اخبار لبنان
موقع كل يوم -ام تي في
نشر بتاريخ: ٢٨ أيار ٢٠٢٥
تكاد الاشكالات بين قوات اليونيفيل وأهالي بعض القرى الجنوبية، إن صحّت تسميتهم بالأهالي حصراً، تتحول مسلسلاً أسبوعياً دراماتيكياً، لم يخُطّ كاتب السيناريو نهايته بعد ولا مِن مُخرِج يعمل على إنهائه وحبك آخر مشاهده. اشكالات تتكرر وتتكثف متنقلة بين القرى في منطقة عمل قوات الطوارئ الدولية، بالخلفية نفسها وتبادل الاتهامات ذاتها، حتى يحتار المرء من يُصدق واين تكمن الحقيقة التي لم تعلن يوماً.
جديد الاشكالات وقع قبل الظهر بين دورية مؤللة من قوات اليونيفيل وأهالي من بلدة ياطر في قضاء بنت جبيل، على خلفية دخول دورية اليونيفيل الى احد الاحياء في البلدة، وتطور الاشكال بحسب زعم الاهالي إلى اشهار السلاح من قبل جنود اليونيفيل بوجههم، وعلى الاثر توجهت الى مكان الحادثة قوة من الجيش اللبناني، عملت على حل الاشكال بالتنسيق مع الارتباط في اليونيفيل. فانسحبت الدورية إلى خارج البلدة وتابعت طريقها، فيما نفى الناطق باسم هذه القوات اندريا تيننتي توجيه عناصر اليونفيل اسلحتهم بوجه مجموعة رجال اعترضت دوريتهم. وقال: أنشطتنا تُنسّق مع الجيش اللبناني وأي تدخّل في أنشطتنا غير مقبول.
حوادث تمر حتى الساعة بسلام، باستثناء تلك التي وقعت في العاقبية في 15 كانون الاول 2025 وأدت انذاك الى مقتل الجندي الايرلندي شون روني واصابة 3 اخرين، وأخفق لبنان في محاكمة المتهم بالقتل محمد عيّاد مع آخرين، ما خلّف استياء ايرلنديا لم تمحه السنون الثلاث. فما الذي يضمن عدم تكرار الواقعة السيئة الذكر تلك وتدحرج الاوضاع نحو الاسوأ، بخاصة ان الظروف الامنية والسياسية انقلبت راسا على عقب وما كان ساريا عام 2022 لم يعد كذلك اليوم؟
تبدي اوساط دبلوماسية عبر المركزية خشيتها من ان يؤدي استمرار الاشكالات من دون رادع الى انتكاسة ليس الزمان زمانها، مشيرة الى ان من يفتعلون الاشكالات ليسوا اهالي القرى انما حزب الاهالي وهو ليس الا الوجه الاخر لحزب الله، اذ ان من يتصدون لدوريات قوات الطوارئ هم فعليا عناصر في حزب الله يتلطون خلف ستار الاهالي لتوجيه رسائل مُشّفرة الى من يعنيهم الامر في الخارج، بعدما انكشف الحزب بالكامل وتم تقييد حركته من دون اي قدرة على التحرك في منطقة جنوب الليطاني بفعل اتفاق وقف النار الذي تشرف واشنطن عن تنفيذه.
واذ تؤكد الاوساط ان قضية الاشكالات المتكررة لا بدّ ستثار في مجلس الامن خلال جلسة التجديد لليونيفيل نهاية آب المقبل، تلفت الى ان وفق قرارات مجلس الامن الاخيرة لا تحتاج دوريات اليونيفيل للمواكبة من قبل الجيش اللبناني، واعطيت كامل حرية الحركة عند تحرك دورياتها.
من جهتها، تبدي مصادر سياسية قريبة من الثنائي الشيعي قلقاً ازاء احتمال ان تضغط واشنطن عبر الدول المشاركة في الجلسة من أجل نقل مهمة اليونيفيل في لبنان من الفصل السادس الى السابع من ميثاق الامم المتحدة، بفعل تكاثر الاعتداءات على دورياتها من قبل حزب الاهالي. في حين يسعى لبنان للتجديد لها من دون اي تغيير، خصوصا ان فرنسا التي كانت تدعم موقف لبنان في هذا المجال قبل الحرب الاخيرة، قد تعدل عن هذا الدعم بعدما باتت تشارك مع الولايات المتحدة في الاشراف على تنفيذ اتفاق وقف النار، فيقع المحظور وتحقق اسرائيل مكسباً تسعى اليه، علماً أن التمويل الأميركي للأمم المتحدة والذي يشمل مساهمة كبيرة في ميزانية اليونيفيل قد يلعب دوراً حاسماً في القرار النهائي بشأن التمديد وصيغة المهمة.
ويمنح الفصل السابع، وفقا لتفسير الأمم المتحدة، قوات اليونيفيل صلاحية استخدام القوة عند الضرورة، بدلا من الاكتفاء بالدور السلمي المحدود المنصوص عليه في الفصل السادس.