اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
على وقع العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، واستهداف القيادي الأمني الكبير في 'حزب الله' هيثم الطبطبائي، أشار مرجع كبير لصحيفة 'الجمهورية'، إلى أنّ 'على رغم من هشاشة الوضع الأمني، الذي يأتي عن عدم إلتزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار، فإنّني حتى الأمس القريب كنتُ أستبعد تدحرج الوضع إلى تصعيد واسع، وأمّا بعد انزلاق الأمور إلى هذا الحدّ من التصعيد، فبتنا أمام وضع جديد فيه الكثير ممّا يبعث على القلق والأمور مفتوحة'.
وعمّا إذا كان 'حزب الله' في وارد الردّ على اغتيال الطبطبائي، أوضح 'أنّني لا أعرف حقيقة ماذا ينوي الحزب أن يقوم به، علماً أنّ الحزب ومنذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار مارَسَ أعلى درجات الصبر والحكمة والتحمّل وضبط الأعصاب، وما زِلتُ أميل إلى الإعتقاد بأنّ الحزب لن ينجرّ إلى ما تحاول إسرائيل أن تأخذه إليه'.
ولفت المرجع الكبير إلى 'أنّنا لو دققنا في الواقع، سنرى أنّ إسرائيل ومنذ إعلان اتفاق تشرين الثاني 2024، لم تعدم وسيلة بتكثيف الإعتداءات والإغتيالات لكوادره وعناصره، لاستفزاز الحزب ومحاولة جرّه إلى الردّ عليها، ولكنّها لن تنجح في ذلك، ولم يمنحها الحزب فرصة لتحقيق هدفها؛ واغتيال الطبطبائي يندرج في سياق الإستفزاز'.
وركّز على أنّ 'هدف إسرائيل معروف، وهو أن تبرّر من خلال ردّ الحزب على الإعتداءات والإغتيالات السابقة أو على اغتيال القيادي الطبطبائي -لاسيما أمام مَن ينتقدها من الدول لعدم التزامها باتفاق وقف إطلاق النار- أيّ تصعيد قد تلجأ إليه'، منوّهًا إلى أنّ 'إسرائيل قد لا تتوانى عن توريط الأميركيِّين في تصعيد لطالما قالوا إنّهم لا يُريدونه، بذريعة أنّ 'حزب الله' ما زال يملك ترسانة من الأسلحة، وأنّ ما تقوم به من اعتداءات واغتيالات عمل مبرَّر لإزالة السلاح الذي تقول إنّه يُشكِّل تهديداً لأمنها'.
في السياق، كشفت مصادر واسعة الإطلاع لـ'الجمهورية'، عن 'حركة اتصالات مكثفة على أكثر من صعيد، لتخفيف حدّة التوتر، واحتواء أي تصعيد محتمل، وشاركت فيها جهات دولية، بالإضافة إلى فتح خط التواصل بصورة متتالية مع لجنة الميكانيزم'.
إسرائيل تريد التصعيد
وأثنى دبلوماسي عربي عبر 'الجمهوريّة'، على 'التزام لبنان الكامل باتفاق وقف إطلاق النار'، مؤكّدًا أنّ 'إسرائيل تدفع إلى التصعيد بصورة متعمّدة، لأسباب إسرائيلية داخلية، منها أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد يكون في صدد البحث عن حرب جديدة، للهروب من أزمته الداخلية، وخصوصاً أنّ الإعلام الإسرائيلي يُركِّز في هذه الفترة على أنّه محشور في التحقيقات القضائية الجارية معه، ومنها أيضاً ما يُقال عن أنّ إسرائيل ترى الفرصة متاحة أمامها في هذه الفترة لتوجيه ضربة قاصمة لـ'حزب الله'؛ وخلق واقع جديد مؤاتٍ لها في لبنان'.
