اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٧ نيسان ٢٠٢٥
شهدت عطلة نهاية الأسبوع في زحلة تحركات سريعة، ساهمت بتوضيح المعالم شبه النهائية لمعركة انتخاباتها البلدية، ورسّخت التحالف الانتخابي النهائي بين 'القوات اللبنانية' و'الكتلة الشعبية' برئاسة ميريم سكاف، لأول مرة منذ خروج الجيش السوري من لبنان وتمدد الأحزاب بمعاركها الانتخابية إلى المدينة في العام 2006. بانتظار فكفكة العقد النهائية في العلاقة التي تُنسج أيضاً مع 'الكتائب اللبنانية'، قبل إعلان ولادة تحالف ثلاثي انتخابي جديد في المدينة.
سليم غزالي هو المرشح لرئاسة البلدية بلائحة 'القوات - سكاف'، بعد جولات عدة من المفاوضات التي طرحت أسماء مختلفة، معظم أصحابها تقريباً زاروا معراب، إلا أن القرعة وقعت على غزالي. وبادر الأخير إلى زيارة مكاتب 'الكتلة الشعبية' في زحلة فور وصوله إليها، قبل أن يصدر بيان مشترك عن 'القوات' و'الكتلة' يضع التحالف في إطار إراحة الأجواء العامة.
على المقلب الثاني، يواصل رئيس البلدية الحالي أسعد زغيب تشكيل لائحته من خارج التحالفات الحزبية. علماً أن النائب الكاثوليكي ميشال ضاهر، المقرب من رئيس الجمهورية، حدد موقعه بدعم زغيب، بعدما جاءت إشارات المواجهة الأولى، وغير المفاجئة مع زغيب، من النائب الكاثوليكي أيضاً، جورج عقيص. فخصومة الأخير معه أبعد من مواجهة انتخابية، على رغم العلاقة الجيدة والمتفاعلة حتى اللحظة الأخيرة بين زغيب وأعضاء المجلس من الأحزاب كافة، ولا سيما 'القوات اللبنانية'، ما يجعل للاستحقاق البلدي في زحلة نكهة سياسية.
قد تكون حسابات الانتخابات البلدية مغايرة للنيابية خصوصاً بظل القانون النسبي الذي يحكم الأخيرة، وبظل التأكيدات بأن التوافق الانتخابي بين 'القوات' و'الكتلة' حتى الآن لا يأتي من ضمن سلة توافقات مستقبلية. إلا أن هذه الانتخابات تبدو أساسية في تحديد أحجام خائضيها بحسابات سياسية، وقدراتهم التجييرية، إلى حد رسمها معالم التحالفات في الاستحقاق النيابي المقبل.
هذا في وقت يبدو لافتاً غياب 'التيار الوطني الحر' عن مشهد التحالفات الانتخابية في زحلة، وتركه الحرية لمؤيديه في تحديد خياراتهم. علماً أن 'التيار' بات محرجاً من تجديد تحالفه مع 'حزب الله' في زحلة، حتى لو شكل 'الحزب' رافعة أساسية لنائبه الماروني سليم عون في الدورة النيابية السابقة. وهذا ما يترك 'حزب الله' أيضاً في حالة ضياع، من دون حليف سياسي مسيحي قوي في المدينة. ويطرح السؤال عن موقفه من معركة الانتخابات البلدية. إذ بات واضحاً أن ميريم سكاف التي كانت مؤهلة للحصول على 'بلوك' الصوت الشيعي خسرته في ظل تحالفها مع 'القوات اللبنانية'. بينما كان موقف زغيب واضحاً تجاه رفض التحالف مع أي كيان حزبي. وهو قد بادر إلى إعادة ترشيح عضو المجلس البلدي الشيعي الحالي، إغلاقاً للباب أمام أي إيحاءات بتحالفات من تحت الطاولة. علماً أن موقف 'الحزب' من ترشيحات الأعضاء الشيعة قد يترجم في أدائه تجاهها، وخصوصاً على لوائح خصومه، وسط ما ينزع إليه عادة من ضغوطات تمارس لحجب هذه التراشيح وقمعها. إلا أن احتمالات اعتكاف 'الحزب' عن مشهد زحلة الانتخابي كـ 'التيار الوطني الحر'، تبقى ضئيلة مع ذلك، خصوصاً لما يتمتع به من قوة تجييرية يحسب لها حساب في زحلة. مثلما هو الحال بالنسبة لـ 'تيار المستقبل' الذي لا يزال متريثاً، وبات تزييت محركات ماكينته مرتبطاً، بحسب أوساط متابعة، بنضوج الموقف من انتخابات مجلس بلدية بيروت أولاً.