اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ٣١ أب ٢٠٢٥
شهدت بلدة الدامور الساحلية جريمة مروّعة، مساء الخميس، حيث قُتل الشاب خليل أبو مراد، المنتسب إلى فوج حرس بيروت، برصاص مسلحين.
ووفق المعلومات، فقد كان خليل يقود سيارته، عندما اعترضه مطلقو النار الذين كانوا في سيارة وعلى متن دراجة نارية.
وقد أصيب خليل لحظة الحادث بجروح بليغة، ونقل إلى المستشفى التركي في صيدا حيث خضع لعملية جراحية، لكنه ما لبث أن فارق الحياة.
وعلى إثر هذه الحادثة التي سببت ضجّة في الدامور وصل إلى حد قطع الطريق استنكاراً من قبل أهل المنطقة، تحركت القوى الأمنية على الفور وبدأت التحقيقات، وراجعت تسجيلات كاميرات المراقبة التي وثقت ما حصل، وتمّ التعرف إلى هوية الجناة وتوقيفهم.
وفي السياق نفسه، صدر عن قيادة الجيش بيان أشار إلى أنّ 'دورية من مديرية المخابرات في منطقة عرمون – عاليه، بتاريخ 29/8/2025، تمكّنت بعد عمليات رصد ومتابعة أمنية من توقيف المواطنَين (م.ت.) ووالده (ص.ت.)، لإقدام الأول على إطلاق النار على المواطن (خ.ا.م.) بتاريخ 28/8/2025 في منطقة الدامور – الشوف، ما أدى إلى مقتله. كما ضُبط السلاح الحربي المستخدم بحوزتهما، وسُلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفَين بإشراف القضاء المختص. وتستمر المتابعة لتوقيف بقية المتورطين'.
جريمة شرف
تداعيات الجريمة لم تقف عند هذا الحد، إذ انتشر (فيديو) لشخص يُدعى صبحي تسابحجي، اعترف فيه أنّ منفّذ الجريمة هو ابنه مصطفى، مبرّرًا الفعل بما وصفه بـ'الدفاع عن الشرف'.
وقال إن ابنته زينب (17 عامًا) تعرّضت لاغتصاب على يد الضحية، موضحًا أنّ الأخير خطفها تحت تهديد السلاح، وأعطاها مادة مخدّرة، واقتادها إلى منزله في الدامور حيث اعتدى عليها بعدما كبّلها بالأصفاد.
وأوضح أنّ العائلة حاولت مرارًا التواصل مع بو مراد لكن هاتفه بقي مقفلًا، فدلّتهم ابنتهم على منزله، عندها، توجّهوا إليه للتفاهم من دون أن يعلم أنّ ابنه كان يحمل بندقية حربية في حقيبته.
وقال تسابحجي إنّ المواجهة بدأت عندما واجه مصطفى الضحية بتهمة الاغتصاب، ليُشهر الأخير سلاحًا بوجهه ما دفعه إلى إطلاق طلقات تحذيرية في الهواء، قبل أن تتطور الأمور إلى إطلاق النار المباشر.
'لا سلاح'.. وبيانات إدانة!
وفق المعلومات الأمنية فإنّه لم يتم العثور على أيّ سلاح في مسرح الجمريمة يعود إلى أبو مراد، ما يطرح تساؤلات حول حقيقة الرواية.
في حين أصدرت عائلة القتيل خليل طانيوس أبو مراد بيانًا جاء فيه:
“إنّ عائلتنا المفجوعة بفقدان ابنها خليل، تؤكّد للرأي العام أنّ ما يُتداول من إشاعات وأخبار ملفّقة، ولا سيما الفيديو الصادر عن “والد” الجاني، هو ادعاءات باطلة وكاذبة لا تمتّ إلى الحقيقة بصلة، هدفها الوحيد تشويه صورة الضحية والتذرّع لتبرير جريمة القتل العمد.
إنّ هذه التصريحات تشكّل استباقًا للتحقيقات القضائية وتضليلًا متعمّدًا للرأي العام، فيما نحن نضع كامل ثقتنا بالأجهزة الأمنية والقضاء اللبناني ليقول كلمته الفصل بعيدًا عن الضغوط والحملات الإعلامية.
لقد كان خليل شابًا خلوقًا وملتزمًا، يشهد له القريب والبعيد بحسن سيرته وسمعته الطيبة. ولن نقبل أن يُغتال مرة ثانية عبر تلفيقات ظالمة، أقلّها الادعاء الملفّق بأنّه كان يحمل سلاحًا لحظة الجريمة، وهو أمر عارٍ عن الصحة.
إنّ عائلة الفقيد تطالب الأجهزة الأمنية والقضائية بكشف الحقيقة كاملة ومحاسبة القتلة، كما تدعو وسائل الإعلام إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والوطنية بعدم الانجرار وراء الشائعات، والالتزام بما يصدر رسميًا عن القضاء.
دم خليل أمانة في أعناق الجميع، وثقتنا بالعدالة لن تهتزّ.”
كما صدر عن بلدية الدامور بيان جاء فيه “بمزيد من الحزن والأسى، وبقلب يملؤه الرجاء بالقيامة، تنعى بلدية الدامور رئيسًا وأعضاءً ابن البلدة الشاب خليل أبو مراد الذي قضى ضحية جريمة شنيعة طالت حياته ظلمًا وعدوانًا.
إنّ المجلس البلدي إذ يعبّر عن استنكاره الشديد لهذه الجريمة النكراء التي هزّت وجدان البلدة وأبنائها، يطالب الأجهزة القضائية والأمنية بإنزال أشدّ العقوبات بالفاعلين ليكونوا عبرة لكل من تسوّل له نفسه الاعتداء على حياة الأبرياء وزعزعة أمن المجتمع.
وإذ نتقدّم من عائلة الفقيد بأحرّ التعازي القلبية، نسأل الله أن يتغمّده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته، وأن يمنّ على ذويه بالصبر والسلوان.
ستبقى الدامور موحّدة بوجه الظلم والجريمة، وذكرى ابنها ستظلّ حيّة في وجدانها.”