اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة مصدر الإخبارية
نشر بتاريخ: ١ تموز ٢٠٢٥
وكالات – مصدر الإخبارية
تُجري الولايات المتحدة 'محادثات أولية' مع إسرائيل وسورية حول اتفاق أمني محتمل بين الجانبين، بحسب ما نقل المراسل السياسي لموقعي 'واللا' الإسرائيلي و'أكسيوس' الأميركي، عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، مساء الإثنين.
وقال مسؤول أميركي إن 'المحادثات ما تزال في مراحلها المبكرة للغاية'، مشددا على أنها تُجرى حاليًا مع 'جهات سورية من مستوى أدنى من الرئيس السوري أحمد الشرع'، مشددًا على أن 'لا نقاش في الوقت الراهن بشأن قمة على مستوى الزعماء'.
وأضاف أن 'الاختراقات الدبلوماسية تشبه تقشير البصل – نزيل طبقة تلو الأخرى'. وتابع: 'الرئيس دونالد ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو يدعمان بقوة (التقدم في المسار الدبلوماسي بين إسرائيل وسورية)، وفرقنا تعمل بشكل جيد'.
وصرح مسؤول أميركي رفيع المستوى بأن المحادثات الأميركية مع الجانب السوري 'هادئة للغاية وتمهيدية'؛ وسط ترجيحات بأن لا يشكل الاتفاق تطبيع علاقات كامل للعلاقات، وإنما 'ضمانات أمنية والتزامات بالعمل ضد أنشطة إرهابية وتموضع إيران' في سورية.
ولفت التقرير إلى أن 'أي اتفاق بين إسرائيل وسورية – الدولتين المُعاديتين اللتين خاضتا حروبًا عديدة – سيكون إنجازًا دبلوماسيًا هامًا لإدارة ترامب'. وبينما تُفضل الولايات المتحدة نهجًا تدريجيًا يُسهم في بناء علاقات بين الجانبين، تُريد إسرائيل أن تعرف مسبقًا أنه في نهاية العملية سيكون هناك اتفاق مع سورية يشمل التطبيع الكامل، وفقًا لمسؤول إسرائيلي.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن الاتفاق ممكن، 'لكن هناك حاجة إلى وقت إضافي للتوصل إليه'، على حد تعبير أحدهم، الذي أضاف: 'نأمل أن تعمل إدارة ترامب بشكل أكثر حزمًا لدفع هذا المسار قدمًا'، وشدد مسؤول إسرائيلي على أن 'التوصل إلى اتفاق مع سورية 'ليس وشيكًا' وأن تحقيقه سيستغرق وقتًا.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل وسورية أجريتا اتصالات مباشرة عبر أربع قنوات على الأقل، تشمل مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، ورئيس جهاز الموساد دافيد برنياع، ووزير الخارجية غدعون ساعر، الذين يجرون محادثات سياسية وإستراتيجية، بالإضافة إلى اتصالات يومية بين ضباط الجيش الإسرائيلي وجهات أمنية سورية بهدف التنسيق التكتيكي.
وفي السياق، أبلغ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، المبعوث الأميركي إلى سورية، توم باراك، خلال زيارته إلى إسرائيل مطلع حزيران/ يونيو، بأنه معني ببدء مفاوضات بشأن 'اتفاق أمني جديد مع الحكومة السورية الجديدة'، على أن تلعب واشنطن دور الوسيط.
ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن هدف نتنياهو هو التوصل إلى سلسلة تفاهمات تبدأ بتحديث اتفاق فك الاشتباك من عام 1974، وتوسيعه ليشمل تعديلات تطالب بها إسرائيل، وتنتهي باتفاق سلام بين الجانبين.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم يسعون إلى دور أميركي أكثر فاعلية في الوساطة، معتبرين أن ذلك قد يشكّل 'حافزًا أقوى' للإدارة السورية للذهاب إلى التوصل لاتفاق. وذكر مسؤولون في إسرائيل والولايات المتحدة أن المبعوث الأميركي، باراك، تواصل مع الحكومة السورية بعد زيارته إلى إسرائيل، لبحث إمكانية فتح محادثات بين الجانبين بوساطة أميركية.
