اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
بيروت - بولين فاضل
عاد مرفأ بيروت الى المنافسة العالمية، وخصوصا في المنطقة بعدما استعاد موقعه الطبيعي منذ نحو سنتين.
وقال رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لمرفأ بيروت عمر عيتاني في حديث إلى «الأنباء»: «المرفأ مهيأ للعب دور أساسي في إعادة إعمار سورية وعلى صعيد الخطوط العربية المقرر إنشاؤها في المنطقة»، مشيرا إلى أنه «وفق التقرير السنوي للبنك الدولي والذي يستند في تقييمه لنوعية البواخر والإنتاجية وسرعة العمل وتطبيق الأنظمة والقوانين، فإن مرفأ بيروت تقدم إلى المرتبة 54 في ترتيب الموانئ العالمية لعام 2024، بعدما كان في المرتبة 81 العام 2023 وفي المرتبة 323 العام 2022».
كما سجلت محطة الحاويات في المرفأ رقما قياسيا جديدا في يوم واحد في 5 أكتوبر الماضي قياسا الى سرعة تفريغ حجم معين من البواخر، وهذا الرقم الأعلى في تاريخ مرفأ بيروت منذ انطلاق عمليات محطة الحاويات العام 2004، ما يثبت كما قال عيتاني «نجاح الشراكة مع شركة CMA التي تولت عملية إدارة وصيانة وتحديث محطة الحاويات».
وردا على سؤال عما ينقص المرفأ لتحقيق المزيد من التقدم، كأن يصار مثلا الى التخفيف من المعاملات الإدارية، قال عيتاني إن «إدارة المرفأ تحدث برنامج CAMA للمعلوماتية، لكن ثمة عوائق تعترضها في التواصل مع نظام «نجم» المعتمد في مديرية الجمارك التي لها إدارتها الخاصة المنفصلة عن إدارة المرفأ»، مضيفا إنه «وفقا لمناقصة، ستقوم شركة عالمية بتحديث برنامج CAMA بحيث يصبح قابلا للربط مع كل الإدارات في single window من دون عناء التواصل مع كل الوزارات والإدارات المعنية كل على حدة لأخذ الموافقة وتخليص المعاملة، فيصبح المعقب الجمركي قادرا على الدفع عبر الـ online أو المصرف أو عبر صندوق المرفأ، وتكون المعاملة واحدة عبر الـ single window، فتخرج البضاعة في اليوم التالي إلى خارج المرفأ من دون أي تأخير مرتبط بالحصول على موافقة الجمارك أو الوزارات المعنية. واختصارا أيضا للوقت، ثمة مختبر في قلب المرفأ على وشك الافتتاح في غضون شهر، وهو حاصل على تراخيص من معهد البحوث ووزارة الصناعة، بحيث يمكن إجراء الفحوصات اللازمة فيه والتي على أساسها تمنح الموافقات».
وتوقف عيتاني عند أمر آخر هو ارتفاع تصنيف مرفأ بيروت أمنيا، لافتا إلى أن «الكشف اليومي الإضافي الذي تقوم به مخابرات الجيش اللبناني قد يأخذ وقتا في بعض الأحيان، لكن مردوده هو ثقة عالمية بالمرفأ». وأضاف: «ابتكرنا آلية جديدة لوقف تهريب الأشخاص عبر الحاويات، وهناك آلتا سكانر من أحدث الأنواع ستصلان أواخر هذا الشهر، وهذا يعني أننا نقوم تباعا بحصر كل المخاطر الأمنية».
ولكن ماذا عن تحويل جزء من إهراءات المرفأ إلى نصب تذكاري لضحايا انفجار الرابع من أغسطس 2020؟ يجيب مدير المرفأ: «موضوع الإهراءات هو عند وزارة الاقتصاد ومديرية الحبوب والشمندر السكري. وكان هناك قرار من الحكومة السابقة بهدم الإهراءات ثم قرار من الرئيس نجيب ميقاتي بعدم الهدم، والى حين صدور قرار جديد عن الحكومة الحالية، نحن كإدارة مرفأ لا سلطة لدينا على الإهراءات، وفي المخطط الأساسي الذي وضعناه، لحظنا نصبا تذكاريا في الخارج بشكل إهراء عند جانب المدخل 3. الموضوع سياسي بعض الشيء أكثر مما هو تقني، وحتى فنيا وأمنيا هناك صعوبة في دخول الأشخاص في حال قيام نصب تذكاري في قلب الإهراءات، أي مكان وجودها اليوم».