اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ٦ تموز ٢٠٢٥
يرى الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة أن ما يُروَّج له حاليًا تحت مسمى 'المنطقة الإنسانية' جنوب قطاع غزة، لا يُعدّ مبادرة إنسانية بقدر ما هو وجه جديد لمشروع الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، تُغلفه حكومة بنيامين نتنياهو بطابع مدني وإغاثي لتسويقه دوليًا، بينما يُخفي في جوهره نوايا استعمارية متجددة.
ويشير عفيفة إلى أن القطاع أمام محاولة منهجية لرسم خريطة سيطرة غير مباشرة، تُنفّذ من خلال أدوات محلية وتُغطّى بخطاب إنساني مضلل، يُراد منه التخفيف من حدة الاعتراض الدولي وتسهيل تمرير المشروع.
ويلفت إلى أن المنطقة المزمع إنشاؤها، والتي تمتد من جنوب محور موراج وحتى الحدود المصرية، تُصمّم لتكون شريطًا أمنيًا مغلقًا، يحمي مجموعات محلية عميلة تنشط بتنسيق مع الاحتلال، في نموذج يُعيد إلى الأذهان تجارب سابقة مثل 'جيش لحد' في جنوب لبنان، لكن هذه المرة بثوب مدني وإغاثي.
ويحذّر الكاتب من أن خطورة هذا النموذج تكمن في كونه لا يُطرح كمخطط للفصل أو التقسيم، بل يُقدَّم كـ'ملاذ آمن' للمدنيين، بينما هو في الحقيقة نقطة ارتكاز لفلسفة أمنية إسرائيلية تسعى لتفكيك النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وتحويل بعض الفئات إلى أدوات ضبط داخلية تؤدي مهام مزدوجة – إنسانية وأمنية في آن واحد.
ويؤكد عفيفة أن ما يُطرح اليوم ليس مجرد خريطة طارئة، بل مشروع سياسي طويل الأمد، يهدف إلى إعادة هيكلة القطاع بما يضمن بيئة آمنة للاحتلال خالية من المقاومة، وتدار من الداخل بأيدٍ فلسطينية ترتبط وظيفيًا بمنظومة الاحتلال.
ويختتم بالقول: 'المعركة لم تعد محصورة في مواجهة الاحتلال المباشر، بل باتت أكثر تعقيدًا وخطورة، فهي معركة على الوعي، والهوية، والسيادة.'