اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
خاص الهديل..
بقلم: ناصر شرارة
ليس مضموناً أن ينجح الرئيس الأميركي ترامب في امتحان وقف الحرب على غزة الذي كان فشل فيه في المرات السابقة وقبله فشل فيه أيضاً سلفه الرئيس بايدن.
وهذا الفشل له أسباب، وله عوامل لا تزال موجودة، وبالتالي لا يمكن تصور نجاح وقف الحرب على غزة، طالما أنه لم يتم إزالة هذه الأسباب والعوامل التي لعبت على الدوام دور المعطلة لإنهاء حرب الإبادة على غزة.
أهم هذه العوامل هي نتنياهو ذاته؛ فبقاؤه في رئاسة الحكومة يعني بقاء الحرب وذلك لأسباب باتت معروفة وليست بحاجة لمزيد من التأكيد عليها.
وأهم هذه العوامل أيضاً هو فيتو بن غفير وسموتريتش ضد وقف الحرب في غزة وضد طلب ترامب – إن كان جدياً – بعدم ضم الضفة الغربية..
وأهم هذه العوامل أيضاً هو موقف إدارة ترامب، أو بالتحديد هو الموقف الايديولوجي لفريق ترامب المعادي لقيام الدولة الفلسطينية والمؤمن بمعظمه بالمسيانية وبفكرة إعادة بناء الهيكل، الخ..
.. وعليه فإن ما هو متوقع، أو أقصى ما هو متوقع حالياً هو السير نحو صفقة إطلاق الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات؛ ومن ثم عودة الخطة الإسرائيلية إلى مسار جديد من التنفيذ.
قد يكون نتنياهو وافق على نصيحة طالما وجهت له، وهي أن يحرر الأسرى من أيدي حماس ومن ثم يكمل حربه عليها. وإذا كان ما حصل هو كذلك، فهذا يعني أن الحرب على غزة ستدخل في هدنة الستين يوماً، وبخلالها قد تحدث حرب القرن المتوقعة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية من جهة وبين إيران من جهة ثانية.
وقصارى القول في هذا المجال أن أي مراقب لا يسعه إلا أن يلاحظ أن مبادرة ترامب لا ترقى إلى مستوى حل أزمة بمستوى أزمة الشرق الأوسط، ولا ترقى إلى مستوى وقف حرب بمستوى حرب غزة التي تحولت إلى حرب كبرى بمعارك إقليمية كثيرة.
ومن وجهة نظر اليمين الصهيوني الديني (بن غفير، الخ..) فإن حرب غزة يجب أن تكون آخر حروب إسرائيل الصغرى وأول حروب بناء مكاسب إسرائيل الكبرى، وبالنسبة لليمين الصهيوني القومي (نتنياهو) فحرب غزة وأخواتها، هي آخر حروب الحسم مع إيران؛ وبالتالي فإن إسرائيل اليوم موجودة على خط الانطلاق نحو حسم حروب وتوسيع خرائط ونفوذ، وليس نحو إبرام تسويات والقبول بخرائط فيها متسع للفلسطيني.