اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٦ أيلول ٢٠٢٥
هآرتس: “اتركوا أسطول الصمود”.. ماذا بقي في غزة لتخفوه عن العالم سوى انحطاط دولتكم؟ #عاجل
ترجمة - هآرتس *
عشرات المراكب تشق طريقها منذ بضعة أسابيع بمياه البحر المتوسط نحو شواطئ غزة. هذا 'أسطول الصمود”، جهد يبذله المئات من النشطاء الدوليين بكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة، لكن للفت انتباه العالم إلى الأزمة الإنسانية، الجوع والموت الجماعي تحت الحملة العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
لقد جاء الأسطول الجماهيري رداً على السيطرة على أسطول سابق حاول كسر الحصار في حزيران الماضي. في حينه، اعتُقل المشاركون بمن فيهم ناشطة المناخ غريتا تورنبرغ، من قبل سلاح البحرية، وطردوا من البلاد.
منذ أن انطلق أسطول الصمود إلى طريقه تعرض للاعتداء بمناسبتين مختلفتين من مُسيرات أو حوامات غريبة. في الحدث الأول في تونس، ألقي نوع من قنبلة إنارة ألحقت ضرراً بأحد القوارب، وألقيت أول أمس نحو عشر قنابل صوت على القوارب بهدف المس بها. لم تتحمل أي دولة المسؤولية عن هذه الأحداث، لكن الجميع يفترضون بما هو معقول افتراضه، بأن إسرائيل تقف خلف الهجمات في محاولة للتشويش على وصول السفن إلى قطاع غزة.
في أعقاب الهجمات، أعلنت في اليومين الأخيرين حكومتا إسبانيا وإيطاليا بأنهما ستبعثان بسفن من سلاح البحرية لحماية مراكب الأسطول. معقول أن تترك السفن العسكرية أسطول الصمود قبل دخول المياه الإقليمية لقطاع غزة، ولن تصل الأمور إلى مواجهة عسكرية مع سلاح البحرية الإسرائيلية، لكن الحديث يدور عن تدهور مقلق آخر في مكانة إسرائيل الدولية، وأساساً عن دليل آخر لتصدي إسرائيل الفاشل للأحداث حين تبعث دول قريبة سفناً حربية لحماية مواطنيها من الجيش الإسرائيلي.
إن سلوك 'إسرائيل' العدواني حول الأسطول يعزز الاشتباه بأنها تخفي أمراً في غزة، وينضم هذا السلوك إلى منع صحافيين أجانب من الدخول إلى القطاع وقتل الصحافيين الفلسطينيين. فلئن كانت إسرائيل بالفعل تخوض حرباً شرعية في غزة، مثلما تدعي الحكومة والجيش؛ ولئن لم يكن هناك تجويع ولا جوع، ولئن كان الجيش الإسرائيلي يعمل بالفعل وفقاً للقانون الدولي، ويحمي السكان المدنيين ويضمن سلامتهم… فلماذا إذن الإصرار على منع الأسطول من الدخول، بل والمخاطرة بهذا الغرض بمس إضافي بصورة ومكانة إسرائيل الدولية؟
أناس الأسطول لا يحملون معهم سلاحاً، ووصولهم إلى شواطئ غزة لن يساعد في شيء في قدرة حماس القتالية. إن أي منع عنيف للسفن، وأي اعتقال للنشطاء وطردهم، لن يضيف إلا مادة أخرى إلى لائحة الاتهام التي يصيغها العالم ضد إسرائيل. على الحكومة أن تسمح بوصول الأسطول إلى غزة، وذلك كخطوة أولى في محاولة لتثبت للعالم بأن إسرائيل لا ترى في الأطفال والمدنيين الجوعى في غزة عدواً لها.
* أسرة تحرير هآرتس