اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
عد المحلل السياسي اللبناني قاسم قصير الغارة 'الإسرائيلية' على مخيم عين الحلوة، التي أسفرت عن استشهاد 13 شخصا وإصابة العشرات، تمثل تطورا خطيرا يحمل تداعيات مباشرة على لبنان والمنطقة بكاملها.
ورأى قصير في حديث مع 'فلسطين أون لاين' أمس، أن لهذا العدوان تداعيات خطيرة، قائلا: 'استهداف مخيم فلسطيني مكتظ في مدينة صيدا يعني أن (إسرائيل) تريد نقل التوتر إلى عمق الداخل اللبناني. هي تختبر ردود فعل الفصائل داخل المخيم، وردود فعل حزب الله، وتختبر قدرة الدولة اللبنانية على ضبط الوضع. أي رد فعل غير محسوب قد يدفع الأمور إلى مواجهة أوسع، وهذا ما تراهن عليه (اسرائيل) لتبرير مزيد من التصعيد'.
وأشار قصير إلى أن المنطقة برمتها تدخل مرحلة حساسة، موضحا: 'نحن امام احتمال توسع دائرة الاشتباك. إذا ردت أي فصائل فلسطينية من لبنان، سترد (إسرائيل). وإذا تدخل حزب الله لحماية المخيمات او لردع العدوان، فسيتدحرج المشهد نحو مواجهة اشمل. (اسرائيل) تدرك ذلك، وتلعب على حافة الهاوية لأنها تريد تغيير قواعد الاشتباك لصالحها'.
وأشار إلى أن الغارة جاءت في لحظة سياسية حساسة تحدثت فيها تقارير عن لقاء مقرر بين المبعوث الأمريكي، ويتكوف، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة خليل الحية.
وقال قصير: '(إسرائيل) توجه ضرباتها في اللحظات التي تشعر فيها بأن أي مسار سياسي قد يهدد استراتيجيتها القائمة على عزل حماس وشيطنتها. الغارة على عين الحلوة ليست فقط محاولة تخريب اللقاء، بل هي ايضا محاولة لخلط الأوراق في لبنان وإعادة فتح جبهة الجنوب من بوابة المخيمات'.
وتابع: 'في الواقع، (اسرائيل) تستغل انشغال العالم بملفات دولية معقدة لإرسال رسالة تقول فيها إنها قادرة على توسيع دائرة استهدافها من غزة الى لبنان ومن لبنان الى سوريا. هي تريد ان تظهر في موقع المبادرة، وتريد في الوقت ذاته قطع الطريق على اي تقارب بين الغرب وحماس، سواء عبر ويتكوف او اي قناة اخرى'.
واعتبر قصير ان تداعيات هذه الغارة تتجاوز الساحة اللبنانية لتصل الى الإقليم: 'هذا العدوان يرفع مستوى احتقان المحور الداعم للمقاومة، ويزيد من احتمالات التصعيد في أكثر من جبهة. المنطقة كلها تقف على خط تماس قابل للاشتعال، من غزة الى الجنوب اللبناني الى الجولان. (اسرائيل) تراهن على فرض واقع جديد بالقوة، لكنها بذلك تقرب المنطقة من مرحلة انفجار كبير'.
وشدد في حديثه على البعد السياسي للغارة، قائلا: 'الرسالة الأهم التي تريد (اسرائيل) إيصالها للأمريكيين والاوروبيين هي انه ممنوع عليكم فتح باب الحوار مع حماس. هي تقول لهم: اذا فكرتم بالاقتراب من قيادة الحركة، فسوف نرفع منسوب التوتر ونجر المنطقة الى الفوضى. وهذا يعكس حالة خوف حقيقية لدى القيادة الاسرائيلية من اي تحول غربي في نظرتهم لحماس بعد حرب غزة'.
وختم قصير تصريحه بالقول: 'ما جرى في عين الحلوة ليس مجرد جريمة جديدة، بل هو جزء من معركة سياسية وعسكرية تخوضها (اسرائيل) على عدة جبهات. واذا استمر هذا النمط، فنحن سنكون أمام مرحلة أكثر خطورة في لبنان والمنطقة، حيث تزداد احتمالات التصعيد وتتراجع فرص التهدئة، ما يجعل أي تغيير سياسي محتمل أكثر صعوبة وتعقيدا'.

























































