اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٩ أيار ٢٠٢٥
نشرت مجلة 'جون أفريك' الفرنسية تقريرا مطولا سلط الضوء على خمس شخصيات نسائية بارزة في المشهد السياسي المغربي، اعتبرتهن 'في قلب السلطة' ويمتلكن مقومات لعب أدوار حاسمة في الانتخابات التشريعية المقبلة عام 2026، مع تركيز خاص على حظوظ فاطمة الزهراء المنصوري في الوصول إلى قيادة الحكومة. التقرير استعرض مساراتهن المتنوعة ونقاط قوتهن، مشيرا إلى أنهن، رغم اختلاف مشاربهن، يساهمن جميعا في إعادة تعريف ملامح القوة النسائية في المملكة.
ومن بين الشخصيات التي تناولها التقرير، برز اسم فاطمة الزهراء المنصوري، القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة ووزيرة الإسكان الحالية وعمدة مراكش. 'جون أفريك' وصفتها بأنها تمثل 'النخبة المنحدرة من العائلات المغربية الكبرى، القادرة على فرض سلطتها'.
وأشارت المجلة إلى قربها من المستشار الملكي فؤاد عالي الهمة، وجرأتها في مواجهة خصومها السياسيين. ولم تستبعد المجلة فرضية تعيينها رئيسة للحكومة من قبل الملك محمد السادس في حال تصدر حزبها لانتخابات 2026، معتبرة إياها 'فرضية تزداد واقعيتها يوما بعد يوم'، مما يضعها في قلب التكهنات حول من سيقود الحكومة المقبلة.
وفي يناير الماضي، عبرت المنسقة الوطنية لحزب الأصالة والمعاصرة فاطمة الزهراء المنصوري، عن طموح حزبها لتصدر النتائج واحتلال المرتبة الأولى، وقيادة حكومة المونديال،، مؤكدة أنها فرصة لتنزيل المشروع المجتمعي والسياسي للأصالة والمعاصرة من موقع رئاسة الحكومة.
وجاءت تصريحات المنصوري في وقت أطلقت قيادات من أحزاب التحالف الحكومي تصريحات تعبر من خلالها عن طموحها في قيادة الحكومة المقبلة. وأوضحت المنصوري آنذاك في لقاء تواصلي مع منتخبي جهة الرباط سلا القنيطرة، أن الحزب يراهن على التواصل مع سفراء مشروع 'البام السياسي الطموح 'والهادف، وخاصة أن السياق القادم يحمل في طياته الأجواء الانتخابية التي بدأت تعبيراتها وملامحها تظهر في مجالس الجماعات الترابية وفي اللقاءات والاجتماعات الحزبية بصفة عامة.
وسجلت المنسقة الوطنية لحزب 'الجرار'، بحضور وعضوي القيادة الجماعية، محمد المهدي بنسعيد، و فاطمة السعدي، ورئيس قطب التنظيم الوطني، سمير كودار، أن 'القيادة الحزبية اليوم هي قيادة شابة من أبناء الحزب منتوج خالص للحزب، وأن طموح شباب ونساء الحزب خلال الانتخابات التشريعية المقبلة هو تصدر هذه الاستحقاقات وقيادة حكومة المونديال'.
كما سلط تقرير 'جون أفريك' الضوء على نادية فتاح العلوي، وزيرة الاقتصاد والمالية الحالية، التي تجسد 'شرعية الكفاءة المحضة'، كونها أول امرأة تشغل هذا المنصب الاستراتيجي في تاريخ المغرب. وأشاد التقرير بمسارها المهني اللافت، بدءا من اكتشافها من طرف مولاي حفيظ العلمي، وصولا إلى قيادتها 'صفقة القرن' في قطاع التأمين حيث ساعدت مجموعة سهام للتأمين في عمليات الاندماج بإفريقيا والشرق الأوسط.
وأضافت 'جون أفريك' أنه رغم الهجمات التي تتعرض لها العلوي والتي تسعى لاختزال دورها في 'واجهة نسائية'، فإنها تواجه ذلك بـ'هدوء تام'، مركزة على الإصلاحات الجوهرية، وفق تعبير المجلة.
بعيدا عن المعترك الحزبي المباشر، ظهر اسم نائلة التازي، منتجة مهرجان كناوة ورئيسة لجنة الخارجية والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس المستشارين. 'جون أفريك' وصفتها بأنها بنت قوتها في مجالات 'الثقافة والتواصل وشبكات التواصل الاجتماعي'، وأنها تجسد 'قوة ناعمة مغربية قوية ومتحررة'. وأشار التقرير إلى شبكة علاقاتها الواسعة والمتنوعة، محليا ودوليا، ودورها كإحدى 'الشخصيات الرئيسية للمغرب على الساحة الدولية، خاصة في أمريكا الشمالية'.
التقرير لم يغفل أيضا نبيلة منيب، الأمينة العامة السابقة للحزب الاشتراكي الموحد والنائبة البرلمانية، التي وصفتها 'جون أفريك' بأنها 'شخصية تمثل القطيعة'.
وأكدت المجلة أنها تدافع عن 'رؤية راديكالية وأخلاقية للالتزام السياسي'، وغالبا ما تكون 'الوحيدة التي تحمل خطابا مواجها للمنطق النيوليبرالي السائد'. ورغم تراجع ظهورها الإعلامي، أشار التقرير إلى أنها لا تزال تحظى بـ'دعم قوي من المناضلين'.
واختتم التقرير قائمته بـبشرى ريجاني، المنحدرة من الجالية المغربية في فرنسا ورئيسة شركة الإنتاج WeMake. وصفتها 'جون أفريك' بأنها تمثل 'قوة تأثير صامتة ولكن حقيقية'، مشيرة إلى دورها المتزايد في 'الدبلوماسية الثقافية والالتزام من أجل السلام'، ودعمها لمبادرات تعليمية ومواطنة في المغرب، رغم تحفظها في الظهور الإعلامي.