لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
النجاة من النوبة القلبية لا تعني بالضرورة انتهاء الخطر، بل هي بمثابة جرس إنذار يمنحك فرصة ثانية لإعادة النظر في نمط حياتك. فكثيرون حول العالم تعرضوا لأزمة قلبية ونجوا منها، لكن من دون إدراك أن احتمالية الإصابة بنوبة قلبية ثانية تظل قائمة ما لم يتم إجراء تغييرات حقيقية في نمط الحياة اليومي.
فالأعراض قد تكون خادعة، ولا يمكن للشخص العادي تمييزها بسهولة، مما يجعل الوقاية من الأزمات القلبية أولوية قصوى.
عادات صحية تحميك من تكرار الأزمة القلبية
بعد النجاة من نوبة قلبية، يبدأ التحدي الحقيقي في منع تكرارها. يؤكد الدكتور سورابه ديشباندي، استشاري أمراض القلب في مستشفى Jaslok للأبحاث، أن هناك 8 عادات صحية أساسية تُحدث فرقا كبيرا في الوقاية من النوبات القلبية، ويطلق عليها اسم: 'أساسيات الحياة الثمانية'.
1. التغذية الذكية: ابدأ من مطبخك
النظام الغذائي يلعب دورا محوريا في الوقاية من أمراض القلب، ويُعد من أهم العوامل التي تحد من خطر تكرار النوبة القلبية.
ينصح الأطباء باتباع نظام غذائي متوازن يشمل الحبوب الكاملة، الخضراوات والفواكه الطازجة، والبروتينات النباتية مثل البقوليات وفول الصويا، إلى جانب الأسماك المشوية أو المطهية بطرق صحية.
في المقابل، يُنصح بتجنب الأطعمة المصنعة والدهون المتحولة، مع الحد من السكريات المضافة والمشروبات المحلاة التي ترفع من مستويات الالتهاب وتؤثر سلبا على صحة القلب.
2. الحركة اليومية
ممارسة النشاط البدني بانتظام تسهم بشكل كبير في تعزيز صحة القلب وتقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية ثانية.
يوصي الخبراء بـ 150 دقيقة من التمارين المعتدلة أسبوعيا، مثل المشي السريع، ركوب الدراجة، أو أي نشاط يساعد على تحريك الجسم وتحسين الدورة الدموية.
وللأشخاص الذين يتعافون من أزمة قلبية، من الأفضل البدء تدريجيا وببطء، ويفضل أن يكون ذلك ضمن برنامج متخصص يُعرف باسم 'إعادة التأهيل القلبي'، والذي يتم تحت إشراف طبي لضمان الأمان والفعالية.
3. وداعا للتبغ
إذا كنت لا تزال تستخدم السجائر التقليدية، أو الإلكترونية، أو أي وسيلة تحتوي على النيكوتين، فقد حان الوقت لاتخاذ القرار الأهم: الإقلاع التام عن التبغ.
فالتدخين يعد من أخطر عوامل الخطر لأمراض القلب؛ إذ يؤدي إلى تضييق الشرايين وزيادة ضغط الدم؛ ما يرفع بشكل كبير احتمالية الإصابة بنوبة قلبية.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، يتسبب التدخين في وفاة أكثر من مليون شخص سنويا بسبب أمراض القلب المرتبطة به.
4. نوم عميق
لا يقتصر تأثير قلة النوم على الحالة النفسية والمزاج، بل يمتد ليؤثر بشكل مباشر على صحة القلب. يؤكد الأطباء أهمية الحصول على 7 إلى 9 ساعات من النوم العميق يوميا، لدعم وظائف القلب.
وتُعد اضطرابات النوم مثل الأرق وانقطاع التنفس أثناء النوم من العوامل التي قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة التوتر على عضلة القلب؛ ما يضاعف احتمالية التعرض لنوبة قلبية.
5. الحفاظ على وزن صحي
الوزن الزائد لا يؤثر فقط على المظهر الخارجي، بل يُشكّل عبئا حقيقيا على القلب ويزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدموالسكري من النوع الثاني، وهما من أبرز عوامل الخطر المؤدية إلى النوبات القلبية.
6. التحكم بالكوليسترول
الكوليسترول ليس عدوا مطلقًا، بل عنصر ضروري للجسم إذا بقي ضمن المعدلات الطبيعية. لكن عند ارتفاع الكوليسترول الضار (LDL)، تبدأ الترسبات بالتراكم داخل الشرايين التاجية؛ ما يزيد من خطر تكرار النوبة القلبية بشكل كبير.
في المقابل، يُعتبر الكوليسترول الجيد (HDL) خط الدفاع الأول عن القلب، حيث يساعد في إزالة الكوليسترول الضار من مجرى الدم.
7. مراقبة مستوى السكر في الدم
يُعد السكري من أخطر العوامل المرتبطة بزيادة احتمال الإصابة بـأمراض القلب والنوبات القلبية.
للوقاية، من الضروري الحفاظ على مستويات السكر ضمن المعدلات الطبيعية، خاصة من خلال مراقبة فحص HbA1c الذي يُظهر متوسط السكر في الدم خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
8. ضبط ضغط الدم
يُعرف ارتفاع ضغط الدم بـ'القاتل الصامت'؛ لأنه قد يتطور من دون أعراض واضحة، لكنه يُشكل خطرا حقيقيا على القلب وقد يؤدي إلى نوبة قلبية مفاجئة.
لا تهمل الدواء: التزامك يحميك من الانتكاسة
وسط كل التغييرات الصحية ونمط الحياة الجديد، يبقى الالتزام بالأدوية الموصوفة من الطبيب أمرًا لا يقبل التهاون. سواء كانت مضادات للتجلط، أو منظمات لضغط الدم، أو علاجات للسكري والكوليسترول، فإن التوقف عنها من دون استشارة طبية قد يؤدي إلى عودة الخطر من جديد.
العلاج من النوبة القلبية لا يتوقف عند مغادرة المستشفى، بل يبدأ من هناك، بوضع بداية جديدة تتطلب وعيا والتزاما. هذه العادات الثماني ليست مجرد نصائح، بل أدوات حياة. باستخدامها بانتظام، يمكنك تقليل خطر النوبة التالية.