اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
بيروت - اتحاد درويش
انطلقت أعمال الدورة الحادية والعشرين لـ «ملتقى الإعلام العربي»، بعنوان «الإعلام والتنمية.. شركاء الحاضر تحالف المستقبل»، برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وحضوره إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط وبالتعاون مع وزارة الإعلام ومشاركة وزراء إعلام عرب وفاعليات إعلامية في مركز المؤتمرات والتدريب - مبنى شركة طيران الشرق الأوسط في بيروت.
الرئيس عون قال في كلمته إننا «نعيش في زمن انقلابي في كل معاييره ومقاييسه، وفي قيمه، زمن لم تعد الحقيقة فيه قيمة مطلقة»، معتبرا أنه «لا يمكن لمجتمع بشري أن يتقدم ويتطور، بناء على كذبة. ولأنه لا يمكن أن نحقق خير الإنسان، إلا بالحقيقة».
وأضاف عون: «الحكم الصالح يحتاج إلى من يقول له الحقيقة. فيما الشعبويات الكارثية وحدها تقوم على التطبيل. وطبعا على التضليل. مسؤوليتكم، هي في البحث عن سبل البقاء رسلا للحقيقة في قلب هذه الانقلابات. مسؤوليتكم كيف تواكبون الزمن. وكيف تحافظون على استقلالكم المالي، في زمن ابتلاع غيلان التكنولوجيا لكل شيء. ومسؤوليتكم كيف تدافعون عن معادلات القيم الأساسية. في أن يظل الخبر، سقفه الحقيقة، فلا خبر ولا من يخبرون، ولا إعلام ولا من يعلمون أو يعلمون، خارج الحقيقة. وأن تظل الحقيقة، غايتها خير البشر وخير النظام العام».
وزير الإعلام بول مرقص قال من جهته، إن لبنان «في هذا الملتقى يرتدي حلته الحقيقية حاميا للفكر، حاضنا للتعدد، محفزا للثقافة».
من جهته، حيا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط «الجهود الطيبة التي تبذلها هيئة الملتقى الإعلامي العربي، وأمينه العام ماضي الخميس الشريك الأصيل في مسيرة الجامعة والملتقى». وأكد أن «قضية التنمية هي القضية الأولى دون منازع على أجندة الدول العربية ولابد أن تكون أيضا هي القضية الأولى على أجندة المجتمعات، وفي ذهن وإدراك كل مواطن عربي».
وتطرق أبوالغيط في الجانب السياسي من كلمته إلى القضية الفلسطينية وخصوصا الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، وقال: «إننا نتطلع إلى أن يكتب اتفاق شرم الشيخ للسلام نقطة النهاية لهذه المقتلة البشعة، وأن تبدأ فورا جهود إعادة الإعمار، وأن يبقى الشعب الفلسطيني على أرضه وتخيب أوهام إسرائيل بتفريغ أرض فلسطين من أبنائها».
وعن لبنان، قال أبوالغيط: «تقف الجامعة العربية معكم في التمسك بضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضيه، وتطبيق القرار 1701 بكافة عناصره»، مؤكدا أن «الخروق المستمرة لإسرائيل لإعلان وقف الأعمال العدائية في نوفمبر الماضي ليست سوى محاولة يائسة للتشويش على الوضع الداخلي في لبنان، وبث بذور الفرقة فيه»، مبديا ثقته بأن «القوى اللبنانية كلها لن تقبل الانجرار لهذا الفخ المكشوف، وأن الجيش اللبناني لديه القدرة والإرادة لتطبيق قرار الحكومة بحصرية السلاح في يد الدولة».
من جانبه، قال الأمين العام لـ «الملتقى الإعلامي العربي» ماضي الخميس، إن شعار «الإعلام والتنمية.. شركاء الحاضر وتحالف المستقبل» الذي «نجتمع لأجله اليوم ليس مجرد كلمات ترفع على لافتة، بل هو رؤية عميقة لمستقبل أمة تدرك أن التنمية لا تقوم بلا إعلام، وأن الإعلام بلا رسالة تنموية يتحول إلى صدى عابر أو فراغ متكرر».
وأضاف: «نلتقي لنرتقي لا لنردد ما مضى، بل لنعلن إنجازاتنا.. نحن هنا لا لنكرر المألوف، ولا لنكتفي بالحديث عن تحدياتنا، بل لنصوغ رؤية جديدة، تتجاوز حدود التنظير إلى ميادين التطبيق، وتضع الإعلام العربي في مكانه الطبيعي.. شريكا في صناعة التنمية، لا مجرد ناقل للأخبار».
وتابع الخميس: «الإعلام اليوم ليس رفاهية ولا ترفا، بل هو قوة ناعمة، وجيش صامت، وسلاح لا يرى بالعين المجردة، لكنه يخترق العقول ويصوغ الوجدان. الإعلام اليوم ليس ناقلا للخبر فحسب، بل صانعا للرأي، وبانيا للوعي، ومهندسا للوجدان الجمعي للأمة. من هنا نعلن طموحنا أن يكون لبنان دائما منصة حاضنة للإعلام العربي، وعاصمة للحرية ومركزا للحوار، ومرفأ للكلمة التي تبقي الأمة على قيد الأمل».
من جهته، ألقى المدير العام للمعهد العربي للتخطيط بالكويت عادل عبدالله الوقيان كلمة قال فيها: «أدركنا في المعهد العربي للتخطيط بالكويت - من خلال عملنا مع الحكومات العربية والمؤسسات الإقليمية - أن التحول إلى تنمية إعلامية واعية هو شرط لتحقيق تنمية مستدامة فعالة. فالإعلام، حين يوجه بوصلته نحو قضايا التنمية، يصبح قوة اقتراح وتغيير قادرة على ردم الفجوة بين السياسات العامة واهتمامات المواطن، وعلى تحفيز المؤسسات للالتزام بالشفافية والمساءلة وتعزيز المشاركة المجتمعية.











































































