اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٥
خاص الهديل…
قهرمان مصطفى..
عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة، وهذه المرة في ولايته الثانية، محمّلًا بأجندة مختلفة تجمع بين الطموح الاقتصادي والمناورة السياسية؛ فزيارته إلى السعودية والإمارات وقطر لم تكن زيارة بروتوكول، بل تحمل رسائل استراتيجية في توقيت حساس إقليميا ودوليا.
في ولايته الأولى، رفع ترامب شعار 'أميركا أولاً'، وسعى لتصفير الحروب وتخفيف التوترات.. واليوم، يعيد تفعيل هذا الشعار من بوابة الاقتصاد، مستندا إلى رؤية تقول إن التنمية هي مفتاح الاستقرار، وإن الشراكات الذكية أكثر نفعا من التحالفات العسكرية الباهتة.
وبالتالي فإن دول الخليج الثلاث التي زارها تملك مزايا نسبية في الاستقرار السياسي، والقدرة الاقتصادية، والتوجه الجاد نحو الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، وهذا ما يجعلها شريكا مثاليا في هذا التصور الجديد.
اللافت في الزيارة، إعلان ترامب المفاجئ رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، في خطوة لم يتوقعها حتى كبار مسؤولي إدارته، وتدلّ على رغبة في فتح صفحة جديدة مع المنطقة، ولو بأسلوب ترامب الخاص.. الصادم، اللانمطي، والمفاجئ.
الحدث الأكثر دراماتيكية تزامن مع مرور ترامب في المنطقة: إعلان حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي ذو الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر كبادرة حسن نية، واستعدادها للخروج من الحكم في غزة لصالح جهة مهنية مستقلة، ما فتح الباب لحديث جدي حول وقف دائم لإطلاق النار، وتبادل للمحتجزين، وربما تسوية كبرى تقلب الموازين، وتعقيباً على ذلك ترامب رحّب بالمبادرة، واعتبرها إشارة إيجابية على طريق إنهاء ما وصفه بـ'الحرب الوحشية' في غزة، مشيدا بجهود الوسطاء مصر وقطر.
الزيارة أكدت على أمرين: أن دول الخليج أصبحت مركز ثقل اقتصادي وسياسي لا يمكن تجاهله، وأن ترامب يسعى لإغلاق الملفات الإقليمية الكبرى – من النووي الإيراني إلى القضية الفلسطينية، مرورا بسوريا ولبنان واليمن – ولكن بطريقته هو.. عبر الاقتصاد، الصفقات، والضربات المفاجئة.
فهل تنجح هذه العودة في صنع واقع جديد في الشرق الأوسط؟ أم أن الصفقات وحدها لا تكفي في منطقة مشتعلة بالتاريخ والسياسة؟