زوج المحرَّرة حسنين: نقف عاجزين أمام تضحيات سكان غزَّة

وسط مشاعر مختلطة بالفرح والبكاء، احتضنت الأسيرة المحررة رولا حسنين طفلتها، بعد الإفراج عنها من سجون الاحتلال الإسرائيلي بموجب المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين دولة الاحتلال وحركة حماس.

واعتقلت قوات الاحتلال الصحفية حسنين (30 عاماً)، في 19 مارس/آذار 2024، من منزلها في بلدة العبيدية في محافظة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، بتهمة التحريض على (إسرائيل).

وكانت حسنين في عام 2023، قد أنجبت توأماً، إيليا ويوسف، قبل شهرين من الموعد المحدد بسبب مضاعفات صحية. توفي يوسف بعد ثلاث ساعات، وظلّت إيليا في الحاضنة طوال الأربعين يوماً الأولى من حياتها. 

ورفضت محكمة إسرائيلية إطلاق سراح حسنين، بالرغم من أن طفلتها المولودة تعتمد فقط على حليب أمها في التغذية.

رولا إبراهيم حسنين، من مواليد 20 أكتوبر 1994، هي صحفية وكاتبة فلسطينية من محافظة رام الله والبيرة. حصلت على درجة البكالوريوس في الإعلام والعلوم السياسية، ودرجة الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة من جامعة بيرزيت. 

عملت رولا في عدة وسائل إعلامية، منها قناة الجزيرة، والموقع النسائي 'بنفسج'، وإذاعة 'راديو نساء إف إم'، ومركز القدس للدراسات السياسية. كما عملت سابقًا كصحفية حرة في وكالة وطن للأنباء. 

حسنين لم تستطع الحديث معنا بسبب حالة الانهاك الجسدي والنفسي الذي عانت منه في سجون الاحتلال الإسرائيلي، فيما قال زوجها حسن برجية لـ'فلسطين أون لاين': 'فرحتنا اليوم لا توصف، لكنها ممتزجة بوجع عظيم. نحن نشعر بسعادة غامرة بعودة زوجتي إلى أحضان عائلتها، لكننا نقف عاجزين أمام تضحيات أهل غزة الذين دفعوا أثمانًا باهظة ليُكتب لهذه الصفقة أن تتحقق'.

وأضاف: 'كل خطوة نحو الحرية كانت محفوفة بآلامهم ودمائهم، ولا كلمات تكفي للتعبير عن امتناننا لهم. هذه اللحظة هي درس في الوفاء والتضحية، وعلينا أن نكون أوفياء لتضحياتهم بأن نواصل العمل من أجل حرية كل الأسرى وبناء مستقبل أفضل لشعبنا'.

ولا يزال بريجية يذكر كيف اعتقل جيش الاحتلال زوجته من منزلهم، وقال: 'لا زلت أذكر المشهد جيدا.. كانت الطفلة تصرخ وتبكي في غرفتها بعد أن استيقظت على أصوات الجنود'. 

وأشار إلى أن طفلته إيلياء بدأت بعد ساعات من اعتقال والدتها تعاني من الجفاف، ولم تتناول أي شكل من أشكال التغذية، واضطر الأطباء إلى تغذيتها عن طريق الوريد. 

ويضيف: 'لقد انقلبت حياتنا رأساً على عقب في لحظة واحدة'، 'أصبح كل شيء كئيباً، وكانت طفلتي تبكي وتصرخ أمامي من دون أن أتمكن من مساعدتها'.