اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
لم تكن تعلم الطفلة هلا أبو دهليز (12 عامًا) أن لحظة لهو على أرجوحة قرب خيمتها ستتحول إلى كابوس يسرق منها ملامح طفولتها ويصيبها بجراح لا تُرى بالعين فقط، بل بالقلب والروح أيضًا.
ففي لحظة مفاجئة، وعلى وقع قصف إسرائيلي قريب، علِق شعر هلا بالأرجوحة، لتنقلب بها وتخلع معها فروة رأسها بالكامل، وتتركها بلا شعر، ولا قدرة على التكيف مع صورتها الجديدة في مرآة الحياة.
تقول هلا لوكالة شهاب: “كنت ألعب كعادتي، فوقع قصف بجانبي، وتعلّق شعري بالأرجوحة، ثم انقلبت وسقطت، فاقتُلعت فروة رأسي بالكامل… ومنذ ذلك الحين وأنا لا أخرج من الخيمة”.
ليست الإصابة الجسدية وحدها ما تؤلم هلا، بل نظرات الأطفال واستغرابهم، وصراخ بعضهم عند رؤيتها، يجعلها أسيرة خيمتها، عاجزة عن استعادة أبسط حقوقها: أن تكون طفلة. تصف مشاعرها قائلة: “الأطفال يهربون مني، يسألونني لماذا لا يوجد لدي شعر؟ لماذا رأسي بهذا الشكل؟”.
وكانت عائلتها قد نزحت من مدينة رفح إلى مواصي خانيونس للمرة السادسة، هربًا من الموت، لتجد نفسها أمام معاناة جديدة أشدّ وقعًا. رغم محاولات العلاج في مستشفيات القطاع، إلا أن ظروف الحصار وانهيار المنظومة الصحية بسبب العدوان حالتا دون إنقاذ حالتها. وبعد شهر من المكوث في المستشفى، ازدادت الالتهابات، وأعلن الأطباء عجزهم عن علاجها داخل غزة، مقرّين بضرورة تحويلها للعلاج في الخارج.
لكن الحصار المستمر يمنعها حتى اللحظة من السفر، بينما تزداد حالتها الجسدية والنفسية سوءًا. في الوقت ذاته، يعاني والدها المصاب منذ بداية الحرب من تدهور صحي خطير بعد إصابته بشظية في الرأس قبل نحو شهر، ما أدى إلى كسر في الجمجمة وعجز عن الحركة.
تقول هلا بأسى: “نحن نعيش على العدس، لا نستطيع شراء الخبز، ولا الأدوية. لدي أربع شقيقات وشقيق واحد، وأنا أكبرهم، لكني لا أستطيع أن أعتني بأحد، ولا حتى بنفسي”.
تعيش هلا اليوم بين ألم الجسد، ونظرات المجتمع، وقلق انتظار العلاج الذي قد لا يأتي قريبًا. وهي تناشد بصوت مكسور كل من يملك القدرة على المساعدة: “أريد فقط أن أرجع ألعب… أرجع أكون زي الأول… أرجع أطلع من الخيمة”