اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
في قاعة خالية من ممثلي الشعوب والأمم، ألقى الإرهابي نتانياهو أكاذيبه على مجموعة من الحاقدين على الإنسانية، فقد مثل الخروج الجماعي للوفود من قاعة الأمم المتحدة صفعة قوية للسياسة الإسرائيلية، وتصويت عالمي ضد الإرهاب الإسرائيلي الذي يمارسه الصهاينة على أرض غزة.
نتانياهو والوفد المرافق له، وجوقة المصفقين أدركوا حقيقة دولتهم، وأدركوا أنهم منبوذون من كل العالم، وأنهم يغرقون في وحل الفشل الميداني والدبلوماسي، وأدركوا ان خروج وفود القارات الخمس؛ أسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية وأستراليا، بمثابة انتزاع روح المشروع الصهيوني؛ الذي حظي يوماً بدعم وتأييد كل تلك الدول التي غادرت القاعة مجرد صعود نتانياهو إلى منبر الخطابة.
خروج الوفود العالمية من قاعة الأمم المتحدة لحظة إلقاء ممثل الصهيونية نتانياهو لأكاذيبه يشرح أسباب الكراهية العالمية لهم، تلك الكراهية التي طالما اشتكى منها الصهاينة، عبر التاريخ، وعبر الأمم، ووثقوها ضمن مفهوم معادة السامية، والحقيقة هي معادة الصهيونية، لما تقوم به من أعمال إرهابية وإجرامية ضد الشعوب، ولما يشاهده العالم من حرب إبادة جماعية ضد أهل غزة، هذه المشاهد الدامية القاسية هي التي صنعت الكراهية العالمية للصهاينة، الذي غذوا بممارساتهم الإرهابية مفهوم الكراهية لهم، حتى صارت الكراهية للصهيونية عالمية.
خروج الوفود العالمية من قاعة الأمم المتحدة لا يعتبر إهانة شخصية لنتانياهو، وإنما إهانة للصهيونية، وإهانة لأمريكا العدوانية التي تحالفت مع الصهيونية، حتى صار الرئيس الأمريكي بمثابة صبي صغير يشتغل في مزارع نتانياهو، وحتى صارت أمريكا العظمى عصا العصابات الصهيونية، لإرهاب العالم، وبث الرعب بين شعوب كثيرة، لذلك جاء الخروج من قاعة الأمم المتحدة بمثابة التمرد على السياسة الأمريكية.
حدث الأمم المتحدة سيوثق عبر التاريخ لا كنقطة تحول في المزاج العالمي، وإنما كنقطة تحول في العقلية الأمريكية على مستوى الشعوب، وعلى مستوى القيادات، فلا يعقل أن يظل الشعب الأمريكي مطية للأطماع الصهيونية، وهم يرون كيف انقلب العالم على الظلم الصهيوني الأمريكي؟ وكيف تحركت الشعوب ضد الإرهاب العالمي؟
الشعب الأمريكي لن يظل غارقاً في مستنقع الاستنزاف لموارده على يد حفنه من الإرهابيين، للشعب الأمريكي مصالحة الاستراتيجية في البلاد العربية والإسلامية، الشعب الأمريكي سيفيق كبقية شعوب الأرض، وسيتخذ المواقف التي ستفرض على القيادة الأمريكية الخانعة للصهيونية أن تعدل من مواقفها السياسية، ومن انقيادها السافر للصهاينة، وهذا أمر لن يطول، حيث سنشهد قريباً تحولات استراتيجية في السياسة الأمريكية، وقد أدركت القيادة أنها منبوذة على مستوى شعوب الأرض، لأنها شريكة الصهيونية في حرب الإبادة الجماعية ضد أهالي قطاع غزة.
بعد 722 يوماً من حرب الإبادة الجماعية، غزة تقود التحول والتمرد على مستوى شعوب الأرض.