اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٢ تموز ٢٠٢٥
كتب: الصحفي رمضان ابو سكران
في شوارع غزة المحاصرة، لا تحتاج أن تسأل عن الجوع، يكفي أن تنظر إلى وجوه الناس، إلى الأطفال الذين يفتشون بين ركام البيوت عن بقايا طعام، إلى الأمهات اللواتي يحضن أولادهن بأذرع مرتجفة، وإلى كبار السن الجالسين على الأرصفة بعيون شاحبة، يراقبون المارة بصمتٍ موجع.
الوجبات الساخنة أصبحت ذكرى. رغيف الخبز حلم، وكوب الشاي يُحضّر إن توفّر بعض الحطب أو بقايا الكرتون. في كل زقاق، تسمع نفس الهمس: 'هل سمعتم؟ قالوا ربما هناك تهدئة قريبة.'
الناس لا تنتظر التهدئة فقط لإنهاء القصف، بل ليبدأوا في البحث مجددًا عن الحياة، عن لقمة تسد جوعهم، عن أمل يُخرجهم من دوامة الخوف والمجاعة.
الأسواق شبه خالية، والمواد الأساسية إن وجدت فهي بأسعار لا يقدر عليها أحد. لا عمل، لا دخل، لا طحين، لا ماء نظيف. ومع كل هذا، تظل العيون مرفوعة نحو السماء أو صوب مذياع أو هاتف.. ربما تحمل الأخبار خبراً يطفئ نارًا في البطون قبل القلوب.
في غزة اليوم، الجوع ليس مجرد حالة جسدية، بل حالة جماعية يعيشها كل من بقي، وصار انتظار إعلان 'التهدئة' أقرب لأن يكون إعلان حياة، أو على الأقل، فرصة لصنع وجبة بسيطة وسط هذا الحصار المميت.