إسرائيل تقصف المبادرة
بدوره، أكّد مسؤول رفيع لـ'الجمهورية'، أنّ 'لبنان بكلّ مستوياته لا يُريد الحرب والتصعيد، بل إنهاء العدوان الإسرائيلي، فيما إسرائيل لم تُدفع إلى الحرب'، معتبرًا أنّ 'استهداف الضاحية الأحد، بقدر ما هو استهداف مباشر لـ'حزب الله' باغتيال أحد كبار قياديِّيه الأمنيِّين، هو أيضاً استهداف مباشر لمبادرة النقاط الخمس التي أطلقها رئيس الجمهورية جوزاف عون، وأكّد فيها جهوزية الجيش لتسلّم النقاط الخمس فور وقف الخروقات والاعتداءات كافة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من كل النقاط، وجهوزية الدولة اللبنانية للتفاوض برعاية أميركية وأممية أو دولية مشتركة، على أي اتفاق يُرسي صيغة لوقف نهائي للإعتداءات عند الحدود'.
وكشف نقلًا عن جهات دوليّة، أنّ 'مبادرة الرئيس عون أزعجت إسرائيل، كونها تُحبِط هدفها الأساسي بإبقاء احتلالها للأراضي اللبنانية، وإقامة ما يُسمّيها المنطقة العازلة بالقرب من الحدود'، مبيّنًا أنّ 'هذا الهدف أكّد عليه أحد كبار المسؤولين الإيرانيِّين أمام شخصية لبنانية بارزة، بقوله ما مفاده بأنّ إسرائيل لا تريد التفاوض مع لبنان تحت أي عنوان، فهدفها معروف وتجاهر به، إذ جلّ ما تريده هو مزيد من الضغط والعدوان على لبنان، وجرّه ليس إلى التطبيع؛ بل إلى ما هو أسوأ من التطبيع'.
على صعيد متصل، رأت مصادر سياسية بارزة عبر صحيفة 'الديار'، أن 'مبادرة رئيس الجمهورية جوزاف عون التفاوضية، تعرضت 'للاغتيال' المعنوي من قبل حكومة العدو، مع اغتيال رئيس أركان 'حزب الله' هيثم الطبطبائي ورفاقه، واستمرار التصعيد العسكري الممنهج، بعد ساعات على كلمته في مناسبة الاستقلال'.
وأشارت إلى أنّ 'ثمة تعويلا على زيارة وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي الى بيروت اليوم، دون الذهاب بعيدا في الرهان على نجاحها، لكن لان 'الغريق يتعلق بقشة'، يأمل المسؤولون اللبنانيون ان تتحول الافكار المصرية الى مبادرة ملموسة، يمكن البناء عليها لاطلاق مسار واضح، للخروج من دوامة العنف السائدة راهنا'.
الحراك المصري
وأفادت الصّحيفة بأنّ 'الجديد هذه المرة، ان الوزير المصري وسع مروحة اتصالاته قبل الحضور الى بيروت، واجرى سلسلة من اللقاءات المكوكية على هامش 'قمة العشرين' في جوهانسبورغ، مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، والسعودي فيصل بن فرحان، واجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها محمد عبد الرحمن آل ثاني، وكان محور النقاش، بحسب مصدر دبلوماسي، الملف اللبناني والافكار التي سبق وصاغها رئيس الاستخبارات المصرية حسن رشاد'.
وأشارت إلى أنّه 'لان الاحداث والتطورات تتسارع، باتت اولوية الوزير المصري وقف التدهور، ومنع الانزلاق الى حرب واسعة، تعمل 'اسرائيل' على تهيئة الارضية لها. اما حظوظ نجاح التحرك المصري، فلا يبدو مرتفعا لاسباب عديدة، اهمها ان باريس التي حذرت بالامس من تدهور الاوضاع، لا تبدو قادرة على ممارسة الضغوط على إسرائيل، على الرغم من مشاركتها في لجنة الميكانيزم'.
وأضافت: 'اما الرياض التي لم تبد اعتراضا على الحراك المصري، فابلغت الجانب المصري ان لبنان ليس اولوية في واشنطن، بينما يقتصر الدعم القطري على عدم مزاحمة المصريين في مساعهم. اما بالنسبة للإسرائيليين، فهم يصرون على موقفهم المتشدد، ويرغبون في مواصلة ضغوطهم العسكرية، ولم يبدوا اي استعداد لوقف عملياتهم العسكرية تحت اي ظرف'.
