اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
بيروت ـ زينة طباره
قال العميد الركن المتقاعد فادي داود، في حديث إلى «الأنباء»: «لا شك في ان استهداف إسرائيل للضاحية الجنوبية جارة العاصمة بيروت، يعزز مخاطر التصعيد وينطوي على احتمالات عدة، أبرزها ان التصعيد الإسرائيلي المتوقع بعد زيارة بابا الفاتيكان إلى لبنان قد لا يقف عند حدود. لكن ما يجب الاضاءة عليه هو ان الضاحية الجنوبية لم تكن هي المستهدفة كرمزية شيعية، بقدر ما كان المستهدف الرجل الثاني في حزب الله هيثم علي الطبطبائي، أي ان إسرائيل كانت متأهبة لاغتياله اينما وجد على الأراضي اللبنانية حتى وان رصدت وجوده داخل العاصمة بيروت، لكن صودف وجوده في الضاحية فتحركت الطائرات الإسرائيلية بناء على معلومات استخباراتية ونفذت عملية الاغتيال».
وأضاف: «اغتيال الطبطبائي لا يعني ان إسرائيل ستكتفي به كهدف أساسي نجحت في تحقيقه، بل ستتابع تصعيدها انما بشكل متدرج قد لا يقف عند استهدافها المؤسسات الرسمية في لبنان، خصوصا انه سبق للحكومة الإسرائيلية ان أبلغت الجانب الأميركي أكثر من مرة، ان عملياتها العسكرية ضد لبنان ستتخذ منحى تصاعديا. وهذا ما نقلته صراحة الصحف الإسرائيلية في سياق التحضيرات لضربات موجعة ضد لبنان، ناهيك عن ان اجتماع الحكومة الإسرائيلية مع مجلس الحرب المصغر وفريقي المعارضة والموالاة انتهى إلى توصيات بالتصعيد ضد لبنان».
وتابع «الحرب التقليدية برا وبحرا وجوا غير واردة على الإطلاق لان عناصرها غير متوافرة، وأبرز ما تفتقده هو ان حزب الله ليس جيشا تقليديا بالمعنى العسكري الصحيح. وهذا يعني ان احتمال قيام إسرائيل بهجوم بري ضئيل جدا، لكنها حتما ستكثف ضرباتها من الجو خصوصا انه من وجهة نظرها، تحقق الضربات النوعية النتائج المطلوبة. لذا من المحتمل ان يشهد القادم من الأيام لاسيما بعد انتهاء زيارة الحبر للبنان، جنونا جويا إسرائيليا لا أحد حتى الساعة قادر على تحديد سقفه ومداه».
وردا على سؤال، قال داود «إسرائيل لن تلبي في المدى المنظور دعوة فخامة الرئيس العماد جوزف عون إلى التفاوض، لأن سياسة العمل الإسرائيلية تقوم على توجيه ضربات موجعة لعدوها، وبالتالي إجلاسه بشروطها إلى طاولة المفاوضات وإرغامه على التوقيع، لا على إبراز ما لديه من أوراق ومعطيات وحيثيات تفاوضية، تماما كما فعلت مع حركة حماس في غزة، حيث أرغمتها بعد إضعافها وتفكيك بنيتها العسكرية والتنظيمية والمالية على التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار بالشروط التي ارادتها حكومة بنيامين نتنياهو. وهذا يعني ان إسرائيل لن تنسحب من النقاط الخمس التي احتلتها بعد الحرب الأخيرة في جنوب لبنان، قبل ان تتأكد بان حزب الله انتهى كتنظيم مسلح يهدد أمنها ومجتمعها لاسيما الشمالي منه».
وتابع في السياق «يمارس حزب الله حاليا ومرغما سياسة الصبر الاستراتيجي، نتيجة الأضرار الكبيرة التي لحقت بصفوفه وقواعده سواء على مستوى القيادة والأركان والمقاتلين، أم على المستويين التنظيمي والمالي. وبالتالي أي رد منه أو من ايران على اغتيال الطبطبائي سيكون هدية ثمينة لإسرائيل، وما أخشاه ويخيف كل عاقل ومراقب معني بالتهدئة في منطقة الشرق الأوسط، هو انفلات الامور من عقالها ودخول لبنان الرسمي في فم التنين».











































































