اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٣ أيلول ٢٠٢٥
يعتبر هذا الأسبوع مفصليًّا في السياسة اللبنانية. وإذا كانت جلستا 5 و 7 آب أول غيث عودة الدولة، إلّا أن جلسة الجمعة تدخل في إطار الخطة العملية على الأرض وليس فقط جلسة تتعلّق باتخاذ قرار سياسي.
حزمت الدولة اللبنانية أمرها. وأصوات النشاز التي تطلع من بعض الوزراء لا تعبّر عن رأي الأغلبية. رئيس الجمهورية جوزاف عون يملك موقفًا واضحًا من مسألة حصر السلاح بيد الدولة. رئيس الحكومة نواف سلام موقفه أكثر من واضح، والقوى المؤلّفة للحكومة تدفع في هذا الاتجاه.
وتشير المعلومات حتى الساعة إلى اتجاه وزراء الثنائي الشيعي للمشاركة في الجلسة الحكومية، لكنّ أحدًا لا يعرف كيف ستكون الأجواء، أو إنهم قد يكرّرون سيناريو الجلسات السابقة بالانسحاب فور احتدام النقاش.
ويريد كلّ من عون وسلام أن تأخذ النقاشات مداها، وهذا ما اتفق عليه الرجلان، لكن من دون أن تتحوّل إلى جلسة غير منتجة، بل القرار واضح بإقرار خطة الجيش يوم الجمعة.
وتتكتّم اليرزة على الخطة، فكلّ التكهّنات قد تكون غير صائبة، في حين أن الحقيقة هي في تطوير الجيش خطته التي اعتمدها بعد توقيع اتفاق الهدنة في 27 تشرين الثاني الماضي وتطويرها لتتجاوب مع كلّ المناطق ومع المعطيات الجديدة التي دخلت الساحة اللبنانية سواء السياسية أو العسكرية.
إذًا، تؤكّد كلّ المعلومات أنّ الحكومة لن تتراجع عن إقرار الخطة مهما ارتفع منسوب الضغط، ولن يحصل أي تأجيل، فالجلسة ثابتة، وجدول أعمالها واضح، وما كتب قد كتب، فهناك ضغط من الداخل الذي يرغب في استعادة الدولة سيادتها وهيبتها، وبات لبنان ملزمًا بتطبيق الورقة التي أقرّت في مجلس الوزراء لحمايته من الحرب الإسرائيلية، وإلّا ستتجدّد الحرب.
وفي سياق متصل، ينتظر لبنان عودة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت في الأيام المقبلة، وتأتي هذه الزيارة بعد جولتها في إسرائيل ولقائها القادة الإسرائيليين. وستصل أورتاغوس وحدها من دون الموفد توم برّاك، إلّا إذا حصل تطوّر مهمّ يدفع برّاك إلى زيارة لبنان.
ووفق المصادر الرسمية ستجول أورتاغوس على رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، ومن المتوقع نقلها الردّ الإسرائيلي.
ولا يتوقّع القادة اللبنانيون أن تحمل أورتاغوس أيّ جديد مهمّ، لأنهم يعتبرون أن الجواب الإسرائيلي يأتي عبر تكثيف الغارات والاغتيالات، واشتراط إسرائيل سحب سلاح حزب اللّه أولًا من أجل تنفيذ تل أبيب التزاماتها.
وأمام هذا الواقع، سيكون اللقاء الأكثر حماوة مع بري وسط عدم رضى أميركي على أدائه وتصاريحه، علمًا أنّ برّي هو من تولّى التفاوض مع الأميركيين إضافةً إلى رئيس الحكومة آنذاك نجيب ميقاتي، وهما من وقّعا على اتفاق 27 تشرين الثاني الذي أقرّته حكومة ميقاتي التي كانت توصف بحكومة حزب اللّه.
وعدا عن لقاءات أورتاغوس مع المسؤولين اللبنانيين، ستجتمع الموفدة الأميركية مع اللجنة المكلّفة مراقبة الهدنة والتي يرأسها جنرال أميركي لتطّلع عن كثب على الأوضاع العسكرية على الأرض. وكان يفترض بأورتاغوس الاجتماع مع اللجنة في الزيارة الأخيرة، لكن ضيق الوقت وكثرة المواعيد أجّلا اللقاء، وسيعقد في هذه الجولة.
تؤكّد زيارات كلّ من برّاك وأورتاغوس المتكرّرة والمتتالية إلى لبنان مدى الاهتمام الأميركي بالوضع اللبناني، ويظهر هذا الحزم من خلال الورقة الأميركية الأخيرة. ويحاول حزب اللّه استعادة سيناريو 2006 من خلال المناورة والضحك على المجتمع الدولي، لكن فاته أن رئيس أميركا حاليًّا هو دونالد ترامب، وأن إسرائيل تشعر بالخطر الوجودي بعد عملية 7 أكتوبر في غزة، وإيران تلقّت ضربات موجعة، ونظام الأسد سقط في الشام وهناك خطر حقيقي من سقوط النظام الإيراني الداعم الأول لـ حزب اللّه.