اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
غزة- شهاب
حذّر الباحث في الشأن الأمني والعسكري رامي أبو زبيدة من أن المشهد الذي ترسمه وسائل الإعلام الإسرائيلية في هذه المرحلة يكشف عن خطة ممنهجة لإبادة جماعية في مدينة غزة، تتجاوز كونها عملية عسكرية عادية.
وأوضح أبو زبيدة في تحليل تابعته وكالة شهاب أن قرار الكابينيت الإسرائيلي بالاستعداد لاقتحام غزة واستدعاء 60 ألف جندي احتياط، لا يهدف فقط إلى تعزيز الجبهات، بل إلى تمكين الجيش من خوض معركة طويلة المدى، عنوانها التدمير الشامل قبل أي سيطرة ميدانية.
وأشار إلى أن رئيس الأركان إيال زامير أوصى بتقدم بطيء تحت غطاء قصف مكثف، في ما اعتبره الباحث استراتيجية لتدمير المدينة حجرًا وبشرًا، وتحويل الأحياء إلى مناطق غير صالحة للعيش، ضمن سياسة الأرض المحروقة الرامية إلى قتل المقاومين والمدنيين على حد سواء.
وبيّن أبو زبيدة أن هناك فجوة واضحة بين خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يروّج لفكرة 'المعركة الحاسمة'، وبين قادة الجيش الذين يدركون أن الهدف الحقيقي ليس هزيمة حماس – التي يعتبرونها منهارة عسكريًا – بل إكمال تدمير غزة وخلق واقع لا يمكن إصلاحه، على غرار ما حدث في مدينة دريسدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية.
وأضاف أن الهدف الحقيقي من العملية هو الإبادة لا الحسم، فإسرائيل لا تسعى لاحتلال غزة أو القضاء على حماس بقدر ما تسعى إلى تدمير المجتمع والبنية التحتية بشكل كامل، مع يقينها بأن القطاع لن يُعاد إعماره تحت حكم فلسطيني لاحق.
وفي السياق الإقليمي والدولي، أشار الباحث إلى أن الجيش الإسرائيلي يتصرف ببطء خشية الاصطدام مع الموقف الأمريكي، بينما يحاول نتنياهو تسويق الحرب كمعركة تاريخية، في وقت تتكشف حقيقتها كـ حرب طويلة الأمد ضد المدنيين، هدفها فرض النزوح وتحويل غزة إلى مكان غير قابل للحياة.
وختم أبو زبيدة بالتأكيد أن ما يجري في غزة هو حرب إبادة جماعية، تسعى إسرائيل من خلالها إلى فرض معادلة جديدة: قطاع مدمر بلا مقاومة، وسكان بين قتيل ونازح، ومدينة تُحوَّل إلى 'دريسدن جديدة' في القرن الحادي والعشرين.