. وستجري عملية نزع سلاح غزة تحت إشراف مراقبين مستقلين، عبر برنامج تفكيك مدعوم بتمويل دولي لشراء السلاح وإعادة دمج المقاتلين، مع تحقق المراقبين المستقلين من ذلك. وستلتزم غزة الجديدة بالسلام والتنمية الاقتصادية'. وبالإضافة إلى ذلك، 'سيقدم ضمان من الشركاء الإقليميين لالتزام حماس والفصائل الأخرى بتعهداتها، وضمان ألا تشكل غزة الجديدة تهديدًا لجيرانها أو لشعبها'.
وتضمنت الخطة بنودا عديدة أخرى حول مستقبل غزة ودخول المساعدات ونقاطا أخرى.
المصدر: 'واللا' + RT