اخبار لبنان
موقع كل يوم -الهديل
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
كيف ترد على النقد من مديرك دون أن تخسر احترامك؟
اللحظة التي يُوجّه إليك فيها نقد من مديرك ليست لحظة عادية. تتوقف فيها لغة الجسد، يتباطأ الزمن في رأسك، ويصبح لكل كلمة تقولها وزن مضاعف. البعض يرد بانفعال، فيخسر صورته وثقة الإدارة. البعض الآخر يصمت بتوتر، فيبدو مرتبكًا وضعيفًا. لكن القلة فقط يعرفون كيف يردون بحكمة،
الخطوة الأولى في التعامل مع أي نقد هي أن تتقبله بشكل ظاهر دون دفاع مباشر. حين تبدأ ردك بالشكر على الملاحظة أو التنبيه، فأنت تعطي انطباعًا فوريًا بأنك لا تتهرب من المسؤولية. هذه البداية تُطفئ نار التوتر في الحوار، وتُظهر أنك قادر على تقبّل التقييم بهدوء.
إذا كان هناك خطأ واضح، لا تحاول التهرب منه أو تغليفه. الاعتراف المباشر والمسؤول يعطي شعورًا بأنك شخص قادر على تقييم ذاته، وهذه من الصفات النادرة في بيئة العمل. حين تقول إنك تلاحظ الخطأ وتدرك تأثيره، فأنت تنزع الحرج عن مديرك وتُظهر شجاعة في المواجهة
بعد تقبلك للنقد واعترافك إن وُجد خلل، يمكنك أن تشرح الأسباب أو السياق الذي أدى للموقف. لكن الأهم أن تفعل ذلك دون لهجة دفاعية أو تبريرية. الهدف ليس أن تبرر، بل أن تُظهر صورة كاملة تشرح بها المنطق الذي تصرّفت به.
ما يثبت احترافيتك في الرد على النقد ليس فقط هدوءك، بل أيضًا الخطوة التي تطرحها بعد انتهاء الحوار. حين تُنهي الموقف باقتراح حل، أو تعد بخطوة تصحيحية واضحة، فأنت تُظهر أنك لا تنتظر التوجيه فقط، بل تتحرك من تلقاء نفسك. المدير في هذه اللحظة لا يرى فقط موظفًا تلقى نقدًا، بل قائدًا صغيرًا قادرًا على التصرف تحت الضغط.