لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
لم يعد حضور السينما التونسية في المهرجانات الدولية مجرد تمثيل رمزي، بل تحوّل إلى حالة فنية متفردة، ووسم يرتبط بالإبداع والجرأة والجودة التقنية.
هذا الصعود المتواصل يتعزز مع كل تتويج جديد وحضور لافت في كبرى التظاهرات السينمائية العالمية، لتصبح السينما التونسية أحد أهم روافد الفن السابع في العالم العربي وأكثرها حضورًا وتقديرًا على المستوى الدولي.
لمياء بلقايد قيقة.. تاريخ عريق وكفاءات فنية متميزة
أكدت لمياء بلقايد قيقة، المديرة السابقة للمركز الوطني للسينما والصورة والمديرة الفنية لأيام قرطاج السينمائية، أن السينما التونسية أثبتت جدارتها على المستوى العالمي بفضل تاريخها العريق ومشاركتها المستمرة في مهرجان كان السينمائي، ومن خلال أسماء بارزة مثل عبد اللطيف بن عمار، مفيدة التلاتلي، وفريد بوغدير.
وأضافت أن طفرة الإنتاج بعد الثورة والاهتمام الغربي بالأفلام الجديدة، إلى جانب الدعم الحكومي المستمر، ساعدت على رفع مستوى السينما التونسية لتواكب المعايير العالمية.
وأشارت إلى كفاءات الفنيين التونسيين في مختلف مراحل الإنتاج، وما يميز الأفلام التونسية من جرأة في الطرح وجودة في الأداء والإدارة الفنية.
كما أشارت إلى أهمية الشراكات الإنتاجية مع فرنسا وإيطاليا وصناديق عربية في تعزيز انتشار الفيلم التونسي عالميًا.
محمد علي النهدي.. إرث سينمائي وعمل متواصل
عبّر الممثل والمخرج محمد علي النهدي عن فخره بالتألق المستمر للسينما التونسية، مشيرًا إلى أن نجاح الأفلام التونسية في المهرجانات العالمية يعكس قيمة إنتاجها الفني والمضموني.
وأوضح أن الأفلام التونسية تتميز بتنوع الشكل والأسلوب السينمائي، مع ذكر أسماء بارزة مثل علاء الدين سليم وكوثر بن هنية، ما يثبت حضورًا قويًا في المحافل الدولية.
وأشار النهدي إلى أن هذا النجاح نتيجة جهود أجيال من المخرجين الكبار في الثمانينات مثل عبد اللطيف بن عمار والنوري بوزيد، وشدد على أهمية دور المخرج في جميع مراحل الإنتاج والمهرجانات.
كما كشف عن فيلمه الجديد 'الروندة 13' المقرر عرضه قريبًا في مهرجان عالمي من الفئة 'أ'.
ندى المازني حفيظ.. صوت جريء وهوية وطنية
ترى المخرجة ندى المازني حفيظ أن السينما التونسية نجحت في العقد الأخير بفرض حضورها بقوة على الساحة الدولية، مقدمة صوتًا فنيًا ينبثق من الواقع المحلي ويحمل بعدًا عالميًا ورسالة إنسانية شاملة.
وأشارت إلى أن المخرجين والمخرجات التونسيين استثمروا التحديات السياسية والاجتماعية لإنتاج لغة سينمائية جريئة وصادقة، ما منح الجيل الجديد حرية أكبر وتواجدًا قويًا في المهرجانات الكبرى.
وترى أن هذه الرؤية تعكس الهوية التونسية في مرحلة انتقالية على مفترق إفريقيا والعالم العربي وحوض البحر المتوسط.
طارق الشناوي.. نموذج إبداعي يحتذى به
يرى الناقد المصري طارق الشناوي أن تونس تقدم دائمًا مخرجين موهوبين استثنائيين، ما يجعل السينما التونسية تضيء سماء السينما العربية عالميًا.
وأشاد بالشخصيات السينمائية البارزة مثل كوثر بن هنية وفريد بوغدير والنوري بوزيد ومفيدة التلاتلي، مؤكّدًا أن الأفلام التونسية تقدم قيمة فنية عالية رغم قلة الإنتاج.
وأشار إلى دور الدولة والدعم المشترك مع دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا، والحضور الدائم للجناح التونسي في مهرجان كان، مع أهمية الجمهور التونسي المتفاعل والمتحمس للأفلام، بما في ذلك الأفلام التسجيلية.
واختتم بأن الحالة السينمائية التونسية تمثل نموذجًا إبداعيًا عربيًا رائدًا، وأن المرأة التونسية حققت نجاحات بارزة كمخرجة، مثل مفيدة التلاتلي وفيلمها الخالد 'صمت القصور'.
صعود السينما التونسية.. مسار متكامل
من خلال هذه الشهادات، يتضح أن صعود السينما التونسية لم يكن صدفة، بل نتيجة مسار متكامل يجمع بين الجرأة، الدقة، الدعم المؤسسي، الانفتاح على العالم، لتصبح تونس نموذجًا ناجحًا في تحويل الفن السابع إلى أداة للتأثير والتعبير على المستوى العربي والدولي.