في السّياق، اعتبرت 'الديار' أنّه 'ليس امرا غريبا او مفاجئا ان يقدم العدو الاسرائيلي على الاغارة مجددا على ضاحية بيروت الجنوبي، ويغتال جهاديا بارزا من الصف الاول في حزب الله وبعض رفاقه. لكن توقيت هذا العدوان وخلفياته العديدة، تطرح اسئلة حول المرحلة المقبلة، وتستحضر احتمالات عديدة وخطرة، منها عودة الحرب الواسعة التي ربما تتعدى لبنان'. وذكرت أنّ 'من بين الاسئلة المطروحة ايضا، ما يتعلق باستهداف مبادرة رئيس الجمهورية جوزاف عون، خصوصا ان العدوان على الضاحية جاء مترافقا معها'.
ونقل مصدر مطلع عن مرجع لبناني كبير، عبر 'الديار'، أن 'العدوان الجوي الاسرائيلي لم يستهدف قياديا بارزا في حزب الله فحسب، بل يستهدف ايضا استقرار لبنان من خلال استهداف خاصرة عاصمته بيروت'.
وأكّد أنّ 'هناك رسائل عديدة لهذا العدوان، ابرزها تصميم العدو على المضي في تصعيده وتماديه في استباحة لبنان وسيادته واستقراره، وسعيه الدائم الى قطع الطريق على كل المحاولات والمبادرات للتهدئة، وتنفيذ اتفاق وقف النار والقرار 1701. وهو في هذا الاطار يشكل 'رسالة اسرائيلية' نارية فورية، بوجه وضد مبادرة الرئيس عون التي اطلقها في عيد الاستقلال'.
بدوره، رأى مصدر نيابي أنّ 'العدوان على الضاحية اليوم يحمل دلالات كثيرة، فالى جانب استهدافه قياديا من الصف الاول في حزب الله ورفعه درجة التصعيد الى مستوى خطِر جدا، يعتبر ردا سلبيا على مبادرة الرئيس عون، التي تشكل في بنودها اطارا شاملا لوقف التصعيد، وتنفيذ اتفاق وقف النار، وضمان الاستقرار على الحدود الجنوبية'.
وذكّر بان 'اسرائيل اقدمت بعد ساعات من اعلان الرئيس عون عن مبادرته الاولى بشأن اعتماد خيار التفاوض، على قطع الطريق على هذه المبادرة التي تتسم بالشمولية والموضوعية، بتوسيع وتكثيف غاراتها على الجنوب والبقاع، في رسالة واضحة برفض التفاوض، واستمرارها في اللجوء الى التصعيد والعدوان لفرض شروطها على لبنان، وتجاوز اتفاق وقف النار واتفاقية الهدنة؛ الى اتفاق امني وتطبيعي جديد'.
ولفت المصدر الى ان 'مبادرة الرئيس عون تصب في اطار قيام لجنة الميكانيزم بدورها كاملا، وتفعيل هذا الدور، وتضع راعيي اتفاق وقف النار اميركا وفرنسا امام مسؤولياتهما'، مشدّدًا على أنّ 'المبادرة هي الاطار الموضوعي الوحيد لحل الموضوع على الطاولة الآن، لذلك على راعيي الاتفاق، لا سيما الولايات المتحدة الاميركية، ان تبادر الى التعاطي معها بايجابية، والى الضغط على اسرائيل للتجاوب معها والشروع في تنفيذ بنودها، ومنها التفاوض برعاية اممية او اميركية او دولية مشتركة؛ كما عبر الرئيس عون في خطابه'.
وأعرب عن اعتقاده أن 'مبادرة رئيس الجمهورية قد تكون الخرطوشة الاخيرة، للمبادرة الى تدارك التصعيد وتلافي الانفجار الواسع'، مشيرًا إلى أن 'هذه المبادرة تعبّر عن موقف لبنان، وتحظى بنسبة عالية من تأييد اللبنانيين، باستثناء فئة سياسية تحاول الاستمرار في اتباع اسلوب المزايدة والتشويش، لاهداف ولغايات متصلة بطموحات شخصية'.
