اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
كتبت حسناء سعادة:
يُخصص مجلس الوزراء يوم الاثنين جلسته لمناقشة عشرة بنود ابرزها خطة الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة.
خطوة حصر السلاح قد تبدو بديهية في أي دولة طبيعية في العالم كله، لكنها في لبنان تأخذ أبعاداً معقدة، ترتبط بالسياسة والطائفية والواقع الإقليمي والاهم بالانتهاكات الاسرائيلية اليومية والمسيّرات التي تنتقي بأريحية من تغتاله وما تدمره وما تحرقه وسط سكوت مريب من اركان الدولة فلا استنكار ولا شكوى امام مجلس الامن ولا طلقة واحدة لحفظ ماء الوجه لا اكثر ولا اقل.
من حيث المبدأ، لا يختلف اثنان على أن اللبنانيين بكل اطيافهم يتطلعون إلى دولة واحدة تحتكر القوة الشرعية والى سلاح واحد لا سلاحين، فشعار “لا سلاح إلا سلاح الدولة” يجمع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، ليس فقط على مستوى الخطاب بل واقعياً وعملياً لكن الإشكالية الكبرى تبقى في الضمانات: كيف يمكن ذلك والعدو لم يلتزم حتى الان بأي بند من بنود وقف اطلاق النار، فيما لبنان يلتزمه بالكامل، اذ ان حزب الله واهل الجنوب يعيشون حالة من ضبط النفس والصبر، الله وحده يعلم الى متى ستدوم، وهم يرون الجيش الاسرائيلي يحرق ارضهم ويدمر منازلهم ويغتال اولادهم من دون اي ردة فعل رسمية ما يفقدهم الثقة تباعاً بقدرة الدولة على ردع العدو المتربص بهم.
الجيش سيعرض خطته وما نفذ منها يوم الاثنين المقبل حيث تشير المصادر “لسفير الشمال” الى ان القسم الاكبر منها تم تنفيذه فيما القسم المتبقي يحتاج الى دعم اساسي لا زال وعوداً وحبراً على ورق.
لا شك في أن الجيش اللبناني يحظى بإجماع وطني نادر، وهو المؤسسة الوحيدة القادرة على حمل هذا الملف. لكن السؤال: هل بإمكان الجيش بتجهيزاته الحالية التصدي لعدو مجهز بأحدث المعدات وتكنولوجيا حربية وأسلحة ذكية وأين الضمانات الدولية بعدم تذرع اسرائيل بألف سبب وسبب لاجتياح لبنان كما فعلت سابقاً؟ والضمانات هنا لا تكون بالشعارات، بل بتأمين الموارد والغطاء الكامل له كي لا يُترك وحيداً في المواجهة، وهذه الضمانات تحتاج إلى شبكة أمان خارجية تحمي أي قرار من أن يتحول إلى شرارة صراع والقفز في المجهول.
في المحصلة جلسة مجلس الوزراء يوم الاثنين في اول ثلاثة بنود على جدول اعمالها يتربع موضوع اضاءة صخرة الروشة وطلب وزير الداخلية حل جمعية رسالات الى خطة حصر السلاح وهي بنود تطال جهة لبنانية واحدة مخنوقة باستشهاد قادتها فبالله عليكم لماذا تشديد الخناق عليها، وما فائدة ذلك غير توليد شعور لدى طائفة بأكملها بأنها مستهدفة؟..