لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٢١ تموز ٢٠٢٥
تصدر الفيلم الكوري 'عبر الجدران'، بالإنجليزية Wall to Wall، مواقع التواصل الاجتماعي لقصته المشوقة وأحداثه الغامضة المظلمة، وأداء شخصياته الاحترافي.
لا يعتبر فيلم 'عبر الجدران' فيلم رعب تقليدي، فهو لا يعتمد على الأشباح أو المشاهد المرعبة المفاجئة، بل يبني الخوف من خلال تجارب الحياة اليومية، مثل ضيق المساحة، والجيران المزعجين، والمشاكل المالية، والتدهور التدريجي لصحته العقلية.
وتتحول مشكلة صغيرة إلى دوامة مظلمة دامية. ومع كل دقيقة، يزداد المشهد إزعاجًا، ليدمر الشخصية والمشاهد تدريجيًّا.
وهنا نعرض أبرز المشاهد المليئة بالتوتر، التي توضح كيف يمكن للخوف أن يوجد حتى في أكثر الأماكن هدوءًا وعادية.
أكثر المشاهد توترًا في Wall To Wall
الهدوء قد يكون مخيفًا
في المشهد الأخير من الفيلم، يدخل 'وو سونغ' شقته بعد هدمها، فيسودها الهدوء، ولا سيما بعد الكم الكبير من القتال والضوضاء والتوتر، لكن مع الهدوء يأتي شعور بالعزلة والوحدة.
في هذه المرحلة، تشعر بالخوف من أن مفهوم الصمت كأمان قد انقلب رأسًا على عقب، فـ'وو سونغ' الذي يتوق للصمت، يشعر أن الأمر غير غير مناسب بعد فترة طويلة من الفوضى، حيث يُصوّر أن السلام لا يُصنع من الصمت، يمكن للصمت أيضًا أن يُطاردك عندما يختفي كل شيء حولك.
الانفجار المدمر
خلال المواجهة المتوترة والمليئة بالإثارة، يُفجر 'وو سونغ' شقته بالغاز، فدفعته حرب الضوضاء والانهيار العصبي والخيانة إلى حافة الهاوية.
يحبس 'سونغ' عدويه، 'أون هوا' و'جين هو'، داخل الغرفة ويُسبب انفجارًا هائلًا، عنيفًا، ومفاجئًا، فتندلع ألسنة اللهب في المبنى، ويحترق كل ما كان يحتقره.
هذا المشهد مُرعب؛ لأنه يُظهر مدى الانهيار الذي قد يُصيب المرء، فـ'وو سونغ' شخصية عادية، لكن الضجيج والتوتر والوحدة تجعله شخصًا يُدمر كل شيء، ليشير إلى أن أي شخص قد ينهار تحت هذا الضغط.
جريمة قتل مريعة تبدأ من مظلمة صغيرة
تتكشف حقيقةٌ مخيفة مع وصول الفيلم إلى ذروته، وظهور جريمة قتل أكثر شرًّا من الضجة والتوتر الناجم عن اللوم. كان الصراع والتجسس السريّ المستمرّ سببَ هذه النتيجة المروعة، فقد أدّت الفوضى بين الجيران إلى وفاة شخصٍ واحد.
ويمكن ملاحظة أن السلطة والكراهية والرعب حاضر في السيناريو، وهذا التحوّل المُريع للأحداث يكشف أن مظلمةً صغيرة قد تتحول إلى جريمة قتل.
طَرق غامض ومتكرر على الجدار في منتصف الليل
في الفيلم تتفاقم مشاكل 'وو سونغ' الضوضائية مع بدء جيرانه في الجدال معه، فيطرقون بابه ويصرخون في وجهه، وقد يصل الأمر إلى العنف.
الجدران التي كانت تُعتبر في السابق حاجزًا للفصل تُستخدم الآن لتخويف الناس، ويتحول ممر الشقة إلى كابوس، حيث يتسلل الناس من جدار إلى جدار، ويسيئون معاملة وو سونغ، فتتحول الشكاوى البسيطة إلى مواجهة عدوانية.
هذا الحدث في الفيلم مُرعب، حيث يتحول جيران طيبون إلى خطرين؛ ما يجعل جدران منزلك غير آمنة. إنه ينقل إحساسًا بمدى هشاشة السلوك المتحضر عندما يتغلب عليه الخوف واللوم.
الخصوصية معدومة
يكشف أحد أهم مشاهد الفيلم أن 'جين هو' قد ركّب كاميرات سرية في الجدران وفتحة التهوية، حيث يُصوّر 'أون هوا' و'وو سونغ' دون علمهما، فتتحول الشقة إلى فوضى عارمة.
هذا المشهد مُقلق؛ لأنه يُوحي بأن أي شخص يُمكنه التجسس عليك، فالكاميرا تعمل كسلاح لتدمير الخصوصية والثقة.
من المَلوم؟
يتهم 'وو سونغ' و'جين هو' بعضهما البعض بإصدار ضوضاء، فيختلط الواقع، ويبدأ التساؤل حول حقيقة الصوت عما إذا كان حقيقيًّا أم متخيَّلًا، إذ إنك ترى المشاهد أحيانًا من وجهة نظر كل منهما، فيصبح من الاستحالة الجزم بهوية الكاذب، ليتضح أن حرب الضوضاء مجرد لعبة ذهنية.
يعتبر ذلك تصورا مُرعبا؛ لأنه يتلاعب بواقعك، ويشكك بنفسك، ويُثير داخلك القلق والذعر من عدم معرفة مرتكب الجريمة.