اخبار سوريا
موقع كل يوم -الوطن
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
شهد سعر صرف الدولار انهياراً كبيراً بعد إعلان رفع العقوبات عن سوريا، وتم تداول وقوع إصابات صحية ببعض الأشخاص نتيجة لهذا الانخفاض السريع المفاجئ، والذي بلغ حوالي 31 % في السوق الموازية بمتوسط 8600 ليرة للدولار الواحد.
أستاذ الاقتصاد في جامعة حلب حسن حزوري أوضح أن الانخفاض الحاد في سعر صرف الدولار بعد إعلان رفع العقوبات لا يعود فقط إلى مبررات اقتصادية حقيقية، بل يتداخل فيه عامل نفسي كبير يُستغل من قبل المضاربين.
وقال في حديثه للوطن: 'المبررات الاقتصادية الممكنة (واقعية لكن غير فورية) فرفع العقوبات يمكن أن يعزز الثقة بالاقتصاد السوري ويعني إمكانية تدفق الأموال والاستثمارات مستقبلاً، إضافة إلى توقعات تحسن القطاع المصرفي والتحويلات من الخارج، ما قد يؤدي فعلياً إلى زيادة العرض من الدولار لاحقاً.'
وأضاف: 'هذه مؤشرات إيجابية، لكن أثرها الحقيقي يحتاج وقتاً (أسابيع أو حتى شهور).'
وعن العامل النفسي والمضاربة، قال أستاذ الاقتصاد: 'إعلان سياسي ضخم مثل هذا يخلق موجة تفاؤل مفاجئة، كما أن المضاربين يقومون بضخ كميات من الدولار في السوق لخفض السعر بشكل مصطنع، بهدف إشاعة أن الليرة تعافت'، مضيفاً: 'وبعد أن يبيع المواطنون الدولار بسعر منخفض خوفاً من مزيد من الانخفاض، يقوم المضاربون بشراء الدولار بسعر أرخص لتحقيق أرباح كبيرة.'
ورأى حزوري أن هذا النوع من التلاعب لا يعكس أساساً اقتصاديّاً متيناً، بل هو استغلال مباشر للعامل النفسي، والدليل على ذلك أن سعر الصرف انخفض من 11 ألف ل.س صباحاً يوم الثلاثاء 13 أيار إلى ما دون 8000 ل.س بعد إعلان رفع العقوبات، وبلغ سعر الإغلاق مساء الثلاثاء 8 آلاف ل.س. اليوم صباح الأربعاء أعيد افتتاح سعر الصرف بسعر 8700 ل.س، وهذا دليل على دور المضاربين في ذلك.
وفي ظل هذه الظروف غير المستقرة، اقترح حزوري بعض التوصيات العملية والواقعية للتصرف الأفضل كمواطن أو مستثمر في مواجهة انخفاض سعر الدولار المفاجئ، ووجه النصيحة، وقال: كمواطن عادي أو مدخر 'لا تتسرع في بيع ما تملكه من دولار، ولا تندفع لبيعه خوفاً من مزيد من الانخفاض، لأن السعر الحالي قد يكون مؤقتاً ومرتبطاً بالمضاربة وليس بعوامل اقتصادية حقيقية وثابتة، مع ضرورة متابعة السوق يومياً لكن بحذر، ومراقبة حركة السعر، لكن تذكر أن الانخفاضات المفاجئة غالباً ما تتبعها 'قفزات' معاكسة حين ينتهي تأثير العامل النفسي.'
وأضاف: 'قسّم مدخراتك فمن الأفضل توزيع ما تملكه بين الليرة، الدولار، والذهب، بحيث لا تكون عرضة لتقلب مفاجئ في جهة واحدة، وتجنب الدخول في سوق المضاربة، فالمضاربة اليومية بالدولار قد تبدو مغرية لكنها تحمل مخاطرة كبيرة وقد يستخدمها الكبار ضد الصغار.'
محمد راكان مصطفى