اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الأول ٢٠٢٥
أقامت «مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية» والاتحاد الدولي للكتّاب والشعراء حفل تكريم للأديبة الدكتورة ناديا ظافر شعبان في مركز الصفدي الثقافي في طرابلس.
حضر الإحتفال النائب اللواء أشرف ريفي ممثلا بالدكتور كمال زيادة، الرئيس السابق لبلدية طرابلس الدكتور رياض يمق، الرئيس السابق لبلدية الميناء عبد القادر علم الدين، رئيس مجلس إدارة مصرف الإسكان أنطوان حبيب ممثلا بسابا دورة، السفير الدكتور خالد زيادة.
كما حضر الإحتفال النقيب منذر كبارة، بسام شهاب، رئيسة «جمعية حاملات الطيب الأرثوذكسية» إيفا نصور، رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي صفوح منجد، رئيس لقاء الأحد الثقافي العميد الدكتور أحمد العلمي، رئيس رابطة الجامعيين غسان الحسامي، رئيس جمعية خريجي جامعة بيروت العربية أحمد سنكري، المدير العام لـ«جروس برس ناشرون» ناصر جروس، الأمين العام للجمعية اللبنانية للإنترنت والمعلوماتية الشيخ منصور الخوري، وحشد من الهيئات التعليمية ومهتمين.
الإفتتاح بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الفيحاء لشاعر الفيحاء سابا زريق، وقدّم الإحتفال الدكتور محمود درنيقة .
زريق
وتحدث الدكتور زريق فقال: «أنا على يقين أن «المرأة التي لا تعيش على الهامش» كما وصف أحدهم يوما مكرّمتنا، لم تحتج قراءة مقولة الأديب والروائي الإسباني العالمي «سرفانتس» المأثورة أن «القلم هو لسان العقل»، إذ لا بد أنها كانت تدرك ذلك وهي يافعة، تترعرع في كنف يعبق بالثقافة والإنفتاح، ويفقه ما لتحصيل العلوم العالية من فضائل. إن الدكتورة ناديا ظافر شعبان المتمرّدة على الرتابة أديبة فيحائية أصيلة وشاملة. هي الشاعرة والمترجمة والمحاضرة والروائية بعد أن نهلت من منابع العلم في مدينتها، إنطلقت بتشجيع من والدها إلى رحاب أوسع حيث تكوّنت شخصيتها بإسناد من ترسانة ثقافية ثقيلة رسمت معالم مستقبلها الزاهر».
وتابع: «ان موضوع إطروحتها لنيل شهادة دكتوراه دولة في الآداب، وهو «صورة لبنان في أدب الرحلات الإسبانية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر»، التي أشرف عليها أحد كبار المستغربين، كان بحد ذاته مؤشرا لافتا على إهتمامها منذ البدايات بالثقافة العربية الأندلسية وحضارة إسبانيا الأندلسية والرحّالة الأندلسيين. إعتنقت د. ناديا اللغة الإسبانية التي سحرتها فأجادت وتجلّت في ميدان قلّ فرسانه من أبناء العرب».
وتابع: «لم تمرّ أعمال شعبان مرور الكرام، فهي استحقت كل ما حظيت به من تكريم وتنويه وتقدير ليس من مقدّريها في وطنها فحسب، بل من مقدّرين آخرين من دول ومنظمات أجنبية، أخص منها اللاتينية الهوى، مثل إسبانيا وفنزويلا وتشيلي وتقديرا لإسهاماتها الجبارة في نشر الثقافة الإسبانية، وما الأوسمة والميداليات العديدة التي نالتها أو لقب «JADEITA» الدولي، أي «الدرّة النادرة جدا، الذي منحها إياه من عداد شهادات تقدير أخرى أحد مكرّميها اليوم، أي الاتحاد الدولي للكتّاب والشعراء والفنانين إلّا إعتراف منظمة عالمية قوامها أكثر من خمسة عشر ألف عضو بإبداعاتها».
وأردف: «لا تدعو، بعد كل ما أسلفت، إلتفاتة راعي الاتحاد الدولي الدكتور إدواردو رامون ديلدوكا التكريمية تجاه د. ناديا إلى الإستغراب. أوليس الاتحاد الدولي من أطلق شعار «متحدون من أجل سلام العالم»؟ ومن أجل تحقيق وحدة الثقافات والشعوب والتعايش الإنساني؟ ان تماهي د. ناديا مع الاتحاد يرشح من كتاباتها على تنوّعها لتلتقي مع مناداة الاتحاد الصادقة بالسلام والعطاء ومناهضة الحروب. فلنخلع عليها عن جدارة لقبا جديدا ألا وهو «داعية السلام والحرية والمحبة».
