اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة مصدر الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
أوصى أعضاء المفوضية الأوروبية، مساء الإثنين، بتعليق تمويل عدد من الشركات الناشئة الإسرائيلية العاملة في مجالات تكنولوجية ذات استخدامات عسكرية محتملة، ومنعها من المشاركة في برنامج المنح البحثية الأوروبي 'هورايزون أوروبا'، في خطوة غير مسبوقة جاءت استجابة لمؤشرات متزايدة على تورط إسرائيل في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في قطاع غزة والضفة الغربية.
التوصية، التي جاءت بمبادرة من هولندا وبدعم من مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد، كايا كالاس، تطال الشركات الناشطة في مجالات السايبر والذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة. ولن تدخل حيز التنفيذ إلا بعد مصادقة مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عليها بـ'أغلبية خاصة'، وفق ما أكدت مصادر أوروبية مطلعة.
وبررت المفوضية الأوروبية قرارها بأن إسرائيل 'تخرق اتفاقية الشراكة' التي تربطها بالاتحاد الأوروبي، والتي تنص صراحة على احترام مبادئ حقوق الإنسان كأساس للتعاون. وقالت المفوضية في بيانها إن انتهاكات إسرائيل في غزة والضفة تجاوزت 'الخطوط الحمراء الأخلاقية والقانونية' بحسب تقارير رسمية ودولية.
وفي أول رد رسمي، اعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن أي خطوة من هذا النوع تمثل 'انحيازًا لحماس' و'تضرّ بفرص التوصل إلى وقف إطلاق نار واتفاق لتحرير الرهائن'. وأضاف البيان أن إسرائيل 'ستسعى لإفشال اعتماد القرار في المجلس الوزاري الأوروبي ولن ترضخ للضغوط التي تمسّ بمصالحها السيادية'.
وتشير بيانات حديثة إلى أن إسرائيل بدأت بالفعل تشعر بتداعيات هذا التوجه الأوروبي. فقد فاز 9 باحثين فقط من أصل 100 طلب بمنح في الجولة الأخيرة من برنامج 'هورايزون أوروبا'، مقارنة بنسبة قبول بلغت 29% في السنوات السابقة، ما وصفته مؤسسات بحثية بـ'مقاطعة أكاديمية صامتة'.
وأعربت أوساط أكاديمية إسرائيلية عن قلق بالغ من القرار، إذ حذّر 'المجمع الوطني الإسرائيلي للعلوم والآداب' من أن هذه الإجراءات 'تهدد مستقبل التعاون العلمي الإسرائيلي-الأوروبي'. وأكد رئيس المجمع، البروفيسور دافيد هرئيل، أن المسّ بالعلم هو 'ضربة مباشرة للأدوية، والاستجابة المناخية، والتقدّم التكنولوجي'، داعيًا الأوروبيين لاستهداف من 'يُشاركون مباشرة في الانتهاكات، لا المؤسسات الأكاديمية ككل'.
ويأتي هذا التصعيد الأوروبي بعد شكاوى متكررة من دول أوروبية رئيسية، بينها فرنسا وهولندا وإسبانيا، بأن إسرائيل لا تفي بتعهداتها بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وخلال اجتماع سفراء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي في بروكسل، طُلب من المفوضية وضع 'خيارات ضغط ملموسة'، وهو ما أسفر عن التوصية الأخيرة.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تشارك في برامج البحث الأوروبي منذ عام 1996، وقد شاركت في آلاف المشاريع، مما جعل 'هورايزون أوروبا' واحدًا من أهم مصادر التمويل العلمي للجامعات والمؤسسات الإسرائيلية.
اقرأ/ي أيضاً: المفوضية الأوروبية: استخدام المساعدات كأداة حرب محظور بموجب القانون الدولي الإنساني