اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٣٠ أيلول ٢٠٢٥
في أحد أحياء طرابلس اللبنانية، نشأ خالد عرب محاطًا بعائلة تحب الحياة، رغم صعوبات الواقع الإقتصادي والإجتماعي. منذ صغره، كان مفتونًا بالعالم الخارجي وبالفرص التي قد يحملها بعيدًا عن حدود مدينته. حلمه كان كبيرًا، لكنه كان يعرف أن تحقيقه يتطلب شجاعة لمغادرة وطنه بحثًا عن مستقبل أفضل.
في العام 2007 اتخذ خالد قراره الصعب: مغادرة لبنان. ترك وراءه عائلته، أصدقاءه، وذكريات الطفولة، لينطلق إلى بلد جديد، مجهول بالنسبة له. يقول خالد اليوم: كانت الأيام الأولى صعبة جدًا… كل شيء كان جديدًا، لكنني كنت أعرف أن الفرص الحقيقية تحتاج لشجاعة.
بدأ خالد بالعمل في مكاتب صغيرة للسفر، حيث كان يتعلم كل شيء من الصفر. من حجز التذاكر إلى تنظيم الرحلات، ومن التعامل مع العملاء إلى معرفة الوجهات السياحية، كان يمتص كل معلومة كأنها كنز ثمين. عن هذه المرحلة يقول: كنت أقضي ساعات طويلة بعد العمل أتعلم كل جديد عن السفر، كل حجز، كل خط رحلة… كنت أريد أن أكون أفضل كل يوم.
ومع مرور الوقت، بدأ جهده يؤتي ثماره. أصبح معروفًا بدقته واهتمامه بالتفاصيل، وبقدرته على التعامل مع كل حالة طارئة بابتسامة وحل سريع. لم يكن النجاح بالنسبة له مجرد مهنة مستقرة، بل رحلة تعلّم مستمرة. يصف خالد تجربته قائلاً: كل مسافر يمر عبر يدي كان درسًا جديدًا… كنت أتعلم من كل موقف، وكيف أحسّن من نفسي.
رحلة خالد لم تكن مجرد نجاح مهني؛ كانت تجربة حياة تعلم فيها الصبر، المثابرة، وقيمة التعلم المستمر. أصبح مثالًا للشباب اللبناني ولكل من يطمح للخروج من محدودية الظروف إلى عالم الفرص، فهو قال الهجرة لم تعني أنني تركت جذوري… بل كانت طريقة لأتعلم وأكبر وأحقق أحلامي.
اليوم، بعد سنوات من الجهد والإجتهاد، يُنظر إلى خالد كشخصية ملهمة في عالم السفر والسياحة. ليس فقط لأنه نجح في مجاله، بل لأنه أظهر أن الطموح والإصرار يمكن أن يحوّلا أي حلم إلى واقع، وأن الإرادة الحقيقية تتجاوز كل الصعاب والعقبات. قصته تبقى رسالة لكل من يسعى وراء أحلامه. لا تتوقف عن التعلم، ولا تستسلم أمام التحديات… كل خطوة صغيرة تقربك من هدفك الكبير.