وأردف: «عندما قاربني أخي الدكتور مصطفى الحلوة للوقوف على رأي بخصوص إشتراك مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية في تكريم الدكتورة ناديا ظافر شعبان استغرق ردّي الإيجابي أقلّ من ثانيتين، فبنظر مؤسستي، تكريم المبدعين واجب مقدّس يكاد يكون فريضة علينا جميعا. فمن أنجز ما أنجزته مكرّمتنا لا يكون أديبا عاديا أو شاعرا مطبوعا، أو مترجما مميّزا فحسب، فهو إذ يلقي اضواء ساطعة على أصوله ووطنه يكون فعليا سفيرا له أينما حل، ونحن اليوم إذا في حضرة أصدقاء ومحبي د. ناديا وآخرين إنما نفيها شيئا متواضعا من حقها علينا هي التي رفعت عاليا إسم مدينتها ووطنها».
وختم منوّها «بمفارقة عزيزة على قلبي آلا وهي، أن خالة د. ناديا الفنانة التشكيلية فاطمة شعبان كانت صديقة لوالدتي رحمهما الله وهي التي أهدتها عام 1952 بمناسبة زواجها من والدي لوحة زيتية كانت قد رسمتها عام 1950 تمثّل باخرة شراعية ضخمة تمخر عباب بحر هائج وثائر. أتراها، عندما راودتها فكرة إنجاز هذه اللوحة إستلهمت من واقع وطننا المأزوم منذ عقود؟ أتراها رسمت الباخرة على أنها لبنان يصارع خضم مصير مجهول خشية أن يُبتلع؟! شكرا لأدبك النفيس ولإنجازات لك تلجّ الثقافة من أوسع أبوابها وتعطيها بُعدا جديدا لا يعرف حدودا أو قيودا. أطال الله بعمرك منارة لنا جميعا».
شعبان
وألقت الأديبة المكرّمة كلمة قالت فيها: «بدوري أرحب بكم بمحبة في هذه المناسبة المميّزة في حياتي التي تتوّج من خلالها مسيرة عمري الأدبية الطويلة في مناسبتين فأتلقّى شهادتي تقدير بإسم «مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية» وشهادة من «مؤسسة إدواردو ديلدوكا» فارس السلام العالمي ومؤسس ورئيس الاتحاد الدولي للكتّاب الشعراء والفنانين. ولأول مرة هناك اتحاد دولي يستقطب هذا العدد الكبير من كتّاب، شعرا، فنانين، مثقفين، وصحافيين من كل بلدان الخريطة بما فيها بلدان في العالم العربي وشعار الجميع أطلقه الرئيس المؤسسة متحدون من أجل سلام العالم ووحدة الثقافات. ومن دواعي إعتزازي أن أكون عضوا في هذا الاتحاد المميّز».
وقالت: «يؤثر في نفسي أن تكون الشهادات الهامة التي منحت لي هي بتقدير خاص من رئيس FIDEFA وهي بتقدير خاص من هذا الشاعر ديلدوكا الشجاع والمتواضع وصديق العالم العربي الذي يعطي أولولية للثقافة والمعرفة، ينشر قِيَم المحبة والتسامح بين شعوب العالم ويعيد للأخلاقية الإنسانية وهجها».
كما تحدث كل من مؤسس ورئيس الاتحاد الدولي للكتّاب والشعراء والفنانين EDUARDO RAMOM DELDUCA والدكتور مصطفى الحلوة والدكتورة رنا الحسيني علم الدين.
دكتوراه فخرية ودروع تقديرية
وفي الختام، إعترافاً بما أغنت به الأديبة الدكتورة شعبان ميادين الأدب والفكر وما تركته من أثر باقٍ في الذاكرة الثقافية وبإسم الاتحاد الدولي للكتّاب والشعراء والفنانين مُنح الاتحاد الدولي المحتفى بها شهادة دكتوراه فخرية تعبيراً عن قيمة علمية وإبداعية ويحتفى بها في المحافل الدولية، بالإضافة الى شهادة تقدير لتكون إكليل إمتنان لكل ما بذلته من جهد في خدمة الأدب والهوية، كما قدّمت لها مؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية درعاً تكريمياً تعبيراً عن صلابة رسالتها، وعن بقاء عطائها متألّقا في سفر الثقافة.
وتلى الحفل كوكتيل بالمناسبة.