الخطيب في تشييع سعدون حمادة: على الحكومة ألا تُسجِّل على نفسها أنها كانت سبباً في خراب لبنان

شيعت مدينة الهرمل ظهر أمس جثمان المؤرخ والمفكر الدكتور سعدون حمادة في مأتم حاشد شارك فيه نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى العلامة الشيخ علي الخطيب الذي أمَّ المصلين عن روح الفقيد.

وقبل الصلاة القى العلامة الخطيب كلمة تناول فيها مآثر الفقيد ودوره في تصحيح تاريخ المسلمين الشيعة في لبنان وقال:»اليوم يخسر لبنان عالماً مؤرخاً مفكراً قلّ نظيره، آل حمادة الذين كانوا وما زالوا وجهاً من وجوهنا البيضاء، وجزءاً مهماً من تاريخ لبنان، آل حمادة الذين لهم فضل على لبنان، و لم ينصفهم التاريخ كما لم ينصف المسلمين الشيعة في لبنان، لقد أرادوا محو هذا الجزء من تاريخ لبنان ولم يكتفوا بذلك بل زوروا هذا التاريخ، واللاحقون على سنة السابقين ما زالوا على نفس الطريق يريدون محو هذا التاريخ الناصع وهذه التضحيات الكبيرة».

ودعا جميع اللبنانيين وبالأخص الذين يقفون على الحياد وهم أكثرية الشعب اللبناني، أن يتعلموا من تجارب الماضي وأن يقفوا وقفة رجل واحد للحفاظ على لبنان وللحفاظ على استقلاله وللدفاع عن لبنان، وأن لا يسمحوا أن يُفرَّط باستقلال هذا البلد وبكرامته وبيعه وبالتنازل عنه.

كذلك دعا اللبنانيين الى الحوار وحلّ الإشكالات وازالة المخاوف عبر الحوار وليس عبر الاستقواء بالإسرائيلي وبالأميركي الذي لا يريد لكم خيراً. فماذا قدم لكم الأميركي؟ وماذا قدمت لكم إسرائيل غير الدمار والخراب والفتن والاقتتال الداخلي والسعي لتجديد هذه الفتنة مرة بعد أخرى؟.

وقال:«أتأمل أن تأخذ الحكومة في اجتماعها القادم هذه الأمور بعين الاعتبار، وألا تمضي في قرارها الخاطئ لأنه قرار لا يصبّ في مصلحة لبنان، وإنما في مصلحة العدو الإسرائيلي والمشروع الأميركي في المنطقة بهدف تفتيتها إلى دويلات طائفية لن ينتهي فيها وبينها الصراع».

وأمل من «فخامة رئيس الجمهورية ومن الحكومة أن تأخذ القرار الصحيح وألا تكتب على نفسها أنها كانت سبباً في خراب لبنان وفي تمرير المشروع الأميركي وفي تمرير المشروع الإسرائيلي والقضاء على لبنان».

وبعد الصلاة ووري جثمان الفقيد في الثرى في جوار منزله في الهرمل..

وزار العلامة الخطيب ضريح الرئيس الراحل صبري حمادة وقرأ الفاتحة عن روحه .