اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الأول ٢٠٢٥
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة حيّز التنفيذ، تُطرح تساؤلات ملحّة حول مستقبل الأوضاع في جنوب لبنان. فهل يعني انتهاء الحرب في القطاع بداية مرحلة تهدئة شاملة في المنطقة، أم أن التصعيد سيتنقل إلى الجبهة اللبنانية كمنصة بديلة لتصفية الحسابات؟
تأتي هذه التساؤلات في ظلّ استمرار الغارات الإسرائيلية على مناطق جنوبية، وآخرها القصف العنيف الذي استهدف معارض للآليات على طريق المصيلح – الزهراني، ما يعزّز المخاوف من أن لبنان قد يُستخدم ورقة ضغطٍ جديدةٍ في لعبة الإقليم المتشابكة.
في هذا السياق، أكدت مصادر رسمية لصحيفة 'نداء الوطن' أن لبنان الذي رحب باتفاق غزّة ينظر بحذر إلى ما سيحصل لاحقًا، فقد يؤدي هذا الأمر إلى تكريس عملية السلام، لكنه في المقابل قد يُطلق يد إسرائيل ضد الحزب بعد الانتهاء من جبهة غزّة، وبالتالي هناك اتصالات بجهات دولية وعلى رأسها واشنطن لاحتواء أي عملية قد تقوم بها إسرائيل التي ترفض حتى الساعة الانسحاب من النقاط المحتلة في الجنوب وإفساح المجال أمام الجيش لإنهاء عمله في جنوب الليطاني والتي لا يوجد أي رادع أمام ما تقوم به.
بدوره، أوضح مسؤول رفيع لصحيفة 'الجمهورية' أنه 'في لبنان لسنا في حاجة إلى تسوية جديدة، فالتسوية قائمة منذ تشرين الثاني من العام الماضي، ولبنان التزم بها من جانب واحد، ونفّذ بالكامل ما هو مطلوب منه إزاءها، وقام بالخطوات المتوجّبة عليه في منطقة جنوب الليطاني، والجيش باعتراف 'اليونيفيل' نفّذ نحو 80% من المهمّة الموكلة إليه بالانتشار في المنطقة والتعاون والتنسيق الكاملَين مع قوات 'اليونيفيل'، وزاد عديده في المنطقة إلى نحو 9 آلاف. بالتالي، فإنّ التسوية جاهزة، والكرة في ملعب الأميركيّين تحديدًا، ولجنة الإشراف التي يرأسونها للضغط على إسرائيل لإلزامها بالتقيّد بالاتفاق ووقف استهدافاتها والانسحاب من الأراضي اللبنانية والإفراج عن الأسرى'.
ولفت المسؤول الرفيع إلى 'أنّنا على الرغم من الاستهدافات الإسرائيلية، لم تُطلَق رصاصة واحدة في اتجاه إسرائيل من قِبل 'حزب الله' أو غيره، كما لم يبرز أي مظهر عسكري للحزب في منطقة جنوب الليطاني كما في غيرها من المناطق، وتشهد على ذلك القوات الدولية. فعلى الرغم من هذه الاستهدافات، ما زلنا على التزامنا باتفاق وقف إطلاق النار، ونُشدِّد على أن تلعب لجنة 'الميكانيزم' التي يرأسها الأميركيّون، الدور المطلوب منها في هذا المجال'.
وردًّا على سؤال حول ما إذا رفضت إسرائيل الانسحاب وتحرير الأسرى، أجاب: 'كلّ شيء وارد، وحتى محاولة إسرائيل إقامة منطقة عازلة في الجنوب، وهذا معناه الإصرار على إبقاء الأمور مفتوحة على التوتير والتصعيد، ورفع احتمالات المواجهة'.