اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة قدس الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٣ حزيران ٢٠٢٥
رام الله - قدس الإخبارية: فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، حصارًا شاملًا على مدن الضفة الغربية، تزامنًا مع العدوان الواسع الذي تشنه على الأراضي الإيرانية، وأغلقت كافة المداخل الرئيسية للمدن، ونفّذت حملات اقتحام واعتقال في عدة مناطق، وسط تعزيزات عسكرية وإجراءات أمنية غير مسبوقة.
في الأغوار، أغلقت قوات الاحتلال فجر اليوم جميع المداخل المؤدية إلى مدينة أريحا ومعبر الكرامة شرق الضفة الغربية، مستخدمة البوابات الحديدية والحواجز العسكرية في الاتجاهين.
وشملت الإغلاقات الحاجز العسكري جنوب المدينة، وحاجز 'البوابة الصفراء' قرب المعبر، إضافة إلى حاجزي 'البنانا' و'الهيئة' شمال أريحا، ما أدى إلى شلل تام في الحركة بين المدينة والمعبر الحدودي.
وفي شمال الضفة، شددت قوات الاحتلال الخناق على محافظة نابلس، حيث أغلقت جميع الحواجز المحيطة بها، بما في ذلك عورتا، بيت فوريك، صرة، المربعة، دير شرف، حاجز الـ17، وبورين، ومنعت مرور المركبات الفلسطينية، ما أدى إلى عزل المدينة عن قراها وعن بقية المحافظات.
وخلال الإغلاق، أطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي باتجاه الفلسطينيين وعدد من الصحفيين على حاجز دير شرف غرب المدينة، دون أن تُسجّل إصابات.
في طولكرم، تواصل الإغلاق العسكري حيث أغلقت قوات الاحتلال مداخل المدينة الشرقية والجنوبية، وأغلقت بوابة عناب العسكرية شرق المحافظة، وجسر جبارة عند المدخل الجنوبي، ومنعت المركبات من العبور، مع انتشار مكثف للجنود.
وفي محافظة رام الله، اعتقلت قوات الاحتلال الفتى شادي نعمان عصفور (17 عامًا) بعد اقتحام منزل عائلته في بلدة سنجل، كما أعادت اعتقال الناشط السياسي والأسير المحرر عماد ريحان من قرية تل في نابلس، بعد أقل من شهرين على الإفراج عنه.
وفي القدس المحتلة، فرض الاحتلال إغلاقًا شاملًا على المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح الأولى، حيث أغلقت جميع أبوابه ومنعت الفلسطينيين من الدخول إليه، ومنعت إقامة صلاة الجمعة، في خطوة تصعيدية وُصفت بأنها الأخطر منذ سنوات.
كما عطّل الاحتلال حركة المواصلات، وأغلق الطرق المؤدية إلى البلدة القديمة، وأجبر أصحاب المحال التجارية في القدس القديمة على إغلاق أبوابهم، وسط انتشار واسع لقواته، وتحويل المدينة إلى ثكنة عسكرية.
وأكد مدير المسجد الأقصى، عمر الكسواني، أنه تقرر إقامة صلاة الجمعة بحضور الحراس والموظفين فقط، وأن الأذان سيُرفع في وقته، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات جاءت بسبب ما وصفته سلطات الاحتلال بـ'الظروف الأمنية'، في حين اعتبرها المقدسيون استكمالًا لسياسة الحصار والسيطرة على المسجد تحت غطاء الطوارئ.
ويعد هذا الإغلاق الكامل للأقصى، بحسب مصادر مقدسية، الأول من نوعه منذ جائحة كورونا، ويأتي استكمالًا لمسار من الإجراءات القمعية التي تصاعدت منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، حيث استخدم الاحتلال تلك الحرب ذريعة لتقييد دخول المصلين، وتكثيف اقتحامات المستوطنين، ومحاولة فرض وقائع جديدة داخل الحرم الشريف.
اليوم، ومع بدء الهجوم على إيران، كرر الاحتلال ذات النهج، وأغلق المسجد الأقصى بشكل كامل، وطرد المصلين، ومنع إقامة صلاة الجمعة، في تصعيد خطير يُظهر استغلال الاحتلال لأي حدث إقليمي لتكثيف قبضته الأمنية والدينية على القدس والمسجد الأقصى.