اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
الكاتب: د. سناء زكارنة
الخيارات الفلسطينية أمام الخطة
1. خيار الرفض
الإيجابية: الحفاظ على الموقف الوطني الرافض للتصفية والوصاية.
السلبية: سيُفهم دولياً على أنه رفض لوقف الحرب وإعادة الإعمار، ما يعزل الفصائل عن المجتمع الدولي ويزيد معاناة المدنيين.
2. خيار القبول الكامل
الإيجابية: يوقف فوراً العمليات العسكرية، ويفتح باب المساعدات وإعادة الإعمار.
السلبية: يسجّل لأول مرة في التاريخ أن المقاومة الفلسطينية سلّمت سلاحها قبل التحرير، ويكرّس وصاية أجنبية، ويُسقط حق الفلسطينيين في اختيار ممثليهم.
3. خيار القبول المشروط (الخيار الاستراتيجي)
يقوم على قبول الخطة كمبدأ إنساني وسياسي (وقف الإبادة، منع التهجير، إعادة الإعمار) مع إجراء تعديلات جوهرية تحفظ السيادة والحقوق.
يمكن استلهام هذا المسار من تجربة نتنياهو الذي قبل بالمبادرة ثم أدخل عليها تعديلات لصالحه، دون أن يتحمّل كلفة سياسية داخلية عالية.
يمنح هذا الخيار الفصائل مرونة تفاوضية: فهي تُظهر مسؤولية تجاه المدنيين أمام المجتمع الدولي، وفي الوقت نفسه تضع خطوطاً حمراء واضحة (رفض الوصاية، ضمان عودة السلطة أو صيغة شرعية فلسطينية، تحديد جدول زمني لانسحاب الاحتلال، رفض شطب الضفة).
الأبعاد الاستراتيجية للخيار الثالث
على المستوى الدولي: يُقدّم الفلسطينيين كطرف براغماتي يقبل بالتفاوض لكنه يصرّ على تعديلات جوهرية، مما يعزّز الدعم العربي والدولي ويمنع عزلهم.
على المستوى الوطني: يحافظ على وحدة الموقف الداخلي عبر خطاب يوازن بين المقا..ومة والشرعية السياسية.
على المستوى الأمني: يمنع الوقوع في فخّ “التجريد الأحادي من السلاح” مقابل وعود فضفاضة، ويضع شروطًا مقابلة مثل إعادة الإعمار
التوصيات الاستراتيجية
1. اعتماد خيار القبول المشروط باعتباره المسار الأكثر توازناً بين حماية المدنيين والحفاظ على الثوابت.
2. تشكيل جبهة فلسطينية موحّدة للتفاوض، تجمع بين الفصائل والمجتمع المدني، لتفادي استفراد طرف واحد بالقرار.
3. صياغة قائمة تعديلات واضحة تشمل: إنهاء الوصاية، ضمان مشاركة سلطة منتخبة ، انسحاب إسرائيلي شامل ومحدد زمنياً، عدم إغفال ملف الضفة.
4. إطلاق حملة دبلوماسية وإعلامية تشرح للرأي العام العالمي أن الفلسطينيين لا يرفضون وقف الحرب، بل يرفضون أن يكون الثمن هو إنهاء قضيتهم.
5. الاستفادة من التناقضات الدولية: إذ يمكن الضغط على الأطراف الأوروبية والأمم المتحدة لدعم صيغة معدّلة أكثر توازناً، مقابل الانحياز الأمريكي-الإسرائيلي.
إن الخطة بصيغتها الحالية ليست سوى خطة استسلام وإنهاء للقضية الفلسطينية، لكنها تضع الفصائل أمام تحدي صياغة رد استراتيجي متماسك ،رفضها المطلق يحمل كلفة إنسانية، وقبولها المطلق يحمل كلفة وطنية، أما القبول المشروط مع تعديلات جوهرية فهو الخيار الأنجع للحفاظ على حياة المدنيين، ومنع التصفية السياسية، وإعادة تعريف موقع الفلسطينيين في الساحة الدولية كطرفٍ عقلاني يوازن بين المقا..ومة والشرعية.