من جهتها، أفادت صحيفة 'الشّرق الأوسط' بأنّ 'الترقّب والخوف يسودان لبنان من أي تصعيد إسرائيلي محتمل في الأيام المقبلة، بعد عملية الاغتيال التي طالت رئيس أركان 'حزب الله' هيثم الطبطبائي، في وسط الضاحية الجنوبية لبيروت الأحد، والتي يرى المسؤولون في لبنان أنها تحمل رسائل عدّة؛ سياسية وأمنية، في وجه المبادرة الأخيرة التي أطلقها رئيس الجمهورية جوزاف عون، والتي كانت قد سبقتها أيضاً مبادرات مماثلة كان الرد الإسرائيلي عليها بالنار مرات عدة'.
وأعربت السفارة الفرنسية في بيروت الاثنين، عن 'قلقها البالغ من الضربة الإسرائيلية التي استهدفت بيروت الأحد، مما يزيد من خطر التصعيد، في سياق يشهد أصلاً توترات شديدة'.
ووضعت مصادر وزارية مقربة من رئاسة الجمهورية، عبر 'الشرق الأوسط'، الضربة على الضاحية الجنوبية لبيروت 'ضمن المسار الذي تعتمده إسرائيل منذ بدء رئيس الجمهورية طرح مبادراته التفاوضية'، مشيرةً إلى أنّ 'قبل أسابيع عندما طرح الرئيس عون مبادرته التفاوضية كان الجواب الإسرائيلي بالنار، عبر قصف عنيف طال البقاع والجنوب. والآن بعد يومين من إطلاق مبادرته لوضع حل مستدام للأزمة مع إسرائيل، وتثبيت الاستقرار، أتى الرد مرة جديدة بضرب الضاحية الجنوبية'.
وذكرت أنّ 'الرئاسة الأولى كانت تُجري اتصالات بشأن المبادرة، وباتت اليوم تُجري الاتصالات داخل وخارج لبنان للتهدئة وعدم التصعيد'، ورأت أنّ 'إسرائيل تقول بطريقة أو بأخرى: لا تبذلوا جهودًا، لا عبر المبادرات، ولا المفاوضات... ما نريد أن نفعله فسنفعله. وخير دليل على ذلك، المواقف التصعيدية المتتالية التي تصدر عن المسؤولين في تل أبيب'.
وأعادت المصادر الوزارية التأكيد على ما قاله رئيس الجمهورية في بيانه إثر قصف الضاحية الجنوبية، وتحديداً حيال دور المجتمع الدولي، قائلة: 'إضافة إلى أن إسرائيل لا تتجاوب مع المبادرة تلو المبادرة، فلا نرى تحركاً واضحاً للمجتمع الدولي... نحن نقوم بدورنا، وليقم هو بدوره'.
وعن التخوف من التصعيد، أوضحت أنّه 'لا يمكننا أن نضمن إسرائيل... يوم أمس أبلغوا لجنة 'الميكانيزم' بأنهم سينفذون العملية، وبأن طابعها محصور في اغتيال الشخصية المستهدفة، لكن في ظل كل الوقائع والتصريحات المتصاعدة، لا يمكن الحسم بما سيكون عليه الوضع في المرحلة المقبلة'.
رسالة متعددة الأوجه
وفي هذا الإطار، اعتبرت مصادر في كتلة 'التنمية والتحرير' النيابية، أنّ عملية الاغتيال التي نُفذت في قلب الضاحية الجنوبية، وتحديداً في منطقة سكنية ومكتظة، 'تحمل رسائل متعددة، سياسية وأمنية، في أكثر من اتجاه. فإضافة إلى الرسالة الموجهة إلى 'حزب الله'، هناك رسالة سياسية موجهة إلى رئيس الجمهورية الذي سبق أن أطلق مبادرة لإنهاء الوضع القائم في لبنان، وهذا يعدّ مؤشراً خطيراً في سياق التصعيد المستمر والمتمادي الذي تقوم به إسرائيل منذ اتفاق وقف إطلاق النار في شهر تشرين الثاني 2024'.
وسألت عن 'موقف الدول الراعية للاتفاق'، قائلةً: 'هي دائماً تلوذ... ولا نسمع أي تحذير أو استنكار، حتى يُطرح السؤال: هل هذا الصمت هو رضا عن كل ما يحصل؟'.











































































