اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة اللواء
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
كثيرة جداً هي الأفلام - لا سبيل لتسميتها بمسمّيات أخرى - التي تدهشنا بمستواها المتردّي غير المقبول، لكن مموّليها وصانعيها يتصرفون على أن أحداً لم يفهم أو يقدّر ما قدّموه ويعاندون بالإعلان عن شريط آخر ويصوّرون هذا الآخر ويكون أسوأ من الذي سبقه، ورغم خسارتهم يتعاملون مع محيطهم بثقة مصطنعة لأنهم ببساطة يحملون مالاً لم يتعبوا في جنيه، أو هم يبيّضونه في السينما.
هذه الحال موجودة وحاضرة وأمثلتها ساطعة، وكم نتمنى لو أن رؤوس الأموال هؤلاء يشغلون رؤوسهم ويوظفون أموالهم في مشاريع يقودها ناس المهنة ومبدعوها بدل صرف المال على غاربه من دون أي أساس فني محترم. حيث عليهم أن يعرفوا أن دورهم ينحصر في تأمين المال وترك المهمات الأخرى لأصحاب الإختصاص، عندها يبيّضون وجوههم بدل تبييض الأموال فقط خصوصاً وأن الخسارة تقع ولا نجد من يعترف بها.
المعادلة بسيطة ولا بأس من شرحها فما الذي يمنع صاحب المال من وضع ثقته في فنان مخرجاً كان أو كاتب سيناريو، مخضرماً أو حديث التخرّج من جامعة محترمة ليكون هو الرهان منعاً من توظيف الميزانيات المرتفعة في غير مكانها وعلى فاقدي المواهب الذين يتبجحون بمعرفة ليست متوفرة عندهم، وتكون الطامة كبرى عليهم وعلى السينما.
المال للأسف هو كل الحكاية فلولاه لما كان إنتاج من أصله ومعه كل الإحتمالات واردة والمشكلة دائماً في حُسن التوظيف، في وقت تصوّر أفلام عديدة لغايات خاصة عاطفية في الغالب تتقدّم فيها بعض الرخيصات إلى المقدمة لتتحوّل الصورة إلى فضيحة سرعان ما تُطوى أو تُطمر وينام الشريط فوق رفوف المستودعات أو هو يسوّق بالجملة وبأي ثمن بخس.
مشكلة السينا الدائمة هي في دخول الطارئين عليها
أمام أو خلف الكاميرا ولأنها حصيلة عمل جماعي فإن أي خللا في أحد عناصرها يعود بالسلبية على كامل الكيان، لذا فإن المنتج هو العماد الأول الذي يوافق على المشروع برمّته بعد درس جدواه الفنية والإقتصادية منعاً لأي سقوط لا يرحم أحداً لأن مجرد نسبة المشروع الفاشل إلى جهد أي عنصر سيعتبر نقيصة في حقّه، وعلامة سوداء يصعب محوها أو تجاوزها.