اخبار لبنان
موقع كل يوم -جنوبية
نشر بتاريخ: ٢٨ تشرين الأول ٢٠٢٤
فجر السبت، كانت إسرائيل تنفذ ضربتها على إيران. تسابقت وكالات إيرانية كبيرة للتعتيم على ما حصل. وسارعت حينها إلى نشر فيديوهات من طهران وضواحيها. والعناوين كانت: الحياة طبيعية، هادئة، تسير بشكل ممتاز في طهران.
يوم الأحد، تبدّلت اللهجة الإيرانية. المرشد الأعلى الإمام علي خامنئي يعلن أن الإسرائيليين وقعوا «في حسابات خاطئة تجاه إيران». أما وزارة خارجيته فكتبت في رسالة إلى مجلس الأمن تدعوه فيها إلى اجتماع عاجل «في أعقاب الهجوم العدواني الذي شنه النظام الصهيوني على بعض المواقع العسكرية داخل إيران»، معتبرةً إياه «انتهاكًا صارخًا لسيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلامة أراضيها، فضلاً عن كونه خرقًا لمبادئ القانون الدولي». وأعلنت إن إيران «تحتفظ بحقها الطبيعي في الرد على هذا العمل العدواني الإجرامي».
وجاءت ضربة إسرائيل، ردّا على هجوم إيراني واسع نفذته بالصواريخ البالستية على قواعد الكيان العسكرية في الأول من تشرين الأول الجاري. وكانت هذه الضربة حينها ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة «حماس» اسماعيل هنية في 31 تموز الفائت، واغتيال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في 27 أيلول.
فما الذي تكشفه صور الأقمار الصناعية عن الضربة الإسرائيلية على إيران؟
1- قاعدة بارشين
بحسب (صور) نشرتها «بلانت لابز»، شركة تصوير الأرض الأميركية، واستعانت بصورها كل من وكالة «أسوشييتد برس» و«رويترز»، أظهرت الصور أضرارا في 3 مبانٍ على الأقل.
تقع قاعدة بارشين على بعد نحو 40 كيلومتراً جنوب شرقي طهران بالقرب من سد مامالو، وتشتبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أن إيران أجرت فيها سابقاً اختبارات على مواد شديدة الانفجار.
يبدو أن المباني المستهدفة مرتبطة بخلط الوقود الصلب لإنتاج الصواريخ.
وتنقل «أسوشييتد برس» عن ديفيد أولبرايت، مفتش الأسلحة السابق في الأمم المتحدة ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي، قوله إن المبنى المدمر قرب سفح الجبل باسم «طالقان 2». ومع ذلك، لم يُعرف ما إذا كانت هناك معدات داخل «طالقان 2» وقت الهجوم، أي قد تكون إيران نقلتها مسبقا.
2- قاعدة خجير
أظهرت صور الأقمار الصناعية أيضا تدمير مبنيين في قاعدة خجير، التي تبعد نحو 20 كيلومترا من وسط مدينة طهران.
بحسب الصور، أمكن رؤية الأضرار في مبنيين على الأقل، محاطين بسواتر ترابية مرتفعة، وهي تصميمات مرتبطة بإنتاج الصواريخ لمنع انتشار الانفجارات.
تعتبر هذه القاعدة من أهم منشآت إنتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية والهجوم عليها هو لمحاولة عرقلة قدرتها على إنتاج مثل هذه الصواريخ.
3- قاعدة شهرود
أيضا، بحسب صور الأقمار الصناعية، يبدو ان هناك ضربة استهدفت قاعدة صواريخ شاهرود. تبلغ مساحة سطح المبنى المستهدف حوالي 140 × 55 قدمًا (43 × 16.8 مترًا).
أهمية هذه القاعدة إنها تساهم في الإنتاج الضخم لمعززات الصواريخ (خيبر شيكان، وفتح 1) وكذلك في جهود الحرس الثوري للتحوط ضد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وفقًا لتقارير غربية، تم تدمير مبنى الصب المركزي في القاعدة وهذا من شأنه أن يعيق الإنتاج بشكل كبير.
4 – حقل غاز «تانجي بيجار»
يمكن رؤية حقول محترقة في صور الأقمار الصناعية من Planet Labs PBC حول موقع إنتاج الغاز الطبيعي الإيراني تانجي بيجار في محافظة إيلام يوم السبت، رغم أنه لم يتضح على الفور ما إذا كان ذلك مرتبطًا بالهجوم.
وتقع محافظة إيلام على الحدود الإيرانية العراقية في غرب إيران، وهي المحافظة التي أعلنت إيران رسميا إنها تعرضت للهجوم.
5- نظام رادار جنوب غرب إيلام
تشير التحقيقات الأولية، بحسب الإعلام الحربي الناطق بالفارسية، إلى رادار تم تدميره على بعد 12 كيلومتراً جنوب غرب إيلام.
وهو رادار قادر فوق الأفق ويبلغ مداه 1100 كيلومتر، يتمتع هذا الرادار بالقدرة على رصد أكثر من 1000 كيلومتر. هذه الرادارات موجودة في شيراز وسمنان وجابهار وهمدان وأماكن أخرى «وهي ذات قيمة كبيرة».
6- قاعدة حضرة أمير
بحسب فريق تقصي الحقائق في «بي.بي.سي» فإن صورًا للنيران والدخان الأسود الكثيف شوهدت تتصاعد من قاعدة الدفاع الجوي «حضرة أمير» جنوب غرب طهران.
وتقول وسائل إعلام إيرانية مقرّبة من النظام أن هذا الهجوم لم ينجح.
وأضافت «لحسن الحظ لا يمكن رؤية أي آثار لإصابة الأنظمة في هذه الصورة» أعلاه.
ماذا تقول المعلومات الصحافية والرسمية؟
حاليا، هذا ما ما أظهرته صور الأقمار الصناعية. أما في التصريحات الإيرانية والإسرائيلية، فنلخصها بالتالي:
1- بحسب ثلاثة مسؤولين إسرائيليين لموقع «أكسيوس»، فإن الضربة استهدف 12 خلاطًا تستخدم لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية بعيدة المدى ، فضلاً عن أربع بطاريات دفاع جوي من طراز إس-300 في مواقع استراتيجية تحمي طهران والمنشآت النووية والطاقة
2- مسؤلون أميركيون قالوا لصحيفة «وول ستريت جورنال» أن أكثر من 100 طائرة إسرائيلية ضربت 23 موقعًا في إيران وتم تدمير أكثر أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية تقدمًا، وتسبب في انتكاسة لبرنامج الصواريخ الباليستية في البلاد، «قد تستغرق إيران سنوات للتعافي منها»
3- قال مسؤولون إيرانيون أن الضرر وقع في محافظات إيلام وخوزستان وطهران فيما قالت القوات المسلحة الإيرانية إن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة جنود إيرانيين يعملون في أنظمة الدفاع الجوي في البلاد ثم أعلنت إيران يوم الأحد مقتل مدني أيضا، لكنها لم تقدم أي تفاصيل
إقرأ/ي أيضا: أميركا «تُهندس» الضربة الأسرائيلية على إيران..وتتحين آوان «قطاف» الحزب!