اخبار لبنان
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٥
بيروت ـ زينة طباره
قال النائب د.الياس جرادي في حديث إلى «الأنباء»: «تحذير المبعوث الأميركي توماس باراك من سيطرة قوى إقليمية على لبنان وعودته بالتالي إلى بلاد الشام في حال لم تنجح حكومته في سحب سلاح المقاومة ينطوي على ضغوطات معنوية أكثر منه على حقيقة وواقعية ضمن مسلسل المتغيرات العسكرية والجيوسياسية التي شهدتها وتشهدها المنطقة».
وأضاف «تعلم اللبنانيون من التجارب السابقة على مدى عصور وعهود خلت، ان كل ما يتسرب إلى الإعلام لاسيما عن قضم وتفتيت لبنان والمنطقة، يحمل في طياته بذور التحول إلى واقع ملموس، الأمر الذي يتطلب اجتماع اللبنانيين في مساحة مشتركة لقطع الطريق أمام المتحولات ومنع تداعياتها من التسلل إلى الداخل اللبناني».
وتابع طبيب العيون «سواء كان كلام باراك للتهويل وممارسة الضغوط على العهد والحكومة، وهذا الاحتمال الأقرب إلى المنطق والواقعية، أم صادرا عن قناعة اميركية راسخة، ما يعنيني في كلتا الحالتين هو كيفية تحصين لبنان وحماية هويته من التمزق والاندثار، الأمر الذي لن يتحقق الا بتعاضد الأفرقاء اللبنانيين من دون استثناء وتوافقهم على كلمة سواء من شأنها تحصين الهوية اللبنانية كمدخل رئيس إلى بناء جمهورية حقيقية كاملة الاوصاف».
وتابع «الجميع يريد لبنان دولة قوية قادرة، والكل دافع ويدافع عنه انما من وجهة نظر مختلفة بين فريق وآخر. لكن أمام المتغيرات الجيوسياسية الحاصلة في المنطقة لابد من تغيير الوسائل في سبيل الحفاظ على لبنان الـ 10452 كيلومترا مربعا. لبنان الدولة الحقيقية التي وحدها تحمي وتبني».
وقال في السياق نفسه «المسألة الأم والأبرز تتمحور اليوم حول سحب سلاح المقاومة، اذ لا يمكن بناء الطابق الاول في العمارة اللبنانية وما فوقه من طوابق قبل إنشاء القواعد والركائز والأساسات. وهذا يعني انه علينا كلبنانيين مسؤولين أمام الله والشعب والتاريخ إعادة بناء الثقة أولا بين مختلف المكونات اللبنانية، بما يطمئن كل منها إلى مكانتها ودورها وحضورها في المعادلة اللبنانية، لاسيما بعد ان سقط مفهوم المحاور والساحات نتيجة المتغيرات التي شهدها لبنان وشهدتها المنطقة الإقليمية. وبالتالي فإن المطلوب من الجميع وقف الخطاب الاستفزازي بما يشجع العودة إلى الدولة حيث الحضن الدافئ لكل الفئات والشرائح اللبنانية على اختلاف انتماءاتها السياسية والطائفية والمذهبية».
ومضى بالقول «الآتي إلى المنطقة سيكون مخيفا ان لم نتوحد بالهوية اللبنانية وتحت سقف الدولة والمؤسسات. وبالتالي علينا كلبنانيين عقلاء ان نتوخى مخاطره وتداعياته، من خلال بناء وحدة داخلية غير مسبوقة لا تهز ركائزها لا عواصف خارجية ولا متغيرات اقليمية. وعلى اصحاب الفكر الكانتوني المتماهي مع ما يرسم للمنطقة من مشاريع ومخططات والمرفوض من قبل السواد الاعظم من اللبنانيين، ان يعوا ويتيقنوا أن انهيار سقف الهيكل لن يكون فوق فريق معين بمعزل عن بقية الأفرقاء. وبالتالي لن تسلم رؤوسهم، كما رؤوس كل اللبنانيين، من الانسحاق تحت الحطام والدمار، اللهم اني بلغت».
وختم جرادي قائلا «نحن اللبنانيين سنكون عكاز العهد في قيادة لبنان نحو الدولة القوية والموحدة والمحايدة، شرط ان ينطلق بالاتجاه الصحيح والقويم المبني على الوحدة الوطنية والحوار الجامع والمبدد للهواجس والمخاوف. وعلى حكومة الرئيس نواف سلام بالتوازي ان تواجه المرحلة الراهنة على تعقيداتها ومخاطرها بحكمة وبصيرة وطنية، من خلال وضع خارطة طريق تقود اللبنانيين إلى المخرج الآمن من النفق المظلم، لاسيما فيما يتعلق بالاستدانة من الخارج. وأخشى محاولة إغراق لبنان في مزيد من الديون الخارجية استكمالا للسياسة المنظمة التي بخرت أموال المودعين».