اخبار فلسطين
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٢٢ تموز ٢٠٢٥
كشفت إذاعة 'كان' الإسرائيلية عن احتجاز إسرائيل عشرات المقاتلين من نخبة كتائب القسام وعناصر من وحدة 'الرضوان' التابعة لـ'حزب الله' في سجن جديد سري تحت الأرض داخل مجمع سجن الرملة.
وقد أُنشئ هذا السجن في سبتمبر الماضي ويعرف باسم 'راكيفيت'، وهو اسم يطلق في العبرية على زهرة 'بخور مريم'.
ووُصف القسم الجديد من السجن بأنه 'خزنة إسمنتية مغلقة'، يُخضع فيه الأسرى لرقابة مشددة على مدار الساعة عبر كاميرات ذكية تراقب كل حركة داخل الزنازين، حيث يُحتجز المعتقلون في عزلة تامة، وتُوفَّر لهم ظروف توصف بأنها 'الحد الأدنى مما يسمح به القانون الدولي'.
ووفق الرواية الإسرائيلية، فإن من بين المحتجزين من شاركوا في عملية السابع من أكتوبر، ويُمنع هؤلاء من أي تواصل مباشر، ولا يُسمح لهم بالخروج من الزنزانة سوى لساعة واحدة يومياً إلى ما تطلق عليه مصلحة السجون اسم 'الساحة'، وهي في الواقع غرفة ضيقة محصنة بالخرسانة المسلحة، يدخلها ضوء الشمس من خلال فتحة صغيرة خلف قضبان حديدية.
وفي ما وُصف بأنه إجراء 'نفسي عقابي'، علّقت سلطات السجن على جدار هذه الساحة صورة ضخمة لمدينة غزة المدمرة، لتبقى ماثلة أمام الأسرى في لحظاتهم الوحيدة خارج الزنازين. وخلال هذه الساعة، يُطلب من الأسرى تنفيذ ثلاث مهام متتابعة: الاستحمام خلال سبع دقائق، تنظيف الزنزانة، والمشي داخل المساحة الضيقة، وكل ذلك من دون السماح بأي حديث أو تواصل.
وأكد قائد قسم 'راكيفيت' في تصريحاته للإذاعة الإسرائيلية أن جميع عناصر طاقم السجن يعملون بأسماء عملياتية وأرقام مشفّرة دون الكشف عن هوياتهم، وذلك في إطار 'ترتيبات أمنية مشددة'. وبيّن أن القسم يُعد 'تجربة عملياتية أولى من نوعها'، ويُخصص للأسرى 'الأكثر خطورة'، في إشارة إلى نخبة كتائب القسام والكوماندوز البحري ووحدة الرضوان.
وأشار المصدر إلى أن الطاقم تلقّى 'تأهيلاً ذهنياً خاصاً' للتعامل مع ما وصفه بـ'التحديات اليومية'، مؤكداً على ضرورة 'ضبط النفس' وعدم الانجرار إلى 'تفاعل عاطفي' مع الأسرى.
ولا يُسمح للمعتقلين بمغادرة القسم إطلاقاً، حتى في حالات المحاكمة أو الاستشفاء، حيث تُجرى لقاءاتهم مع المحامين، وكذلك الفحوص الطبية، داخل القسم نفسه، ما يزيد من حدة عزلهم الجسدي والنفسي.
ويُفرض على الأسرى اتخاذ وضعية 'الجلوس القرفصاء' مع وضع اليدين خلف الظهر والنظر إلى الأرض عند دخول الزنزانة، كما يُمنع الحديث كلياً، وتُقدَّم الوجبات ثلاث مرات يومياً في صمت تام.
ورغم ادعاء السلطات الإسرائيلية التزامها بالقانون الدولي، إلا أن منظمات حقوقية ترى في هذه الإجراءات 'معاملة قاسية ومهينة'، خاصة أن كثيراً من هؤلاء الأسرى لم يُحاكموا بعد محاكمات عادلة، ويُحتجزون في ظروف نفسية وجسدية قاسية وطويلة الأمد.
وتأتي هذه الممارسات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتصاعد التوتر على الحدود مع لبنان، إذ تتعامل السلطات الإسرائيلية بعنف متزايد تجاه أسرى المقاومة الفلسطينية واللبنانية، في ظل غياب واضح للرقابة الدولية.
وبحسب المصدر الإسرائيلي، فإن قسم 'راكيفيت' لا يزال في مرحلة 'التجربة الأولية'، ما يثير المخاوف من إمكانية تعميم هذا النموذج ليصبح نهجاً دائماً في السجون الإسرائيلية، يُستخدم لاستهداف الأسرى السياسيين والعسكريين من فصائل المقاومة، تحت ذريعة الإجراءات الأمنية.
ويُذكر أن سجن الرملة يُعد من أقدم وأكثر السجون الإسرائيلية تشدداً، وقد شهد سابقاً حالات وفاة نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب، ما يفاقم القلق بشأن مصير الأسرى المحتجزين حالياً في القسم الجديد.
المصدر: kan