وذكر التقرير أنه بعد سقوط نظام الأسد، ردّت إسرائيل بموجة من الهجمات الجوية التي دمّرت بشكل منهجي ما تبقى من الجيش السوري ومنظومات الدفاع الجوي والصواريخ، كما سيطرت على المنطقة العازلة بين البلدين وعلى أراضٍ داخل سورية، من بينها الجانب السوري من جبل الشيخ. وشدد مسؤولون إسرائيليون على أن هذه المناطق تُستخدم كورقة ضغط في المفاوضات، وأن الانسحاب منها لن يتم إلا مقابل 'سلام كامل وتطبيع شامل'.
ترامب يوقّع مرسومًا برفع العقوبات عن سورية
ورفع الرئيس الأميركي العقوبات المفروضة على سورية رسميا، مساء الإثنين، عبر التوقيع على مرسوم رئاسي خاص بهذا الشأن؛ علما بأن ترامب كان قد أعلن رفع معظم العقوبات المفروضة على سورية في أيار/ مايو الماضي، استجابة لمناشدات من السعودية وتركيا.
وأبقت الولايات المتحدة على العقوبات المفروضة على عناصر النظام السوري السابق، ومن بينهم رئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، الذي فر إلى روسيا أواخر العام الماضي، إثر سيطرة فصائل المغارضة المسلحة بقيادة الشرع على دمشق.
ورحّب وزير الخارجية السوري، أحمد الشيباني، بقرار ترامب إلغاء الجزء الأكبر من العقوبات المفروضة على سورية، واصفًا القرار بـ'التاريخي' وأكد أنه 'يمثل نقطة تحول مهمة من شأنها أن تُسهم في دفع سورية نحو مرحلة جديدة من الازدهار والاستقرار والانفتاح على المجتمع الدولي'، وذلك في منشور عبر منصة 'إكس'، مساء الإثنين.
وأضاف الشيباني أن رفع هذا 'العائق الكبير أمام التعافي الاقتصادي' يفتح الباب أمام مشاريع إعادة الإعمار وتنمية البنى التحتية الحيوية، بما من شأنه أن يوفّر الظروف الملائمة لعودة 'آمنة وكريمة' للمهجرين السوريين إلى وطنهم.
وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، بشأن التطورات: 'لا يمكنني التعليق على المحادثات بين إسرائيل وسورية، ينبغي التوجه إلى الدول المعنية'، لكنها أضافت: 'ما يمكنني قوله هو أن الرئيس ترامب سيوقع اليوم على مرسوم لوقف العقوبات الأميركية المفروضة على سورية، في إطار الجهود لدعم الاستقرار والسلام هناك'.
وأوضحت أن القرار سيؤدي إلى رفع العقوبات عن سورية، مع الإبقاء على العقوبات المفروضة على الرئيس السابق للنظام البائد في سورية، بشار الأسد، وداعميه.
وأبرز التقرير أن من المسائل الخلافية الأساسية في أي مفاوضات مستقبلية ستكون مسألة الجولان، التي تطالب بها سورية منذ عقود. وكان ترامب قد اعترف في ولايته الأولى بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، وهو اعتراف لم تتراجع عنه إدارة بايدن، فيما لم تُصدر الحكومة السورية الجديدة موقفًا واضحًا حيال ذلك حتى الآن.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، ساعر، قد صرّح، الإثنين، بأن لإسرائيل مصلحة في اتفاق مع سورية، لكنه شدد على أن 'مرتفعات الجولان ستبقى جزءًا من إسرائيل في أي اتفاق مستقبلي'.
وبحسب التقرير، فإن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، المقرّب من نتنياهو، يجري هذا الأسبوع محادثات في واشنطن مع مسؤولين في البيت الأبيض، ومن المتوقع أن يكون الاتفاق مع سورية من المواضيع الأساسية على جدول الأعمال. كما يُتوقع أن يسافر نتنياهو الأسبوع المقبل إلى واشنطن للقاء الرئيس ترامب، حيث ستُطرح قضية سورية خلال الاجتماع.