اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أكد الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، أن المسعى الأمريكي في مجلس الأمن الدولي يؤسس عمليًا لوصاية أمريكية على قطاع غزة، تخدم الاحتلال الإسرائيلي بالدرجة الأولى، وتشكل استعمارًا جديدًا بغطاء سياسي دولي.
وفي حديثه لصحيفة 'فلسطين'، وصف عوض الرؤية الأمريكية في مجلس الأمن بأنها 'غير عادلة، ولا تنصف الشعب الفلسطيني بالمطلق'، مبينًا أنها تعكس سعي الطرفين الأمريكي والإسرائيلي لفرض أجندات سياسية جديدة على الشعب الفلسطيني بالقوة.
وأضاف: 'المشروع الأمريكي يعبر عن رؤية استعمارية على غزة، ويخدم مصالح (إسرائيل)، ويسعى بقوة إلى تحقيق ما عجز الاحتلال عن تحقيقه، وجلب قوات دولية إلى القطاع تتولى مهمة تحقيق أهداف حرب الإبادة الجماعية.'
وتأتي الخطوات الأمريكية في وقت عبرت فيه حركة حماس والفصائل الفلسطينية عن رفضها القاطع لإدخال قوات دولية إلى غزة ضمن الرؤية الأمريكية لليوم التالي للحرب، مشددة على أن الشعب الفلسطيني لدية القدرة الكافية على إدارة شؤونه بنفسه، وليس بحاجة إلى وصاية دولية.
كما نبَّه عوض إلى أن المسعى الأمريكي يسقط ما يسمى 'حل الدولتين' التي نادت به السلطة في رام الله لسنوات طويلة، ولاقى دعمًا أمريكيًا وأوروبيًا وعربيًا قويًا، وذلك بوضع قطاع غزة تحت الوصاية الدولية، وفصله تمامًا عن الضفة الغربية.
'كما أن المشروع الأمريكي لا يشكل تسوية سياسية بقدر ما ينسجم مع اتفاق وقف إطلاق النار، وإكمال ما بدأته (إسرائيل) وتحقيق أهدافها بغطاء سياسي دولي.' والقول لعوض.
ووفق رأيه، فإن أمريكا و(إسرائيل) تسعيان إلى اجتثاث حركة حماس من المشهد السياسي تمامًا، وتجريدها من السلاح، وتغييبها عن الوعي الفلسطيني، وكذلك استمرار إبعاد السلطة التي إن أرادت العودة إلى القطاع ستفرض عليها الولايات المتحدة الأمريكية شروطًا عديدة.
وأكد أن المشروع الأمريكي لا يؤدي في نهاية المطاف إلى تسوية سياسية بقدر ما يهدف إلى فصل غزة عن الضفة الغربية، وإحباط فكرة الوحدة السياسية والجغرافية بينهما، وسيترتب على ذلك مخاطر عديدة، والسيطرة على المساعدات الإغاثية، والتحكم بالعائدين إلى غزة.
ويتزامن هذا المشروع مع استمرار عمليات التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، ومخاطر ضمها إلى كيان الاحتلال، وفق عوض.
وشدد الكاتب والمحلل السياسي، على ضرورة ممارسة الدول العربية والإسلامية ضغوطًا كبيرة على الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب، مضيفًا: 'لا يمكن أن تمنح أمريكا كل ما تريده.'
كما لفت الانتباه إلى ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنجاز ملفاتها كاملة في أقرب وقت ممكن، والتصدي للمخططات الإسرائيلية والأمريكية، وإيجاد تنسيق فلسطيني موحد ضدها، ومجابهتها بطرق سياسية وميدانية متعددة.
وأوضح أن أمريكا و(إسرائيل)، لديهم خطط أخرى في حال لم يمر مشروع عبر مجلس الأمن، بينما ترغب حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو، ببقاء الأوضاع في الأراضي المحتلة كما هي، لأن ذلك يمنحها أفضلية أكبر في تنفيذ مشاريعها ومخططاتها.

























































