لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ١٤ أيار ٢٠٢٥
يثير تجعد الأصابع عند تعرضها للماء فضول الكثيرين. من هنا، سعى فريق من العلماء من خلال بحث معمق لكشف المزيد عن هذه الظاهرة المدهشة.
قام الباحثون بتجنيد ثلاثة متطوعين وطلبوا منهم نقع أصابعهم في الماء لمدة نصف ساعة. وقد أظهرت الصور الملتقطة أن أنماط التجاعيد المميزة، التي تتكون من قمم ووديان متعرجة، تكررت بشكل ملحوظ عند نقع أصابع المتطوعين مرة أخرى بعد مرور 24 ساعة.
ما تفسير الظاهرة؟
تفسير هذه الظاهرة يكمن في تفاعل الماء مع الجلد. فعندما يتغلغل الماء عبر قنوات العرق المفتوحة إلى الطبقة الخارجية من الجلد، فإنه يؤدي إلى انخفاض تركيز الأملاح فيها. تستشعر الألياف العصبية هذا التغيير وترسل إشارات إلى الدماغ، الذي بدوره يحفز انقباضا تلقائيا للأوعية الدموية الدقيقة الموجودة في الجلد.
وعندما تنكمش هذه الأوعية، فإنها تسحب معها سطح الجلد، مما يؤدي إلى ظهور التجاعيد المميزة على الأصابع وأصابع القدمين.
التجاعيد تتشكل بنفس النمط كل مرة
يشير الباحثون إلى أن الأوعية الدموية في الجلد تحتفظ بمواقعها بشكل كبير، فهي تتحرك قليلا نسبيا ببعضها البعض. وهذا الثبات النسبي هو ما يفسر تشكل التجاعيد بنفس النمط المتكرر عند تعرض الأصابع للماء. وقد أكدت نتائج الدراسة هذا الاستنتاج.
مميزات وعيوب
لكن هذا التجعيد ليس مجرد تأثير جانبي عشوائي، بل يحمل فائدة وظيفية مهمة. فقد تبين أن هذه التغيرات الشكلية في الجلد تمنحنا ميزة واضحة في الظروف الرطبة، حيث تعمل الأخاديد والنتوءات المؤقتة على زيادة الاحتكاك وتحسين قدرتنا على الإمساك بالأشياء المبللة أو المشي على الأسطح الرطبة بثبات أكبر.
ومع أن هذه التجاعيد تمنحنا قوة إمساك فائقة في الظروف الرطبة، إلا أن بقاءها دائما قد لا يكون مفيدا. يشتبه الباحثون في أن وجود هذه التجاعيد بشكل دائم قد يقلل من حساسية الأصابع للمس أو يجعلها أكثر عرضة للإصابات.
وقد كان الاعتقاد السائد سابقا هو أن انتفاخ الجلد عند تعرضه للماء هو السبب في ظهور التجاعيد، لكن دراسة أجريت عام 2016 كشفت أن الجلد يحتاج إلى الانتفاخ بنسبة لا تقل عن 20% لحدوث ذلك.
هل تظهر التجاعيد لدى كل البشر؟
وجدت أبحاث سابقة أن الأشخاص الذين يعانون من تلف الأعصاب في أصابعهم لا تظهر لديهم هذه التجاعيد عند تعرضهم للماء، مما دفع العلماء إلى مزيد من البحث في الآليات العصبية المشاركة في هذه الظاهرة.
ويضيف الباحثون 'لقد سمعنا أن التجاعيد لا تتكون لدى الأشخاص الذين يعانون من تلف العصب المتوسط في أصابعهم. وقد أكد أحد طلابي هذه المعلومة، حيث أنه يعاني من هذا النوع من التلف، وعندما قمنا باختبار أصابعه عند تعرضها للماء، لم تظهر أي تجاعيد'.
تحمل هذه التفاصيل الدقيقة أهمية في مجال الطب الشرعي. فعلى سبيل المثال، فهم كيفية تشوه جلد الأصابع بعد التعرض المطول للماء يمكن أن يساعد في التعرف على الجثث في حالات الكوارث الطبيعية التي تتضمن التعرض للماء لفترات طويلة.
وبذلك، يمكننا الآن إضافة 'طوبولوجيا التجاعيد' إلى مجموعة الأنماط الثابتة التي تميز جلدنا، جنبا إلى جنب مع بصمات الأصابع والخطوط المخفية التي يمتلكها كل واحد منا.