اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة قدس الإخبارية
نشر بتاريخ: ٨ أيار ٢٠٢٥
فاجئنا النظام المصري عقب أحداث 30 يونيو بقرار ليس له أي مكان في قاموس العروبة، قرار تبرأت منه كل الشرائع السماوية، قرار جائر بحق جزء من أرض فلسطين .. بحق غزة، وهو قرار إغلاق الأنفاق الواصلة بين قطاع غزة ومصر ، قرار وصفته بعض الجهات الحقوقية بالإعدام.
قرار ألقى بظلاله على العلاقات الشعبية بين مصر وفلسطين ، قرار تبنته وسائل الإعلام المصرية وعملت على تبيضه أمام الرأي العام المصري بتجريمهم لأهل غزة وأن غزة هى من تقف خلف عمليات التفجيرات في سيناء وهى من قتلت الجنود وهى.. وهى ..
تعتبر الأنفاق هى الشريان الوحيد المغزى لغزة بعد إغلاق جميـع المعابر بين غزة و 'إسرائيل' فهى خط الإمداد الرئيسي لقطاع غزة بالمواد الغذائية ومواد البناء والمحروقات ، وبعد أن قام النظام المصري بالشروع فىعملية إغلاق الأنفاق بدأ ذالك يلقى بظلاله تدريجيا على واقع الحياة فى غزة شيئا فشيئا ، فتأثرت الأوضاع المعيشية والحياتية فى غزة حيث توقف ألاف العمال عن العمل بسبب انقطاع مواد البناء فى الأسواق.
أبو يوسف يعمل فى مهنة الطوبار والبناء أب لسبعة أبناء هو الآن عاطل عن العمل بسبب انقطاع الأسمنت ومواد البناء من الأسواق ، ويقولأبو يوسف بأننا قادمون على موسم عيد ولست قادر على شراء الأضحية لهذا العام وغير قادر أيضا على شراء ملابس العيد لأبنائه وتحمل أعباء العيد .
التقيت بأبو محمد وهو أحد عمال الأنفاق وهو أب يعيل خمسة أبناء يقول بأن عملنا توقف بشكل كامل منذ أكثر من شهر وأنا الآن غير قادر على توفير الطعام لأبنائي وغير قادر على إلحاق ابني بالجامعة ، ويعقب أيضا بأنه ليس قادراً على شراء الأضحية لهذا العام ليرسم الفرحة والبهجة على وجوه أطفاله في العيد.
التقيت أيضا بالشاب أسعد وهو فني ألمونيوم وهو شاب فى مقتبل العمر وقد فتح ورشة لصناعة شبابيك وأبواب الألمونيوم ، فقال لي: 'نحن الآن متوقفون عن العمل بشكل شبه كامل بسبب اغلاق الأنفاق ، وأضاف أيضا بأن الألمونيوم يأتينا من إسرائيل عبر معبر كرم أبو سالم وهو متوفر فى الأسواق ، لكن بسبب انقطاع الأسمنت ومواد البناء من الأسواق فقد توقفعملنا بسبب توقف الإنشاءات ، وأنا الآن شاب أكون نفسى حتى أتأهل للزواج .. فهذا سيعطل مسيرتي في الحياة.
وأثناء سيري في احد الشوارع التقيت بجار لنا يدعى صالح وهو يعمل على 'تكتك 'فوجدته يشكى همه بسبب قلة العمل ، فبسبب إغلاق الأنفاق توقف عن العمل وانقطاع البضائع التي يعمل على نقلها.
أبو سليم وهو تاجر ملابس حدثنى فقال لي بأن هذاالموسم هو الأسوأ على الإطلاق، فها هي أيام الموسم التي تسبق العيد وتمر كأنهاأيام عادية فلا يوجد طلب على البضائع المتراكمة فى المحل بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية التى لحقت بالمواطنين جراء إغلاق الأنفاق ، وأوضح أن خسائر فادحة ستلحق التجار هذا العام بسبب قلة الطلب وعدم القدرة على تسديد كمبيالات ثمن البضائع التىستباع بعد الموسم بنصف ثمنها حتى نستطيع تصريفها قبل أن تنتهي موديلاتها.
تأثرت جميـع قطاعات الحياة بسبب إغلاق الأنفاق ،والغريب أن البعض الفلسطيني قد صفق لهذا القرار الجائر ، ويبقى حال أهل غزة هكذا إلى أن يأتيهم صلاح جديد يوحد شمل الأمة من جديد ليعيدها إلى المسار الصحيح.