اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
شهدت الساعات الأولى من فجر الخميس تصعيدًا خطيرًا في الجنوب اللبناني، تمثّل بتوغّل وحدة إسرائيلية داخل بلدة بليدا الحدودية في قضاء مرجعيون، ما أدى إلى مقتل أحد موظفي البلدية خلال أدائه واجبه. وقد استنكر لبنان الرسمي ما حصل والذي وصفته قيادة الجيش بـ“الخرق السافر للسيادة الوطنية”، فيما دعا رئيس الجمهورية جوزاف عون الجيش إلى التصدي لأي خرق جديد، مؤكدًا أنّ ما جرى يُعد انتهاكًا واضحًا للقرار 1701. وتوالت المواقف السياسية المنددة بالهجوم، في وقت واصلت فيه الطائرات الإسرائيلية غاراتها على مناطق حدودية عدة.
وفي التفاصيل، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: 'بتاريخ 30/10/2025 فجرًا، توافرت معلومات حول إطلاق نار في محيط مبنى بلدية بليدا – مرجعيون. على الفور، توجهت دورية من الجيش إلى المكان، حيث تبيّن أن وحدة بريّة معادية توغلت داخل البلدة، وأطلقت النار على مبنى البلدية، واستهدفت أحد موظفيها ما أدى إلى استشهاده.
إن ما أقدم عليه العدو الإسرائيلي هو عمل إجرامي وخرق سافر للسيادة اللبنانية وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701، ويأتي في سياق الاعتداءات المتواصلة من جانبه على المواطنين الآمنين. وإن الادعاءات والذرائع الواهية التي يطلقها العدو باطلة ولا تمت إلى الحقيقة بِصلة، وإنما تهدف إلى تبرير انتهاكاته ضد وطننا ومواطنينا.
وقد طلبت قيادة الجيش من لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية (Mechanism) وضع حد لانتهاكات العدو الإسرائيلي المتمادية، كما تتابع القيادة باستمرار انتهاكات العدو بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل'.
وقد طلب رئيس الجمهورية جوزاف عون من قائد الجيش العماد رودولف هيكل تصدي الجيش اللبناني لأي توغّل اسرائيلي في الأراضي الجنوبية، دفاعاً عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين.
وخلال زيارة لقائد الجيش لقصر بعبدا أطلع العماد هيكل رئيس الجمهورية على تفاصيل التوغّل الإسرائيلي الذي حصل في بلدة بليدا ومقتل أحد العاملين في البلدية، إبراهيم سلامة، خلال قيامه بواجبه المهني.
واعتبر الرئيس عون أنّ “هذا الهجوم الذي يندرج في سلسلة الممارسات الإسرائيلية، أتى بُعيد اجتماع لجنة مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية (الميكانيزم) التي يفترض ألّا تكتفي بتسجيل الوقائع بل العمل لوضع حد لها من خلال الضغط على إسرائيل ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق تشرين الثاني الماضي ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية”.
بدوره، رأى “حزب الله” أنّ “تمادي الجيش الإسرائيلي في خروقاته وارتكاباته يستوجب من الدولة اللبنانية ومن كل القوى السياسية اتخاذ موقف وطني موحد ومسؤول وصلب لتقوية موقف لبنان إزاء هذه الاعتداءات المتواصلة”.
وبعد التوغّل الإسرائيلي في بلدة بليدا الجنوبية، دعا “حزب الله”، “الحكومة أيضاً إلى اتخاذ خطوات مغايرة لما قامت به طوال 11 شهرًا وتحمل مسؤولياتها بإقرار خطة سياسية ودبلوماسية لوقف هذه الأعمال ولحماية المواطنين اللبنانيين ومصالحهم”.
وأضاف: في بيان: “نُثمّن موقف رئيس الجمهورية بالطلب من الجيش اللبناني مواجهة التوغلات الإسرائيلية”.
واردف: “ندعو إلى دعم الجيش بكل الإمكانيات اللازمة لتعزيز قدراته الدفاعية وتوفير الغطاء السياسي لمواجهة إسرائيل”.
كما اعتبر “الحزب” في بيانه أنّ “واشنطن هي صاحبة الضوء الأخضر لكل تصعيد إسرائيلي في لبنان”.
من جانبه، أدان مكتب الشؤون البلدية والاختيارية في حركة “أمل”، في بيان بشدة الهجوم الإسلرائيلي على بلدة بليدا فجراً.
واعتبر “أن استهداف موظف رسمي ومركز بلدي يؤكد وحشية إسرائيل واستمرار خروقاتها في حق الجنوب والبقاع، ولا سيما في قرى المواجهة الأمامية كبليدا والعديسة”.
ودعا المكتب جميع البلديات اللبنانية ولجنة الداخلية والبلديات النيابية ووزارة الداخلية والبلديات إلى وقفة استنكار رفضًا للاعتداء، والمشاركة في الوقفة الاحتجاجية في النبطية غداً.
كما اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن “ما حصل في بليدا والعديسة والقصف الجوي صباحًا على أطراف بلدات العيشية والجرمق والخردلي وإنتهاك أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية هو فعل يتجاوز الإستباحة الإسرائيلية للسيادة الوطنية اللبنانية وقرارات الأمم المتحدة بل هو خرق لبنان لا يمكن لجمه بالإدانة”.











































































